الإشاعة وهلاك المجتمعات

التأثير بالنفس من فنون المحاكاة، ويُعبر عن قوة الشخصية المؤثرة، التي تخضع لمعطيات أهمها، لغة الحوار، وفن إختراق العقل، الأنسان البسيط يهتم بمقتنياته، فيرتبها باستمرار (ملابسه ومكتبه وسريره)، ولقل ما يفكر بنفسه وصناعة ذاته!

التعامل مع الذات يختلف عن الموجودات، يستطيع الإنسان أن يبني موجوداته بنفسه، لكنه لا يبني ذاته بمعزل عن المحيط، ولمعرفة الذات، لابد إجابة الإنسان نفسه لسؤاله”من أنا؟” ليحدد أثره في المجتمع. الأفكار والنبوءات، يعتبرها الفلاسفة “عصا الخطاب النفسي”، تحرك الذات بشراع العاطفة ومرسى الإعتقاد.

في الحرب العالمية الثانية، جيء لهتلر بثلاث ضباط مخالفين، سجن كل واحد زنزانة، مع موسيقى كلاسيكية لدرجة التأمل، فتح ماسورة الماء ببطء، تعطي صوت هادئ، أطلق إشاعة “غاز سام سيقتلهم” بخمس ساعات! أقل من أربع ساعات، وجودوا إثنين فارقا الحياة، والثالث يحتضر ويعاني تشنجات! ويعيش حالة تسمم حقيقي.

التحكم بالذات، جعلهم يعيشون “الوهم” والإستسلام للإشاعة، فكرة الغاز السام، أخذت حيزها في عقولهم، أقنعوا أجسادهم على فرز هرمونات، هم بأمس الحاجة إليها للحياة. الإشاعة وهلاك المجتمعات

هكذا تتعامل السياسية، “بعصا الخطاب الإعلامي” شعارات قاتلة، وإشاعات زُرعت بجسد المجتمع، أوصلته لدرجة اليأس! وإفراز هرمونات بأمس الحاجة لها، في بث روح الأمل، وإستعادة قواه للحياة، أبرزها:-

* بإسم الدين “باكونه (١)” الحرامية!

* أتركوا العراق للفاسدين، وهاجروا لأوربا.

* لا فائدة من الإنتخاب، الوجوه نفسها من جديد.

* شعب فاسد لا نستحق الحياة.

حرب وتعامل مع الذات، في وقتٍ الذات غير مستعدة لصناعة نفسها، ما نلمسه في المحيط، يتكلمون عن عزوف كبير في الإنتخابات المقبلة، والأغرب أن هذا التفكير بدأ يدب في جسد الطبقة الشبابية والشريحة الأكاديمية! وهذا أعلى مستويات الكارثة، التي ستدمر العملية السياسية.

لكل قاعدة شواذ، أصغر حجماً وأقل مساحة من حجم القاعدة، ولكن عندما يكون العكس، تحل كارثة الإنحراف!.
في العملية السياسية، علينا تشخيص الشذوذ من الإنحراف، فيعالج الأول بتشخيص الفاسد وإستبداله، ويعالج الثاني بتصحيح المسار بالتغيير، وفي الحالتين نحتاج الى فرصة وجود إنتخابات، نشارك فيها بقوة.

———

(١) باكونة: سرقونا، باللهجة العراقية

أضف تعليقك هنا