هل رأى فرعون تمكين السماء بنصرها للمستضعفين قبل موته؟

مَنْ ينظر للقران الكريم بتمعن ، و تدبر طويل يجده كالسفينة التي تحتوي الكنوز الكثيرة والتي لا تقدر بثمن معين ، فهي مجوهرات و ليست كالمادية التي يتلالئ نورها في العيون ، إنما هي روائع البلاغة و نوادر الكلام و ابداعات الوصف الكلامي و الاحاطة و الشمولية لكل الاحداث و الوقائع التي جرت على ارض الواقع طيلة فترت التاريخ البشري فكانت محط عناية ، و اهتمام سلفنا الصالح الذي وجد فيها مادته الدسمة لتدوين كل ما قرأه و رأه من غرائب تلك الاحداث.

فرعون مصر

ففي تاريخ الفراعنة بمصر القديمة الكثير السجالات و المناظرات العلمية التي كانت تعقد لاحقاق الحق و إظهار تمامية الدعاوى التي تطرح بالساحة بين الحين و الآخر حتى يتم وضع النقاط على الحروف ولعل ما جرى بين النبي موسى ( عليه السلام ) و فرعون خير ما يثبت لنا حقيقة تلك السجالات بين الاطراف المتناظرة ومنها هو قوله تعالى بهذا الخصوص وهو ( و نمكن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كا كانوا يحذرون ).

وعندما نستقرأ هذه الجواهر النفيسة فإننا نجد العديد من الغايات التي تسعى السماء إلى تطبيقها فعلاً ، فقد أشارت هذه الاية المباركة إلى قضية في غاية الاهمية لا زالت موضع خلاف بين ثلة من المسلمين ، فإن فرعون مات لكنه لم يشاهد التمكين الالهي لعباده الذين تجرعوا مرارة الظلم و الاستبداد الفرعوني حتى وصفتهم السماء بالمستضعفين جراء ما لاقوه من استعباد و اجحاف.

فيا شيخ الاسلام ابن تيمية هل رأى فرعون ذلك التمكين للضعفاء و تحقق النصر لهم على فرعون قبل هلاكه ؟ الجواب كلا لان فرعون مات قبل حدوث ذلك التمكين للمستضعفين و السماء قد وعدت و يقيناً ان وعدها صادق و لا مجال فيه للشك او التأويل وهذا ما يثبت لنا حتمية الرجعة و عودة فرعون من جديد ليرى التمكين الالهي للمستضعفين وهذا الوعد لا يتحقق إلا على يدي منقذ البشرية و قائد دولة العدل الالهي المهدي المنتظر ( سلام الهع عليه ) حتى تقر بذلك عيون الضعفاء و ينهي بدولته تلك عقوداً من الظلم و الاستبداد و ينشر رسالة السلام العالمي.

وكما قال المرجع الصرخي الحسني في محاضرته (8) من بحثه الموسوم ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) بتاريخ 18/11/2016 حيث قال ( المعنى واضح في التمكين للمستضعفين و امام المستضعفين فمتى يحصل هذا التمكين وعلى يد مَنْ ؟ ولا يخفى عليكم ان فرعون قد ماتوا قبل التمكين بل حتى التمكين المحدود الذي حصل لاحقاً وحكم به انبياء و ملوك بنوا اسرائيل فمتى سيشهد فرعون و هامان و جنودهما ما كانوا يحذرون منه من نصر الله للمستضعفين و تمكينهم في الارض ؟ لا يوجد جواب إلا بالقول برجعة فرعون حتى يشهدوا التمكين و النصر و الفتح القريب وما كانوا يحذرون منه )).

فتلك الحقائق لا زالت تنتظر الجواب مِن مَنْ لا يقول بالرجعة ولا يعتقد بصحتها و تماميتها و يجتهد مقابل نصوصها و كل ادلتها القرآنية دون أن يأتي ولو بدليل واحد يثبت صدق دعواه وعدم تمامية الشواهد القرآنية أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية و ابن كثير و غيرهم ؟

 

أضف تعليقك هنا