المرجعية العراقية : قوم شعيب لم يكونوا مؤمنين فلا يشملهم خطاب بقية الله

عندما يقيد الانسان عقله بفكر منحرف ، ويحاول جاهدا اثبات صحة هذا الانحراف فلا يقدر ، عندها تنكشف حقيقته وينفضح امره وتظهر عورته الفكرية امام الجميع ، وعندما يكون هناك صوت حق ينادي بالمنطق والصدق والبحث والتنقيب عن الحقيقة ، عندها يكون لزاما على كل الامة ان تستجيب لمثل هكذا دعوات لانتشال نفسها واجيالها من براثن الغش والتدليس الفكري الذي يمارسه المنحرفون والتكفيريون .
وقد حاول التكفيريون التيميون – كعادتهم – ان يدلسوا ويحرفوا تفسير الاية السادسة والثمانين من سورة هود حين قال الله تعالى ” بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” ، حيث اعتبروا ان المخاطب بهذه الاية وحسب السياق هم قوم شعيب ، لكن الحقيقة هي غير ذلك ، فقد اوضحها وفند هذا الرأي المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني في محاضرته السادسة من بحث ” الدولة المارقة في عصر الظهور ، منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) ” ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي التي يلقيها اسبوعيا عبر قناة اليوتيوب الخاصة بمركزه الاعلامي .
وقد بين المرجع الصرخي ان ” قوم شعيب لم يكونوا مؤمنين ، فلا يشملهم خطاب بقية الله ” حيث فند كلام واعتقاد التكفيريين وتزييفهم للحقيقة ورد عليهم رأيهم قائلا : ” كيف يقول شُعَيب (عليه السلام) لقومه الكفار بأنه غير مأمور بقتالهم ولا بإكراههم على الإيمان، وفي نفس الوقت يحتمل فيهم الإيمان ويأتي به كشرط لتصديق ما يقول وما يترتب من الخير على الالتزام بما يقول؟!! ومن هنا يأتي القول بأنّ الخطاب في الآية موجّه أولًا وبالذات للمؤمنين ومحتملي الإيمان في مورد الخطاب بالمشافهة، وثم يكون شاملًا لغيرهم أيضًا ممن سيؤمن لاحقًا وشاملًا للآخرين جميعًا لإتمام الحجة على الجميع ” .
وهذا الامر يستدعي الجميع للبحث والتنقيب والاطلاع على من هم المقصودون بـ ” بَقِيَّتُ اللَّه ” الذين هم خير للمؤمنين ؟ .
ويطرح المرجع الصرخي ما ذكره ابن الجوزي وهو استاذ وقدوة ابن تيمية مؤسس الفكر التكفيري ، في تفسيره (زاد المسير) لثمانية آراء مختلفة حول تفسير المراد من ” بَقِيَّتُ اللَّه ” وكلها اراء شخصية عن رواة احاديث ، ويستغرب المرجع الصرخي من فعل التكفيريين بعدم ورودهم ولو رأي واحد لأئمة اهل البيت عليهم السلام الذين يقولون ان المراد بها الامام المهدي الذي يعتبرونه هو بقية الله ، حيث قال المرجع الصرخي ما نصه ” اختلف القوم في معنى بقية الله.. اختلف العلماء، وأهل الفضل، واختلفت الرموز الدينية في معنى بقية الله، قسم قالوا :ما أبقى الله لكم من الحلال، قسم قالوا :رزق الله، وآخرون قالوا: طاعة الله، وغيرهم قالوا: حظكم من الله، وآخرون قالوا: رحمة الله، وبعض آخر قال: وصية الله، ومعنى آخر ثواب الله، ومعنى ثامن: مراقبة الله، إذًا لماذا نكفَّر؟ لماذا يكفَّر الشيعة؟ لماذا يُستخف بالشيعة عندما يأتون بقول تاسع، بمقترح تاسع، باحتمال تاسع، وأنه يقصد ببقية الله هو المهدي عليه السلام، ليس مهدي الشيعة، وإنما عنوان المهدي، المهدي الموعود سواء كان مولودًا أو سيولد، ما هذا الحقد؟ وما هذه الأنانية؟ وما هذا التكفير الفكري؟ وما هذه الدكتاتورية الفكرية؟ وما هذه الألغام الفكرية والعبوات الناسفة الفكرية؟ لماذا يمنع الشيعة من طرح هذا العنوان ومن طرح هذا المحتمل، خاصة أن هذا المحتمل ينسب إلى إمام من أئمة أهل البيت سلام الله عليهم، والجميع يقر بالفضل لأئمة أهل البيت؟ “.
هذه التساؤلات والطروحات المنطقية من هذا المحقق العراقي العربي تضع التكفيريين من اتباع ابن تيمية وابن الجوزي وغيرهم في زاوية لا يستطيعون رد هذه الحقيقة التي تفضح ابتعادهم عن الحقيقة وتنبي عن حقدهم واستخفافهم باتباعهم ممن سلم عقله بيد هؤلاء التكفيريين النواصب واعتبروهم رموزا اوصلوهم الى نفق ودهليز مظلم من الحقد والكره والتقاتل والتطاعن فيما بينهم وبين بقية المسلمين .

أضف تعليقك هنا