شعب المظاهر

أحيانا يظن البعض أن جمالية النفس تكمن فقط في المظاهر. ونسوا تماما أن المظهر الخارجي كاذب بطبيعته, وفي محض إرادته أيضا فهو قد يتسبب في إعطاء صورة واضحة وخاطئة لمظهر الإنسان الداخلي، الذي قد يتوافق الإنسان مع ذاته في مثل هذه الآراء التي تعكس صبغة للمجتمع الذي يقوم بإعطاء هذه الجمالية خارجية استنتاجا لما يوجد بالداخل و العكس بالعكس.

الحكم حسب المظهر هذا حالنا وحال مجتمعنا التي يسيطر عليه عنوان النص

قد يسيء أحدهم (أفراد المجتمع) لشخص انطلاقا من طريقة لباسه ونوع ملابسه ورائحته وفخامة عطره أو عن طريق أسلوب الكلام لديه، فقد يستنتج انه انسان جاهل أمي يجمع فيه كافة أسماء الطبقات الدنيئة. للأسف هكذا حال مجتمعنا الابله قد يعطي أو يمنعك من ماذا؟ من قيمة قد تستحقها و قد لا تستحق أن تمنح لك اياها، اذا فتكون بمظهرك قد أخذت هذه القيمة والمرتبة في حين أن من يجب أن يأخذ هذه الأخيرة(القيمة و المرتبة) لا يكاد يلمسها بالمنظور الحسي، إلا وكان صاحب السلط قد استحوذ عليها جزئيا، حتى يقوم بفرض نفسه فيكون قد امتلكها كليا بصفة عامة لمن ينظرون حوله، وبصفة خاصة بما ينظر هو لنفسه لذاته حقا.

فمن هذا الاستنتاج لا اريد ان اقول بأن هذا الأمر هذا الموضوع لا يستهدف الكل أي لا يمكن لكل الناس أن يوقعها في فخ المظاهر لأنها خادعة لأن في المجتمع أقليات وأقليات جد ضعيفة نوعا ما تفتقر لكونها قليلة لكن قوية كفاية لا تستوعب نسبة أخلاق و مبادئ الاشخاص الا بتمريرها وتحليلها وهذا عن طريق الدخول في نقاشات و إبداعات الآراء عبر أدلة وبراهين وحجج مقنعة كفاية تجعله يقتنع أن هذا الشخص ذو اخلاق ومبادئ سامية عالية نوعا ما أو أكثر، أو أخلاق خبيثة وزهيدة وقبيحة بالنسبة لمقابلة الأول، الذي هو العكس فبهذا فجل مجتمعنا، وكما يمكنني أن أقول أيضا أن الأغلبية الساحقة شبه متوفية جسد بدون روح، يكسوه جهل أبدي جسد تجرد تماما من العقل المفكر يسود هذا الأخير ظلام عائم.

المجتمع يقرأ العنوان ويهمل باقي المحتوى

فالمجتمع كما يقال لا يرحم أبدا هذا ما يقوله البعض أو الكل بينما هناك أقليات تعارض هذا الرأي. المجتمع هو الذي قد يحكم على شخص أو عدة أشخاص. بماذا؟ بمظاهرهم وها نحن مرة أخرى عدنا إلى دوامة استعمال الحواس الذي قد تكذب عليك أو تخدعك رجعنا إلى المركز الذي تتمحور عليه هذه الأخيرة (الحواس).

للأسف، ولأسف الشديد هذا حالنا وحال مجتمعنا التي يسيطر عليه عنوان النص، والمشكل قد نجده أيضا يتجلى في توريث هذه السلوكيات كأنها عادات وتقاليد إلى أبناء الجيل المستقبلي، فأنا شخصيا أعارض أعراض كل أنواع هذه السلوكيات التي قد اعتبرها نموذجا في تخريب المجتمع، إضافة إلى نماذج ومعوقات أخرى تعيق مجتمعنا الحالي وتتسبب في عدم تطوره وازدهاره، وتقدمه مختلف البلدان الاخرى.

شعب المظاهر

فأنا أجد أن خير مثال على هذا يتجلى في الأمية، التي لا أتوقع أن يكون لها حل يحدها أو يقوم بتقليلها على الأقل، فإن تحقق هذا فهذا ما نطمح في تلبيته و إن لم نقم بالوصول إلى هدفنا و نتحد من أجله في مكاننا الذي نتواجد فيه حاليا فهو مكاننا إلى الأبد.

العقل وحده القادر على تغيير الوضع فلن أعطيه هذه المسؤولية ولندع يتصرف يقوم باستبدال وتغيير ما قد يمكن أن يجده معيق أو مسبب في انزياح المجتمع وتأخره مقارنة بالمجتمعات الأخرى، التي أعطت كل ذي حق حقه، بما في ذلك العقل والطريق والمنهج الناجع في سبيل الوصول عبر قوانين أو قواعد قد يقوم بوضعها لبلوغ هدفه الأسمى.

أضف تعليقك هنا

معآذ خنبوبي

من المغرب