بلسان العياشي و الكافي أهل البيت هم الشجرة الطيبة

بإجماع السلف الصالح فإن القران الكريم كان وما يزال المعين الذي لا ينضب و الرافد الاول الذي ينهلون منه عبق ابداعاتهم العلمية و ترانيم تراثهم العتيد وعلى مر التأريخ لما لهذا الكتاب المقدس من سحر معانٍ و الفاظ ذات وقع كبير في نفوس الانسانية ولما احتواه بين دفتيه من الوصف الكلامي و فنون البلاغة في روائع الكلام العربي حتى جفت الاقلام عندما ارادت مجاراته او محاكاته لكن هيهات هيهات و أنى لها ذلك فمهما ارتقت في سلم المجد و الابداع فلم ولن تستطيع الاتيان ولو بقيد انملة من الاعجاز و الاتقان القراني لانه من نسج السماء و ليس من صنع البشر فبعلمها الذي احاط بكل صغيرة و كبيرة و تدبيرها العالي لمجريات الاحداث مكنها من الاحاطة بدقائق الامور و اظهارها بالشكل المطلوب في قرانها المجيد ليكون بمثابة المدرسة التي تنهل من معينها الاجيال البشرية ولعل أهم ما ينفرد به هذا الكتاب التجانس العالي بين الالفاظ و المعاني و كأنهما وجهان لعملة واحدة فلنأخذ مثلاً عبارة ( الكلمة الطيبة كشجرة طيبة ).

أهل البيت هم الشجرة الطيبة

ففي عرف اهل الاختصاص نرى ان الشجرة و الكلمة لكل منهما لفظاً خاص بهما لكن المعنى اللذان وضعا من اجله هو الصدق و الاخلاص و الاخلاق الحميدة و الصفات النبيلة لان الكلمة الطيبة تبعث الدفئ و الطمأنينة و الامل في نفوس البشر فكذلك هي الشجرة الطيبة ذات الثمر الطيب و المظهر البهيج فهي أيضاً تعطي ما تعطيه الكلمة الطيبة فكلاهما استحقا المكانة المرموقة عند السماء فبالاضافة إلى ذلك فقد جعلتهما في عقب و صلب الانسان المؤمن الصالح الذي سخر حياته في خدمة الانسانية جمعاء فحقق بذلك امنية السماء في شخصه و خلقه و منهاجه المستقيم الذي استمده من وحي القران الكريم فبات يستحق وعن جدارة عاليه عنوان النبي او رسول السماء فكان محمد و أله خير البرية و الانام عند الله ( عز و جل ).

فهذه السنة النبوية و الاحاديث المتواترة و المنقولة عن آل بيته الطاهرين ما هي إلا ثمار تلك الشجرة المحمدية الطيبة وهذا ما اثبته المرجع الصرخي الحسني وبشهادة كبار علماء و رموز السلف الصالح ومنهم العياشي في تفسيره الشهير فيقول ( عن الامام جعفر الصادق قال في قوله تعالى ( ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة : هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم( وكذلك ما جاء في الكافي وعلى لسانه ( عليه السلام ) قوله : ((رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصلها، وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والأئمّة ذريتهما أغصانها، وعلم الأئمة ثمرتها (( مقتبس من المحاضرة (7) من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) في 12/11/2016 .
فيا معاشر المسلمين هل يوجد في شتى بلدانكم الاسلامية نخلة دائم اكلها و تعطي ثماراً في كل حين حتى يمكننا القول انها المقصودة بالقران ؟ فالعقل يثبت لنا عدم وجودها وعدم تمامية ما يذهب إليه شيخ الاسلام ابن تيمية ويعتقد به استاذه ابن كثير و فالحقيقة أن محمداً و أهل بيته هم الشجرة الطيبة و خير الورى سجية .

 

أضف تعليقك هنا