السحر والدجل - وائل أباظة

السحر والدجل

هروبا من ضغوط الحياة وقسوتها، يلجأ الناس إلي من يخفف عنهم الامهم ويقدم لهم الدواء لعلاجهم.

فمن المفترض أن يكون من يعالج الناس هم الأطباء الذين يقدمون العلاج للناس للتخفيف عنهم .
لكن وللأسف عندما يفشل الطبيب في تشخيص الحالة او علاجها، يفقد الناس ثقتهم في الأطباء وفي الدواء الذي يصفه الطبيب، فيبحثون عن معالج آخر وعلاج آخر لهذه الحالة، فيقعوا في أيدي السحرة والدجالين.

الساحر غير الدجال فما الفرق بينهم ؟

الساحر

الساحر هو الذي يستعين بالجن والشياطين لتنفيذ أوامره مقابل أن الساحر يقوم بطقوس وعبادات و أعمال كفر وشرك بالله يقصد بها عبادة الشيطان.

الدجال

والدجال هو الذي يقوم بأعمال شعوذة واحتيال ليبيع الوهم للناس، ليس عنده خدام من الجن لتنفيذ طلباته فهو نصاب.

وفي كلا الحالتين الساحر والدجال هم كفرة وفجرة ومشركين، لا يستطيعون ضر أحد أو نفعه إلا بإذن الله، فلا يجوز قطعا الذهاب إلي ساحر أو دجال مهما يكن الأمر ومهما كانت العلة، وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) .

علامات الساحر

1- أول كلامه معك بعد دخولك عليه يخبرك بتفاصيل عن حياتك وعن المشكلة التي أنت آت إليه فيها.
2- يتمتم بكلام غير مفهوم و يفعل طقوس وحركات غريبة.
3- يطلب منك إسم الأم .
4- يطلب منك طلبات غريبة تشتريها من العطار ويطلب منك ذبح طائر له علامات خاصه.
5- يطلب شء من أثر الشخص المراد له العمل.
6- يقوم بعمل احجبة و خواتم ويعطيها للمرضي.

علامات الدجال

1- في اللقاء الأول يقرأ عليك الرقية الشرعية ثم يخبرك بأنك مصاب بالحسد أو السحر او اللبس.
2- يبيع لك ماء مقرا عليه قرآن ويقول لك أشرب و اغتسل منه و زجاجة من المسك لكي ترش منه علي الحائط والأركان وفي الحمام.
3- في حالة اللبس يقول لك أنه جني يهودي او مسيحي وعلينا إخراجه.
4- لا يوافق علي استقبال شخص غريب لا يعرفه لابد أن يأتي عن طريق شخص معروف وبميعاد .

لماذا يأتي المسلمون إلي السحرة والدجالين

الذين يؤمنون بالله ورسوله و يؤمنون بالقضاء والقدر ويعلمون تمام العلم أن لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالي، لا يراودهم أدني تفكير في الذهاب إلي ساحر أو كاهن او عراف، لكن الذين يأتون السحرة والدجالين هم ضعاف الإيمان والعقيدة وأتباع الشيطان والنفوس الأمارة بالسوء، ظنا منهم أن الساحر أو الدجال يملك المنفعة لهم وبيده ضر الاخربن، وهو لا يملك النفع لنفسه ولا يستطيع دفع الضر عنها فكيف يستطيع شفاء الناس أو اسعادهم أو إلحاق الأذى بهم، وكيف يعلم الغيب ويستطلع مستقبل الناس وهو لا يدري ماذا سيحدث له غدا بل بعد لحظات.
قال سول الله صلي الله عليه سلم” من اتي كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل علي محمد “.

حقيقة السحر

السحر حقيقة لا لبس فيها وقد ذكره الله سبحانه وتعالي في مواضع عدة كما في الآيه الكربمه:
” واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل علي الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتي يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبءس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون” صدق الله العظيم.

من الآيه الكريمة يتبين أن السحر من الشيطان والشياطين هم الذين يعلمون الناس السحر وبدون الجن والشياطين لا يكون هناك سحرة ولا كهان.

مراحل احتراف السحر

فالذي يريد أن يحترف السحر ويصبح ساحر لابد له من المرور بعدة مراحل وهي :
1- شراء كتب السحر التي بها أسس ومبادئ السحر.
2- حفظ الطلاسم الخاصة بالسحر وترديدها.
3- أن يبقي نجس ولا يقرب الماء لمدة 45 يومآ.
4- أن يقوم بأعمال كفر وإشراك بالله مثل أن يضع قدميه علي المصحف في الحمام ويصلي للشيطان ويسجد له أعوذ بالله من الشياطين والكفرة .
5- وبعدما يتأكد الشيطان من كفره وشركه يقابله في مكان بعيد عن العمار لا يوجد به بشر و يخبره بانه أصبح ساحر و يجند له خدام من الجن لتنفيذ طلباته وأوامره، ويقوم الشيطان بكتابة عقد بينهما ينص علي خدمة الشيطان له مادام هو علي الكفر والشرك.

أعمال السحر

نري ونسمع هذه الأيام عن إمرأة بها مس من الجن، أو رجل به مس من الجن، وعريس لم يستطع الدخول بعروسه “مربوط”، وفتاه جميلة لم تتزوج حتي الآن” معمول لها عمل”، وشاب ليس لديه رغبة في الزواج ولا في النساء وأناس يرون الجن ويتكلمون معهم.

