دروس من السياسة النقدية في الهند

لم يجانب الصواب الشاعر “صلاح جاهين” عندما وصف الهند بأنها أم العجايب حيث يختلط الغنى الفاحش بالفقر الشديد والتعليم الراقي بالأمية, وبرغم معدلات النمو العالية, إلا أن الكثيرين لا يشعرون بها بسبب كثرة عدد السكان والفساد الذي يضرب أطنابه في جميع أجهزة الدولة, والسياسيين والجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني وكل شئ.

إصلاحات في السياسة النقدية في الهند لم يجانب الصواب الشاعر "صلاح جاهين" عندما وصف الهند بأنها أم العجايب

ما أن وصل رئيس وزراء الهند “ناريندرا مودي” إلى منصبه حتى قرر أن يجري عدة إجراءات إصلاحية جاءت كالقنبلة في وسط مستنقع الفساد الذي تغرق فيه البلاد.

أول هذه القرارات كان إلغاء أوراق النقد فئة 500 روبية (تعادل 7 دولارات) و 1000 روبية (تعادل 14 دولار) وهي أكبر أوراق نقد عندهم. وأعطى الشعب فرصة لفترة زمنية لإيداع ما في حوزتهم من أوراق النقد إلى البنوك وبعدها تعتبر هذه الأوراق لاغية. ولتنفيذ هذه القرارات قامت الحكومة الهندية بطبع كميات كبيرة من الأوراق فئة 100 روبية لتغطية الطلب على السيولة وكذلك شجعت التعامل بالبطاقات البنكية حتى أصبح بائع الخضار في الشارع يحمل مكنة فيزا لتحصيل قيمة مبيعاته من المواطنين. وهكذا تمكن عدة أمور اخترت منها ما يناسب بلادنا مثل:

٦ اصلاحات اقتصادية هندية يمكن تطبيقها في البلدان العربية

في الهند يختلط الغنى الفاحش بالفقر الشديد، والتعليم الراقي بالأمية

– تقوم مصلحة الضرائب بمراجعة حجم إيداعات الشخص وإذا أثبت أن هذه الأموال جاءت من طريق شرعي؛ يتم تحصيل الضرائب عليها حسب الشرئح التصاعدية. وهكذا خرج من الخدمة كميات هائلة من الأموال التي تم جمعها بطريق غير شرعي (رشوة، عمولات، مخدرات، دعارة، آثار) وتحولت إلى ورق ملون مما يساعد على تخفيض التضخم.

– قام البعض بإيداع الأموال التي حصلوا عليها عن طريق غير شرعي ولكن يمكن تغطيتها بشكل ما ودفعوا عنها الضرائب حتى يقوموا بتبييض الجزء الذي يتبقى لهم وهو ما يمكن اعتباره دخلا إضافيا للدولة يساعد في تخفيض عجز الموازنة.

– الأموال التي كانت تدور في الاقتصاد الموازي دخلت إلى النظام المصرفي وأصبح من الممكن تحصيل الضرائب عليها.

– قام الكثير من رجال الأعمال بدفع الأموال المستحقة عليهم للدولة باستخدام هذه الأوراق المالية قبل إلغاءها مما خفف كثيرا من عجز الموازنة.

– جميع الأموال التي تم تهريبها خارج الهند لتمويل الإرهاب والتجارة غير المشروعة تحولت إلى ورق ملون بجرة قلم مما يساعد على تخفيض التضخم بالإضافة لضرب هذه الأنشطة.

– التخلص من جميع الأوراق المالية المزيفة.

الأمر الآخر الذي فعله رئيس الوزراء الهندي هو أنه منع حصول الجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني على أي تمويل أجنبي بدون أن يمر على الدولة.

بالطبع لم يكن الأمر سهلا على معاقل الفساد المستشري في البلاد حيث بدأ السياسيون ورجال الأحزاب التي يربو عددها على المائة والذين يقتاتون من هذا الفساد حيث بدأوا في إثارة القلاقل والشغب ليضعفوا موقفه أمام الشعب إلا أن الرجل مازال صامدا ويؤيده أبناء البلد الذين يؤمنون بفائدة هذه القرارت.
#تحيا_مصر

أضف تعليقك هنا

حسام عطاالله

مهندس مصري مهموم بمستقبل بلده.