المرجع الصرخي : الشافعي والدارقطني يصفان الزهري بالتدليس وابن معين يرفضه بسبب عمله لبني أمية

بقلم: محمد الدراجي

التدليس لغةً هو كتمان عيب في شيء ما حتى لا يعلمه المستفيد من هذا الشيء والتدليس عند علماء الحديث هو أن لا يسمِّي الراوي من حدَّثه، أو أن يوهِم أنه سمع الحديث ممن لم يسمعه منه ويرتبط التدليس ارتباطا وثيقا بعلم الرجال والسبب في ارتباطه بعلم الرجال لان التدليس يؤثر في منزلة المحدّث والحديث وقد بدأ التدليس في الأسانيد منذ القدم لذلك ذمّه الأئمة بصفة عامة ذماً شديدا وكرهوه.

وقد عرف الكثير من المحدثين المدلسين من أبرزهم ابن شهاب الزهري حيث صنفه ابن حجر في المرتبة الثالثة أي كثير التدليس وكذلك الشافعي والدارقطني وصفاه بالتدليس ورفضه ابن معين بسبب عمله لبني امية وهذه الحقائق بينها المرجع الصرخي في المحاضرة الثامنة عشر من بحث ( السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد ) وهو ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي حيث قال :

المورد الثاني: قال الذهبي : عن مكحول، وذكر الزهري، فقال : أي رجل هو(هل هو رجل جيد، رجل عظيم، رجل لا مثيل له؟ يقول: لكن فيه شيء) لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك.

قال يحيى بن سعيد القطان: مرسل الزهري شر من مرسل غيره؛ لأنه حافظ، وكلما قدر أن يسمّي سمّى، وإنما يترك من لا يحبّ أن يسمّيه.

وقد علق المرجع الصرخي قائلاً: سبحان الله هل الأمانة في النقل مشروطة بمن تحب فقط دون غيره؟ (يعني من يحبه يذكره، ومن لا يحب لا يذكره، هل هذه أمانة في النقل؟ هل هذه الوثاقة)
؟
قلت: مراسيل الزهري كالمعضل؛ لأنه يكون قد سقط منه اثنان، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه ولما عجز عن وصله، ولو أنه يقول: عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه {وآله} وسلم، (يعني حتى لو لم يرد أن يذكر، يقول: عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لماذا يأتي به مرسلًا( .

أبو حاتم: حدثنا أحمد بن أبي شريح ، سمعت الشافعي، يقول: إرسال الزهري ليس بشيء؛ لأنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم. (قال العلماء في ابن أرقم: ضعيف، متروك، ليس بثقة، ليس بشيء، لا يسوى حديثه شيئًا، لا يروى عنه الحديث، أحاديثه منكرة، ليس يسوى فلسًا).

المورد الثالث: طبقات ابن حجر، المرتبة الثالثة، قال:
من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا به في السماع، ومنهم من ردّ حديثه مطلقًا … الزهري … وصفه الشافعي والدارقطني وغير واحد بالتدليس.

المورد الرابع: تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، ومسند أحمد، ج1، أصح الأسانيد
حكى الحاكم عن ابن معين أنّه قال: أجود الأسانيد: الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه. فقال له إنسان: الأعمش مثل الزهري. فقال (ابن معين): تريد من الأعمش أن يكون مثل الزهري؟! الزهري يرى العرض والإجازة ويعمل لبني أُميّة والأعمش فقير صبور، ومجانب للسلطان، ورع عالم بالقرآن.

والآن أصبح واضحاً عند كل باحث عادل منصف للسنّة والحديث أنه من الضروري الدراسة والبحث والتنقيب لكل الروايات الواردة وكشف وبيان الرواة المدلسين وانحرافهم بهدف تمييز الأحاديث وردّ الموضوع منها لان هذه النصوص الموضوعة سوف تتحوّل تلقائياً بعد استقرارها في بطون الكتب إلى مفاهيم وعقائد، ومن ثم ستصبح في المرحلة اللاحقة قناعات اجتماعية وممارسات عملية يسير عليها ملايين المسلمين وعلينا ان نتصور مدى خطورتها عندما يستغلها ويسخرها الإرهاب والتطرف لصالحه فيشرعن القتل والتهجير والطائفية ولهذه الأسباب أنتفض سماحة المرجع العراقي الصرخي ليدافع عن الإسلام ونبي الإسلام وأهل بيته وصحبه وأمته وشعبه .
المحاضرة الثامنة عشرة من بحث ” ‫السيستاني ماقبل المهد الى ما بعد اللحد

بقلم: محمد الدراجي

أضف تعليقك هنا