كل هذه المشاكل والعلل وغيرها نسمعها و نراها كل يوم سواء في الواقع أو في المسلسلات والأفلام .
فهل كل هذه الأشياء والمشاكل تحدث بالفعل وهل هي حقيقية؟
مع إن السحر ذكر في القرآن، لكنه لم يحدد ولم يذكر كيفية وأنواع السحر إلا في مواضع محدودة كما في الآية الكريمة ” يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله” صدق الله العظيم.

وتفسير هذه الآيه علي أن التفرقة بين الزوجين، تكون وسوسة من الشيطان للايقاع بينهم، وقذف الكره والبغضاء في قلوبهم، حتي يكرهوا بعضهم البعض، فيفترقا، والتفسير الآخر لهذه الآيه أن التفرقة بين الزوجين تكون بعدم استطاعة الرجل جماع زوجته أو ما يسمي ” الربط “، والربط يحدث للمرأة أيضا فلا يكون لديها رغبة في الجماع، وتكره الجلوس مع الزوج.

الموضع الثاني كما في الآية الكريمة ” الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ”
في هذا الموضع ذكر المس، والمس هو التباس الجن بالانس، وحقيقة المس أو اللبس غير معروفة حتي الآن لأنها لم تفسر في القرآن مع إن كثير من الشيوخ الذين يعالجون بالقرآن، قد فسروا المس، لكن تفسيرهم للمس ليس موحدا أو ثابتا، وأكثرهم دجالون يتاجرون بالقرآن، ويأخذون من العلاج بالقرآن مهنة وعمل دون دراسة الأمر ، والوقوف علي ماهيته.
والمتعمقون في هذه الأمور قليلون، ولا يظهرون في وسائل الإعلام مثل هولاء الشيوخ الذين يطلون علينا ليل نهار في الفضائيات .

الأقاويل كثيرة منهم من قال الجن يسكن جسم الإنسان، ومنهم من قال موضع الألم في الجسم هو مكان وجود الجن، ومنهم من قال الجن يتكلم علي لسان المريض بالمس، و منهم من قال الجن يربط الرجل فلا يستطيع جماع زوجته………… وهكذا.

الأعراض التي نراها علي المريض بالمس

1- يتلجلج عند سماع أو قراءة القرآن و عند والاذان.
2- رعشة في الجسم كله والشعور بالاختناق .
3- يتكلم الجن علي لسان المريض بالمس .
4- تأتي للمريض نوبات من الصراخ والهياج.
5- تنميل في الأطراف.

تتشابه بعض أعراض المس مع أعراض الأمراض النفسيه، مثل مرض الهلع، وأمراض المخ مثل مرض الصرع، الأطباء النفسيين يرون أن الأعراض التي تظهر علي المريض هي أعراض لأمراض نفسية ولا يوجد مس من الجن وأطباء الأمراض التناسلية يؤكدون علي عدم وجود ما يسمي “الربط” وأن هذه خرافات.

في المقابل أكثر علماء الدين يؤكدون علي وجود السحر كما ذكر في القرآن لكنهم لم يفسروا أو يشرحوا كيف يكون المس أو الربط، وكان رأي الشيخ محمد متولي الشعراوي في المس أن الشيطان لا يدخل جسم الإنسان وأن سلطته علي الإنسان هي الوسوسة فقط.

أنا أؤمن بوجود السحر لذكره في القرآن، واؤمن بالمس كما ذكر في القرآن، واؤمن بالتفرقة بين الزوجين مثلما ذكر في القرآن، واؤمن بالسحرة الذين ألقوا عصيهم أمام سيدنا موسي فتحولت لافاعي، و أؤمن بالحسد لأنه ذكر في القران واؤمن بكل آيات السحر في القران.

لكني لا أؤمن برد المطلقة، وجلب الرزق، وموافقة الأهل علي الحبيب، وجعله خاتم في الإصبع، وجلب السعادة، والرخاء، والحب في خلال أربعة وعشرون ساعة، كما نسمع علي شاشات التلفاز في هذه الأيام .

إنهم دجالون وسحرة وكفرة، ومشركين بالله، لو كان بأيديهم كل هذه الأمور، ولو كانوا يعلمون الغيب، لكانوا أمراء أو ملوك وملكوا الدنيا بما فيها، لكنهم لا حول لهم ولاقوة وليس لهم أي حيلة إلا الدجل والكذب علي الناس والنصب عليهم لسلب أموالهم ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

لكننا لانعرف كيف يكون المس ولا الربط وكيف يتشكل الجن علي هيئة إنسان أو حيوان وكيف يكلم الشيخ المعالج الجن ويجعله يسلم وكيف يدخل جسم الإنسان وكيف يخرج منه وكيف يفترق الزوجان بالسحر وكيف يمرض إنسان بالحسد أو يفقد أمواله وكيف لا تتزوج المرأة نتيجة السحر ولا يقبل الرجل علي الزواج بسبب السحر. علماء الدين وعلماء النفس لابد أن يعملوا جنبا إلي جنب للبحث في هذه القضية المعقدة التي تهم كثير من الناس.

في النهاية أقول أنه لا يحدث شيء في هذه الدنيا إلا بإذن الله ولا يكون أي كائن إلا بإذن الله ولا يضرك أحد بشيء إلا بإذن الله ولا ينفعك بشيء إلا بإذن الله ولا يعلم الغيب إلا الله .واختتم كلامي بهذا الحديث الشريف:

عن أبي العباس عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:” يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ” رواه الترمذي.

 

أضف تعليقك هنا

وائل أباظة

تابعني على مواقع التواصل الإجتماعي