المحقق الصرخي .. المهدي ليست قضية مليشيات و سياسة بل قضية انسانية و عدالة .

كثيراً ما تحدثت الكتب السماوية عن جملة وقائع ملموسة شكلت فيما بعد قضايا الانسان المصيرية ، فارتبطت به ارتباطاً وثيقاً لا يكاد ينفك أبدا مهما كانت القوة التي تحاول فك هذا الارتباط ، لان دعائمه قوية كونه من نسج السماء و ليس من صنع البشر ، فلقد كثر اللغط في قضية الإمام المهدي ( سلام الله عليه ) كونها تشكل احدى ابرز تلك القضايا المهمة التي اصبحت مثار جدل و خلاف بين المسلمين وكل متمسك بما يراه و يعتقده وفق منظوره الخاص.

وبسبب هذا التباين تجاه هذه القضية فلقد تعرضت لأشد هجمة بربرية جعلتها محط استغلال و مساومات انتهازية من قبل العناوين الدينية و السياسية الفاسدة من اجل جني الاموال و حصد المكاسب السياسية لأصحاب النفوس الضعيفة و اداة لخداع و تغرير لتشكيل المليشيات الطائفية المتعطشة لاستباحة الدماء و انتهاك الاعراض وتحت عناوين متعددة لا تمت لقضية المهدي بأي صلة كما تفعله الان الرموز السياسية ومن ورائها عمائم الجهل و الفراغ العلمي و صبيانهم المرتزقة من مدعي التشيع.

وفي المقابل نجد حرباً لا تقل ضرواة عند مدعي التسنن الذين كانوا يمثلون الوجه الثاني لعملة تلك الهجمة الشرسة على امهات المؤمنين و الخلفاء الراشدين و الصحابة الاجلاء ( رضوان الله تعالى عليهم ) فقد استغلوا اسمائهم و عناوينهم لتحقيق مآربهم الشخصية الفئوية و لخداع المسلمين و تمزيق وحدتهم و جعلهم اشتاتاً ارضاً لأعداء الدين و المذهب يهود الامة و يهود بني قريضة و القينقاع فكل هذه الاساءات المتعمدة فإنها تهدف إلى اظهار قضية المهدي أمام الرأي العام وكأنها قضية مكاسب سياسية انتهازية و جني الاموال و المليشيات الدموية وبذلك ستتعرض تلك القضية إلى استهجان و نفور الشعوب العالمية منها بسبب تلك المقدمات الشيطانية فتتعرض العقول البشرية إلى تصدع و انهيار فلا تستطيع تقبل الاطروحة الانسانية العادلة التي يحمل رسالتها الإمام المهدي (سلام الله عليه).

تلك الرسالة التي تشكل الحلم المنتظر لكل المستضعفين و المظلومين و بمختلف انتمائهم المذهبي فقد غرست الامل في نفوس البشر بغدٍ مشرق يحدوه الامل وتعم فيه العدالة ويكثر فيه العطاء و الخير الوفير وهذا ما دعا إليه المرجع الصرخي الحسني في المحاضرة (8) من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ زمن الرسول بتاريخ 18/11/2016 بضرورة عدم الانخداع و الاغترار بهكذا مسميات كاذبة سواء أكانت سنية أم شيعية جاء تلك الدعاوى فيقول الصرخي :(( إذن لا ننخدع بتسميات؛ عنوان المهدي، وأتباع المهدي، وكتائب المهدي، وجيش المهدي، وسرايا المهدي،كتائب السنة وأهل السنة والصحابة وأمهات المؤمنين وأهل التوحيد، كلها عبارة عن عناوين زائفة ترفع وتستخدم من أجل الاسترزاق والاستئكال والخداع والتغرير بالناس )).

فقضية المهدي عالمية لان جوهرها العدالة و الانسانية لا منهج الخداع و التغرير وسفك دماء و المؤامرات السياسية الفاسدة أو المليشيات الدموية الاجرامية ذات الطابع السلبي فما حصدنا منها غير الخيبة و الخسران .

بقلم // احمد الخالدي

أضف تعليقك هنا