المحقق الصرخي .. الله ارسل موسى بالحق المبين .

كانت وما تزال قضية ارسال الانبياء و الرسل تعد من الثوابت عند بني البشر و لا تخضع لقانون المحو و الاثبات و لا تخلو من حكمة ذات بُعدٍ كبير تعود بالنفع عليهم وهي تُعد مقدمة للعديد من القضايا المهمة في المجتمع و لها اليد الطولى في رسم خط مساره وفق معايير جادة الصواب وبذلك يكون في مأمن من الانحرافات و البدع التي تحيط به و تريد النيل منه بين الحين و الآخر.

لذلك شاءت الارادة الالهية ان ترسل رسلها ليكونوا بمثابة الانوار التي تهتدي البشرية بنورها و تعمل وفق ارشاداتها و توجيهاتها ليل نهار و لترسخ عقائدها الصالحة في نفوس البشر عند كل ملمة تعصف بهم في كل وقت ، وخير ما نستدل به واقعة نبي السماء موسى الكليم ( عليه السلام ) حينما اختار سبعين رجلاً لميقات ربه ( عز و جل).

كان موسى يعتقد أنه في لقاء اصلاحي لهؤلاء السبعين لانهم كانوا يعكفون على عبادة العجل السامري لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد جاءت الارادة الالهية خلاف ما يعتقد به موسى حتى وضعت حداً لحياتهم وهذا ما لم يكن بالحسبان حتى بانت بوادره على محيا موسى و أخذ يتوسل بالسماء للعدول عن ما فعلته بكبار قومه لكن ليس كل ما يطلبه المرء يدركه فما هي الحكمة التي نستشفها من تلك الواقعة ؟ ففي عودة لمضمون الاية المباركة التي تجسدت فيها تلك الاحداث وهي (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).

فإننا نجد دلالة واضحة على عدة مضامين لعل اهمها التأكيد على قضية مهمة لا زالت تشكل محور خلافٍ بين المسلمين إلا وهي قضية الرجعة وهي التي تقضي بعودة الانسان بعد رحيله من الدنيا فكانت هذه الاية و غيرها من الموارد الكثيرة في القران الكريم خير دليل على اثبات تلك القضية وانها واقعة لا محال مهما فعلت الاقلام المأجورة والايادي الآثمة.

وهذا ما اثبته تحقيقاً و تدقيقاً تعليق المرجع الصرخي مستدلاً بما اورده ابن كثير في تفسيره قائلاً : ((ولماذا لم يكن هذا حجّة عليك يا ابن كثير وعلى التيمية وعلى التكفيرين وعلى المستخفين والمستكبرين؟!! لماذا لم يكن هذا حجّة عليك وعلى شيخك التيمي وعلى التيمية وعلى كل التكفيرين وعلى المستكبرين والمعاندين؟!! لماذا لم يكن هذا حجّة عليكم فكفرتم الشيعة وكل من يقول بالرجعة مسلمًا بها كإعجاز إلهي ثبت بالدليل الحجّة عليهم بالقرآن والسنة الشريفة )).مقتبس من المحاضرة (6) لبحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ زمن الرسول ) في 5/11/2016

وهنا يأتي السؤال المهم لماذا تسعى داعش إلى انكار تلك الحقائق التي اثبتتها السماء ؟ فهل فيها شك أو دس او تحريف ؟ فإن كان فيها ما تدعون فأين حجتكم ؟ فمالكم يا مارقة العصر كيف تحكمون ؟

أضف تعليقك هنا