الإحتراق البشري الذاتي SHC هو مرض أم ظاهرة أم وهم؟ وما علاقته بإحتراق المنازل ذاتياً

يتطلع الإنسان دوماً لمعرفة كافة الأسرار المحيطة به فى كل مناحى الحياة ، من أول الفرد فى غرفته الصغيرة إلى أكبر العلماء فى أكبر المعامل على وجه الأرض ، و لكن وضع العلماء نسبة لمعرفة الإنسان لكل الأسرار التى إستطاع حلها فى هذا الكون منذ التاريخ و إلى عصرنا هذا ، و هذه النسبة هى 4 % من جملة أسرار الكون الخفية و ظواهره العنيدة على العقل البشري.

ولعل أكثر ما يشغل الإنسان هى تلك الأشياء التى تجد طريقها لجسده أو عقله أو نفسيته، فإذا ما كان هذا السر الكونى عبارة عن مرض نادر الوجود لم يسبق للإنسان ملاحظته من قبل ، فمما لا شك فيه أننا نجد الإنسان يذهب جيئةً و ذهاباً ليجد الحلول المؤقتة و التفسيرات العلمية و حتى الدينية لهذا السر الكونى الغريب.

ونحن الآن بصدد التكلم عن سر كونى غريب تم ملاحظته فى شكل حوادث مسجلة على مستوى العالم و هو Spontaneous Human Combustion أو الإحتراق البشرى الذاتى ، فراحت الأحداث تسجل لنا أشخاصاً يغادرون دنيانا فى صمت رهيب تاركين أجسادهم نصفها سليم و نصفها الأخر محروق بالكامل دون أن يصيب الإحتراق أياً من الأغراض المحيطة بهم حتى و إن كانت هذه الأغراض أوراق ، كما حدثت تلك الظاهرة أمام شهود عيان فوصفوا المشهد كالآتى ” الشخص يقف بينهم ، يبدأ فى الإنصهار كما لو كان مثل الشمعة و كأنه يحترق داخلياً ” .

هذا أمر غريب حقاً و لكم أن تتخيلوا ما معنى أن تصل درجة حرارة الجسم الداخلية فى تلك الحادثة إلى 1500 درجة مئوية من بعد ما كانت 37 درجة مئوية ، و لكن لا يوجد شئ لا تفسير علمى له ، فراح العلماء يبحثون تلك الظاهرة و يضعون تفاسيرهم العلمية ، فقال بعضهم أن هذا يرجع لنظرية ” تأثير الفتيل ” و التى تعنى وجود مصدر لهب خارجى و إن كان بسيطاً جداً و لكن مع وجود عوامل إحتراق داخلية لدى الإنسان مثل الدهون و الجلد فهذا يؤدى إلى إحتراق الخلايا ذاتياً داخلياً ، و قال البعض أن زيادة مركبات الكيتون الكيميائية داخل الجسم و الناتجة عن فرط إستخدام الكحول كمشروب هو سبب رئيسى لحدوث تلك الظاهرة إذ أنه تم ملاحظة أن جميع الموتى بهذه الظاهرة كانوا يعانون فرط إدمان للكحول ، و غيرها من التفسيرات التى تحتمل القبول أو الرفض علمياً .

لكن شئنا أم أبينا فيبقى ” الإحتراق البشرى الذاتى ” بحالاته ظاهرة مسجلة الحالات و تحتاج من المسئولين و المعنيين من العلماء فحصها و تقديم التفسيرات للبشرية لتجنب مسبباتها أياً ما كانت.

و الذى يهمنى من الأمر برمته هو ما حدث فى أغسطس 2013 فهناك حادثة مسجلة عن رضيع يدعى ” راهول ” من ولاية تاميل نادو فى الهند تم نقله لكلية الطب كيلبوك(kilpauk medical college) ومستشفى في تشيناي بأربعة حروق لديه منذ الولادة و كانت الاختبارات الأولية قد نفت أي تشوهات ، وأدت مزيد من الاختبارات بالمستشفى لنستنتج أنه لم يكن احتراق ذاتي.

والدة الطفلة كانت تعيش في قرية أخرى ذكرت في الأخبار في عام 2004، عندما اشتكى السكان أن ( منازل تنفجر ذاتياً وتشتعل فيها النيران ) ، أظهرت التحقيقات أن الفسفور المخبأ في روث البقر كان موجوداً في الأكواخ ، و نحن نعلم أن الفوسفور لديه درجة إشتعال منخفضة ويمكن أن يسبب الحرائق ، وقال الطبيب في عام 2013 أن هنا لا يوجد شيء مثل الاحتراق البشري الذاتى ، وعندما ذهب ” راهول” إلى المستشفى العام الماضي قال الطبيب بوضوح لوالديه أنه يبدو أن أحد وضع الرضيع عمداً على النار.

الحادثة السابقة تشير و بأصابع الإتهام لتدخل الإنسان بجريمة أثناء محاولة أخيه الإنسان كشف غموض سر كونى ، و تضع بنوداً لإجابات عن أسئلة تهمنا جميعاً عن كشف غموض حوادث إحتراق المنازل ذاتياً ، و هل ما إذا كان الإنسان قد تدخل أيضاً بجريمة أخرى – كعادته – أثناء محاولة أخيه الإنسان حل غموض سر كونى و هو إحتراق المنازل ذاتياً مثلما جدث بمصر ؟! من يدرى ، ربما .

مراجع:

  • wikipedia.org
  • gnosticwarrior.com

 

بقلم الكيميائى / مايكل جمال

أضف تعليقك هنا