سَجِّلْ نبضات عقلك - حاتم عبد الحكيم عبد الحميد | من مصر

سَجِّلْ نبضات عقلك

– سَجِّلْ : اكتبْ ودوِّنْ، ويقصد بها هنا : ليس الكتابة على الورق فقط بل لواقعك الذي نقصده بدقة .
– نبضات : دقات وضربات ، ويقصد بها هنا : الأفكار .
– عقلك : ما يكون به الإدراك ؛ الفهم ، والتفكير ؛ إعمال الأفكار وإطالة النظر ، والاستدلال : الإتيان بالبيِّنة والدَّليل .

****
عزيزاتي، أعزائي ..
مقياس حياتنا هذه : “عمرُ الحياةِ يُقاس بالزمن السعيد ” ( فاروق جويدة )، فلابد أن ندرك جيدًا أن : ” الوقت الذي تستمتع بإضاعته ليس وقتا ضائعا ” ( برتراند راسل ) .

قلوبنا تنبض 24 ساعة، 7 أيام في الأسبوع، 52 أسبوعا في السنة ، وكما أن القلب ينبض فيجب أن يكون العقل كذلك ..

فالأمر :
” لا يحتاج الأمر إلى كثير من الجهد للقيام بأعمالنا، لكن الأمر يحتاج إلى كثير من الجهد للتقرير أي الأعمال يجب أن نقوم بها “( البرت هوبارد ) .
أن تدعو الله أن يستخدمك ولا يستبدلك ، ويجعلك ممن تسير بالحكمة – أو تحاول – وتكون أنت وفكرتك(رأي خاص ووجهة نظر) نموذجًا – ولو بسيط – لإنارة ظلام ، وزيادة وعي ، وتجديد المعتاد ، وتنشيط الواقع .. فأنت بالفعل تقترب من الخير والعطاء ، حيث :

– ” يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ” [البقرة: 269]

– ” لأن الرب يعطي حكمة ، من فمه المعرفة و الفهم ”
( الأمثال – 2 :6 )

ولتكتمل دعوتك ؛ عليك بإضافة ؛ أن يُبعدك – الل ه- عما يُعيقك ” الناس الذين يدّعون أن بعض الأهداف مستحيلة التحقيق، يجب أن لا يتدخلوا في محاولات غيرهم لتحقيقها”
( جورج برنارد شو ) .

****
لا يكفي في الفكرة أن تكون صحيحة بحد ذاتها . الأحرى بها أن تكون عملية ممكنة التطبيق .( مهزلة العقل البشري – د.علي الوردي ، صـ 13 ، النسخة الإلكترونية )

– من تطبيق – أو محاولة تطبيق – نبضات العقل .. أجلب مثالًا واقعيًا :
( فكرتي مع أصحابي ومعارفي ، في رمضان 2016 )
” لما تتجمع مع أصحابك وتصلي التراويح في رمضان كل يوم في مسجد غير التاني . لما تحاول تصلي في كل مساجد قريتك ، وكل مساجد القرى اللي حواليك .خدها فكرة وطبقها ؛ تتعرف على مساجد أكتر ، وتسمع أصوات وكلمات متنوعة ، وتتعرف على ناس أكتر ، وتعيش أجواء مختلفة ، وتضم ليك معارف يمشوا في فكرتك ، وتقرب البعيد وتسأل عن اللي تعرفه في القرى اللي حواليك ، وتكون بتقضي رمضان بفكرة جديدة ومش بعيدة عن العبادة ”

– تستطيع أن تكون على صلة رحم – ليس أقارب الدرجة الأولى فقط ، بل توسَّع في دائرة صلتك – نحتاج هذه النبضة كثيرًا ؛ لأن : ((لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا))؛ رواه البخاري.
” لما مش بس تكون على صلة رحمك اللي قريبين ليك مسافة أو قرابة الدرجة الأولى . لما تحاول تتفق مع حد قريبك ؛ يكون صلة رحمه واسعة لمعظم أفراد العيلة ، وتخصص يوم وتروح معاه وتحاول تعرف أكتر من واحد – لو حابب الفكرة – تزور كل من له صلة بعيلتك ؛ لأن من أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك فيه تشعب أسر ، وفيه أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك – لأب وأم – مش أشِقّاء ومش شقيقات .. حاول تزيل الجفاء – التَراخي في رَوابط المَودَّة – ؛ لأن ” البعد جفا .. وأهو بتضيف معارف يا أخي”

عليك أن تجعل نبضات عقلك لنبضات قلبك .

أضف تعليقك هنا