الترقب والإنتظار قانون إلهي عام وسنة إسلامية … فهل يفقه الدواعش التيمية ؟!

بقلم نوار الربيعي

من معاني الصبر الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإلتزام به يدخل مفهوم الترقب والإنتظار, فمن يترقب الفرج عن البلاء وينتظر أن تنكشف الغم والهم عنه فهو قد صبر على هذا البلاء وهذه الغمة وكان في حال من الترقب والإنتظار لزوال هذا الغم وهذا البلاء, هذا إن جعلنا مفهوم الترقب والإنتظار كجزء من عنوان الصبر الذي أكد عليه الإسلام في كل مصادر تشريعه, أما إذا أخرجنا مفهوم الترقب والإنتظار وجعلنا ذو إستقلالية لوجدنا إنه قانون إلهي عام وسنة إسلامية, فقد وردت الكثير من الموارد الشرعية التي تقول بالترقب والإنتظار.

لكن هناك من هو سقيم العقل والتفكير وقليل الدين بل هو لا دين له وإنما يتظاهر بالدين والتدين من أجل مصلحة دنيوية لا غير يقوم بتكفير الناس واستباحة دمائها لأنهم يؤمنون ويعتقدون بهذا القانون الإلهي العام ” الترقب والإنتظار ” !! وهذا هو الفكر الداعشي المريض والعقيدة التيمية الموبوءة بالفكر المنحرف البعيد كل البعد عن الإسلام ومنهج الإسلام وعقائده وأسسه التي وضعها وقوانينه الواضحة وضوحاً بديهياً لدى كل ذي لب, فماذا تقول لمن يقتل ويسفك الدماء ويسرق وينهب وينتهك الأعراض بحجة مخالفة الإسلام! وعندما تأتي إلى دستور الإسلام تجده يحث ويأمر الناس بما يُقتلون عليه من قبل الدواعش ؟! فمن المخالف ومن المعاند ومن الذي يستحق القتل لمخالفته الدين ؟! الناس التي تطبق القانون الإلهي أم من يستبيح دمائهم لأنهم يطبقون أو يعتقدون بتلك القوانين ؟! الذين يعتقدون بتلك القوانين أم الذين لا يعتقدون بها ؟ فمن هو الكافر والمعاند والرافض للسنن والقوانين الإلهية ؟! لكن ماذا تفعل لمن جعل قرآنه ورسوله وإمامه إبن تيمية والأمويين ؟!.

فالسنة الإلهية في الانتظار والترقب والوعد بالفتح والنصر كأثر مترتب على الصبر والإيمان والتوكل على الله تعالى في الانتظار والترقب وهو ما يعطي قيمة روحية وأخلاقية تسمو بالإنسان نحو الارتباط الحقيقي والعميق مع الله ورسوله وأولياءه وتعتبر تلك الشواهد القرآنية التي استدل بها المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة السادسة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ” صلى الله عليه وآله وسلم “) كأدلة كافية في إثبات المصدر والمنبع والجذور الشرعية في الإسلام على ضرورة شمول المؤمنين بقانون وسنة الانتظار والترقب على مر العصور وبمختلف الرسالات الإلهية حتى يتحقق النصر والفتح الإلهي الشامل التام باليوم الموعود وهو ما يتضح من شرط عدم نفع الإيمان والتوبة حين تحققه على خلاف ما حصل من فتوحات سابقه كان الإيمان والتوبة فيها مقبولة.

حيث ذكر المرجع الصرخي في تلك المحاضرة عدة شواهد, وتحت عنوان ” سنة الله في الإنتظار ” {{… •قال العلي القدير: ” وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29). اذهب وابحث عن هذا المعنى؛ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا، ما هي مواصفات يوم الفتح؟ تعرف يوم الفتح من هذه الصفة، من هذا الشرط، لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} (30)”. سورة السجدة

•قال تعالى: { قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ}. سورة هود
•قال الله مولنا : { وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ }(122). سورة هود
•قال تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى }

لاحظ: خطاب عام، نهج عام، سياق عام، سنة كونية، سنة إلهية، سنة رسالية ، ” قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمّى” (الكل ينادي بهذا النداء، الكل يتحدّث بهذا الحديث ) قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)”).

قانون إلهي، وعد إلهي بالصبر، بالترقب، بالانتظار، والنتيجة الثأر الثأر، النتيجة النصر النصر، النتيجة الفتح الفتح، إذًا نقول: ولنصبرنَّ على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون، وانتظر إنّهم منتظرون، وارتقبوا إنّي معكم رقيب، وانتظروا إنا منتظرون، ويؤخركم إلى أجل مسمّى ولنصبرنَّ على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون وعلى الله فليتوكل المتوكلون. }}.
وهنا نسأل الدواعش التيمية : ألم تقرأوا القرآن الكريم ؟ ألم تطلعوا على هذه الآيات المباركة ؟ ألا تتفكرون وتتدبرون في ما تقرأون ؟ أم إن قراءتكم للقرآن هي مجرد لقلقة لسان وألفاظ لا تعرفون لها معنى ؟ وهذا هو المرجح لأنكم تعرضون عن القرآن وتأخذون دينكم من ابن تيمية لأنكم وجدتم فيه ضالتكم وبتبني منهجه المنحرف تتحقق رغباتكم الدنيوية.

بقلم نوار الربيعي

أضف تعليقك هنا