المواطن المصرى بين إستقامة التنمية المستدامة وفساد مراكز القوى

ان عدم الفهم الغير مقصود أو المقصود والمتعمد من قبل البعض للغه الحوار التى تصر وزاره شريف ان تتحث بها قد لا يعطى تعريفات غير ملبوسه لمصطلح التنميه المستدامه الذى يصر الرئيس عبد الفتاح السيسى على وضع الاسس والمعاير الخاصة به من خلال مشروعات الدوله التى اقيمت منذ بدايه فتره رئاسته وحتى نهايتها 2018.

وبالفعل فقد وضعت مصر عدد من الاساسات بل وارتفعت الاساسات مسافه كبيره عن الارض فيما يتعلق بالتنمية المستدامة والتى اضع لها تعريفا بسيطا انها عمليه إستغلال كل موارد الدوله الحاليه وقاعده الموارد الطبيعيه لتحقيق النمو اللإقتصادى الذى يلبى حاجه المجتمع بالكامل مع ثبات وإستقرار تام يضمن الجيل الحالى والاجيال المستقبلية.

بالقطع لا يمكن التشكيك ان هذا يحدث فى مصر الان ومثال بسيط على ذلك محطات توليد الكهرباء التى انتشرت فى العامين الماضيين ونجحت فى مواجهه ازمه حقيقيه تعرضت لها مصر على المستوى المحلى وهددت مصر دوليا. بل ووضعت تأمينا حقيقيا لأى ازمه مستقبيله وهذه حقيقه لابد ان نعترف بها .

مثال اخر مشروع قناه السويس والقناه الجديده التى كثر الحديث عن فشلها فى بدايه تشغيلها ثم جف فيضان السخريه بعد ان حققت قناه السويس دخلها الاعلى منذ نشاتها والذى بلغ 42 مليار جنيه تقريبا عن العام المالى 2015 / 2016. والارقام مثبته فى جميع المواقع حتى يسهل البحث عنها . بالاضافه الى اعتماد وبدء تنفيذ مشاريع عملاقة بمحور القناه سيبدا عائدها فى الظهور خلال الشهور القادمه.

إذا لا يمكن ان ننكر ان هناك بالفعل تنميه مستدامه تأسست وتنشأ على ارض مصر، ولا يمكن لخريج توك توك او معلم او مدير مدرسه او طبيب او اخوانى او وفدى او ناصرى او امريكى او ايا كان ان يحجب هذا الشعاع من التنميه والذى تشهده مصر عن عقول المصريين المحايدين سياسيا.

وكذلك لن يستطيع الإعلام الماتمر بامر مراكز القوى الحاليه فى مصر ان يرهب الرئيس السيسى وان كان هناك شبه نجاح الا انه مؤقت وسوف يزول قريبا .

كذلك لا يمكننا القول ان تلك المشروعات تم إدارتها بالشكل الذى يتحقق معه تنميه مستدامه تظهر بوادرها فى الجيل الحالى …. فإن كنا اشدنا بنظره الرئيس الى ضروره وضع اسس التنميه المستدامه وتنفيذها بالفعل فلابد ان نشير الى ان هناك بعض الفشل فى إداراه هذه المشاريع مما قد يؤجل عائد التنميه المستدامه الى عهد اخر … وهذا هو ما يحدث بالفعل.

