حقيقة اللاهدف

هل ستحقق أنت أهدافك، أم سيحققها شخص آخر غير مبالي؟ الأهداف حدود، والحقيقة لا تأتي لأولئك الذين تحدهم أطر ما، عليك أن تعسى جاهدا للحقيقة

نعم، أنت ممتلئ، أنت تعج بالاهداف والرغبات، ألا زلت غير مدرك أن الطريق إلى الحقيقة يكون مفتوحاً فقط لأولئك الذين لا أهداف لديهم ؟!

نعم، الأهداف حدود، والحقيقة لا تأتي لأولئك الذين تحدهم أطر ما، عليك أن تعسى جاهدا للحقيقة، دون أن تميل لكفة أو فئة، أو تروم شيئاً، الحقيقة هي هدف بحد ذاته، وهي مطلقة لا سقف لها ولا أرض، لكنها ليست كالشمس واضحة، هي ظل كل شيء، الذي عليك أن تراه في الظلام أيضاً، ظلال الأشياء الحقيقية لا تغيب مهما كانت العتمة، الزيف هو من يحتاج لبهرجة التفاصيل ليتضح، فيعتقد الواهمون أنه المطلوب اثباته، وهو ليس منها في شيء.

لا تبحث عن الحقيقة بمقاييس البشر، من نحن لنجعل أنفسنا نسبية كل شيء وثباته!، نحن لا نتشابه، لا قواعد لنا مهما ظننا، كل منا استثناء الآخرين، قاعدة نفسه، فكيف نجعل من كينونيتنا المتغيرة محور ثبات العالم، مبتدأ الحق ونهاية الزيف؟! فكيف نجد أرضاً صلبة اذا نسير عليها نحو النور ؟!

القدرة الإلاهية

ألا زلت غير مدرك أن الطريق إلى الحقيقة يكون مفتوحاً فقط لأولئك الذين لا أهداف لديهم!؟

لهذا كان الآله، القدرة الإلاهية وحدها هي التي تستطيع ارشادنا في هذا التيه، في اللاثوابت واللاحقائق، تبقى حقيقة واحدة، أن تعاليم الله لنا وحدها تكون أرضاً صلبة ندرك بها كل شيء.

لكن عليك أن تحذر حين تبحث عن الحقيقة أن تفقد نفسك، هناك من يهرب من الضياع فيضيع، وهناك من يتفادى الرذيلة فيسقط فيها، لم نُخلق لنجري وراء الأحلام وحسب، الجري نفسه هو الحياة، انها المتعة الكامنة في كل لحظة.

ختاماً، أورد لكم عبارتين تعقيبا على ما فات، أحدها لنيتشه في كتاب “ما وراء الخير والشر:

أي شخص يتصارع مع الوحوش عليه الانتباه كي لا يصبح وحشا في هذه العملية، إن حدقت طويلاً إلى الهاوية، فإن الهاوية ستحدق بك!

أما كارل غوستاف يونغ في كتابه ” الكتاب الأحمر ” فيقول:

إن كبر الأعلى بالعمر ، يصبح خيالاً وهراءً ويسقط، تصبح الحقيقة الأعظم هي الكذبة الأعظم، ويصبح النهار الأشد ضياءً، هو الليل الأشد قتامة. وكما يتطلب الليل نهاراً، ويتطلب النهار ليلاً
يتطلب المعنى سخافة وتتطلب السخافة معنى
لا يوجد النهار بذاته، ولا الليل بذاته
الواقع الذي يوجد بذاته هو الليل والنهار
وكذلك الحقيقة، هي معنى وسخافة! “

لماذا أنت عالق؟ وكيف يمكنك تحقيق هدفك؟

ادراكك أي حقيقة يتطلب أن تعرف كل ما لا يشبهها، معنى الزيف رأي العين، وأن هذه الحياة لونين لاترى أحدهما الا بالآخر، بضدها تتضح الأشياء!

أنت تقف في أول الطريق حيث مات أحدهم قبل أن يصل, تطمح لنقطة ربما لن تصلها نالها قَدَر أحدهم والمجد كأول خطوة, أنت تقف حيث المئة وحيث الصفر, حياتك ما بين خطوتيك, ليس المهم أياها قدمت أو أخرت, فأنت دائما وأبداً عالق بين طرفين. لهذا أنت في هذه الحياة تجري وتجري, حتى لا تطويك زاوية!

لربما تفصلنا عن النجاة خطوة واحدة، عن تحقيق ما نصبو اليه طريق مختصر لم نره، لكننا لانعلم, إن مشكلتنا الحقيقية في الكثير من الأحيان أننا لانعلم!

أضف تعليقك هنا

نورهان عزت

تابعني على شبكات التواصل الإجتماعي