ولنتخذ مثالا لما اقول وهو هيئه قناه السويس التى بالفعل حققت عائدا إضافيا عن العام الماضى وصل 3 مليار 182 مليون جنيه مصرى عن العام السابق … مع العلم ان دخل القناه وصل الى 42 مليار جنيه هذا العام اى ما يعادل 5 مليار دولار . فهل وصلت الخمسه مليارات دولار كامله الى خزينه الدوله حيث انها صافى أرباح القناه بعد مصروفاتها؟

إن الضعف الإدارى والهيمنه التى يسيطر بها مهاب مميش ورجاله على قناه السويس ومشروعاتها لن تعطى فرصه ان يكون هناك نموا اقتصاديا رغم ان الرئيس السيسى قد اخذ بكل اسباب التنميه المستدامه واقام مشروعا ضخما بالفعل مع هذا التدنى فى الحركه التجاريه العالميه ومحاربه بعض الدول للمشروع على رأسها امريكا وتركيا والجميع يعلم بتحويل المسارات للتجارة العالميه التى تتزعمه امريكا وحلفائها للضغط على مصر ومع ذلك حققت مصر 5 مليار دولار دخلا للقناه هذا العام .

ان الإداره الفاشله التى تعتبر هذه المشروعات مشروعات خاصة وتطالب بربحها من الدخل العام لابد ان تزول دون رجعه فلو حسبنا ما يحصل عليه مهاب مميش ورجاله داخل هيئه قناه السويس وخارجها سنويا ونظرائهم فى جميع الهيئات من جينرالات ومستشارين واوقفنا هذا النزيف الغير دستورى للمال العام والدخل المصرى سوف لا نقف ابدا امام البنك الدولى مطالبين بقرض لا يتعدى 10 مليارات دولار .!!!! ولن يعاير مصر شعب دوله كان ابائهم ينتظرون الطعام المصرى ليقتاتوا به فى وقت كان الشعب المصرى هو المتشرف بتزيين بيت الله الحرام استعدادا لموسم الحج . نظرا لعدم قدرتهم على كسوه الكعبه المشرفه … ولا نعاير احدا بماضيه ولكن ليعلم الذين تطاولوا على من يتطاولون … انها مصر الكبيره ..
السيد الرئيس لا يمكن الفصل على اى وجه بين خطط التنميه المستدامه والنمو الإقتصادى الحالى. ولا يمكن ان نطالب الجماهير بان تتحمل معاناه توجيه اموال الدوله لخطط التنميه المستدامه. ولا يمكن ان يتحمل الشعب ويتكبد عناء ومراره المعيشه وهناك جنرالات تسوق على الاقل 40% من الدخل المصرى الى خزائنهم الخاصه.

مهاب مميش ومن حوله فى هيئه قناه السويس لديهم نظراء فى جميع الهيئات، دون ان نشعر مراكز القوى فى مصر التى عادت تماما بعد ثوره يناير والتى بدأت فى حصد الثروات والتمكين بعد 30 يوينو 2013 .

ان الشعب المصرى يعانى من التخبط الفكرى ما بين التنميه المستدامه واستقامتها. ومراكز القوى وفسادهم.

ان الحكومه الحاليه التى تعمل على جانب التنميه المستدامه متفاخره امام الرئيس بإنجازاتها . قد اغفلت تماما ان هناك شعب يعيش 70 % منه تحت خط الفقر قد لا يملك نصفهم قوته اليومى. وهذا ما يجعل امر استهداف الحاله الإقتصاديه فى مصر وتوجيهها لإستهداف الريس هو امر سهلا.

على الحكومه الحاليه ان تفيق من غفلتها وان ترى بعين الصواب ان هناك موارد للدوله يجب ان توظف بشكل أفضل لدعم المواطن البسيط والتأكد من وصول هذا الدعم اليه دون ان تعترضه يد الفساد.

لابد ان يشعر المواطن الحالى أن بالفعل هناك تنميه يجنى هو الاخر حصادها . ولابد ان يعلم الجميع ان فزاعه الاخوان لم تعد تصلح لنحمل الناس فوق طاقتها من اجل ان تملاء مراكز القوى خزائنها.

السيد رئيس الجمهوريه . آن أوان ثوره التصحيح.

أضف تعليقك هنا

اسامه السحيتى

كاتب مصري

رئيس مجلس إدارة جريدة عيون السويس

رئيس تحرير موقع عالم صحافة السويس