غلمان وأسلحة – سلسلة ليلية شاتية “4”

لا يمكن الحديث عن معادلات الفوضى في المنطقة دون التطرق لمعادلة فوضى السلاح والتنمر والاستزلام التي تعتبر نوعا من الهوية الملازمة لحالة التردي في المنطقة حيث كانت روسيا وامريكا ومن لف لفيفهما الطرف الاول في المعادلة وتمثل ايران المتنمر الجار في المنطقة الذي يمكن ان تتقاطع معه في بعض اصول الدين وتختلف الى حد المعاداة معه في تفاصيل الاعتقاد وغيره من امور يطول شرحها وعليه فلا بد عرفا ومنطقا من موطئ قدم للعامل الخارجي في المنطقة يعتبر من اهل المنطقة ويدرك شعابها ونقاط ضعفها وهنا نلج للحديث عن الغلمان الذين يعتقدون ويحاربون ويأكلون وينامون بالوكالة ويمثلون القفاز القذر للمذكورين انفا ومن الجدير ذكره القول ان الحديث ليس فقط عن الاقليات او الطوائف وانما عن دول تنفق جل مالها لتكديس السلاح واستعراضه في اوهام ما يسمى الاستقلال.

ان من يلج الى الحياة العامة من خلال فوهة البندقية يبقى رهينا لها ويحل خلافتها دوما باستخدامها وعليه فان الحديث يكون عن ثلاثة محاور اصبح السلاح فيه بيد غلمان لا يؤمن لهم جانب ولا يؤمل منهم خير.

أصحاب النية الحسنة وسوء التصرف %d8%ba%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%94%d8%b3%d9%84%d8%ad%d8%a9-%d9%a2

الانحراف

المحور الاول هو المحور الذي جعل الجهاد في سبيل الله غاية بذاته وجعل فكرته تقوم على البندقية والبندقية فقط، وهؤلاء كان يعتذر لهم قديما بالإخلاص والنية الحسنة وسوء التصرف لسوء الفهم حتى تحولوا الى الانحراف المعياري الاشد انحرافا في المعادلة الاسلامية وحتى فقه الخوارج لا يمكن ان يستوعب كل افتائاتهم الفقهية وهم من الغباء في منزلة حيث يخدمون اعداء الامة قبل انفسهم دون ان يعلموا تارة وبعلمهم تارات اخرى عديدة.

الإفتراء

وهؤلاء استغلوا محور المظلومية التي وقعت على اهل السنة واستدروا عطف الشباب الذي كان يشعر بالعدمية واباحوا لهم الاسلحة دون الفقه ومن ثم استجلوهم الى المنطقة وكدسوهم في الدولة المزعومة التي طلب من كل المسلمين في العالم الهجرة اليها والغريب في هذه الدولة انها تركت اهل الكفر والشرك وقتلت اهل الايمان حسب اصطلاحات القوم انفسهم ومن ثم كان يرمون افترائهم على شيخ الاسلام ابن تيمية فلما بحث المهتمون عن مصادر الفتاوى المذكورة وجدوا ان ابن تيمية يقول بعكسها بل الشيخ نفسه يحمل على احداث الاسنان هؤلاء ويراهم اشد افسادا واهلاكا للامة من العدو الكافر والباحث في الادبيات الخاصة بهؤلاء سيجد كثيرا الحديث المتكرر عن الفعل الكفري والقول الكفري وتوحيد الحاكمية وغيره من اصطلاحات الفقه التي ابتسروها واحتلوها ومن ثم بعد الافتراء على شيخ الاسلام ابن تيمية تجدهم يلصقون ترهاتهم التي لا تقوم بها حجة بسيد الظلال سيد قطب والسيخ ابي الاعلى الموددي ويتحدثون عن المفاصلة والولاء والبراء ويرون ان المجتمع ككل ان لم يكن معهم او مبايع لهم فهو كافر ظالم حلال الدم والعرض وعليه من انتقدهم فهو اما كافر ظاهر الكفر او منافق يجب قطع راسه وهكذا دواليك وان لم تصدق فعليك بكتاب ادارة التوحش من ادبيات القوم او زرا منبرا من منابرهم وتنظر تحت أي تصنيف تقع فربما يكون كل تدينك هباء ان لم تبايع او تساند.

التكفير

ان هؤلاء المذكورين عبر مراحلهم المتعددة بدءا من مغامرات الماضي التي دفعنا ثمنها كأمة وانتهاء بدولتهم التي نشأت بصورة غريبة وتتلاشى بصورة اغرب كانوا وما زالوا اشد الامراض التي فتكت بالأمة فهل يعقل ان تهب لنصرتي ومن ثم تكفرني وتسبي امي واختي وتستحل عرض ابنتي وتقتل ابنائي امام عيني لانهم يخالفونك في مسالة من فرعيات الفقه انت تعلم انك دون ان تناقشها او حتى تحقق مناطها ؟ ثم انك قد كفرت الناس جميعا واكدت على كفر من تسميهم الروافض والنصيرية فهل عندك من تفسير انك لم تقاتل الروافض وتعاونت مع النصيرية ضد من قمت بحجة نصرهم ؟ واسئلة اخرى عديدة ليس اقلها لماذا تكفر مشايخك الذين هم على نفس طريقتك ؟ وكيف تطالب الناس بالمفاصلة وانت نفسك افتيت اتباعك بالتقية ؟

الطائفيين

الأقليات

ولا بد من الانتقال للمحور الثاني في معادلة الغلمان والاسلحة وهو ما يمكن تسميته بالقفازات الطائفية القذرة في المنطقة ويمكن الرجوع الى المقال السابق حول عربدة ايران في المنطقة للاطلاع على اصول هذا الفريق غير ان الحديث هنا اوسع قليلا فان الغرب قد ولج الى منظوماتنا المجتمعية من خلال عدة محاور ما يهمنا منها هاهنا هو محور الاقليات حيث اعتبر هذا الملف من ملفات الاستعراض الديمقراطي في المنطقة فمن اراد ان يسوق نفسه في المنطقة فما عليه الا ان يحمل ملف الاقليات ويبدا باستعراض نفسه وبلاغته وترهاته مما جعل الاقليات نفسها تتيقظ لهذه الاكذوبة نعم اكذوبة اليس الظلم واقعا على الجميع دون استثناء.

السنا جميعا نتسول رغيف الخبز ومرهونون لعجلة البيروقراطية نفسها ؟ السنا شركاء في نفس الاوطان وتدوسنا نفس الاقدام ؟ فلماذا من حق ابن الاقلية ان يفعل ما يشاء ثم اذا اعتدي عليه ثارت ثائرة العالم باسره وليس من حق الاكثرية ان ترد نير الظلم وان بالصراخ ؟ اليست الطوائف القلية العدد هي من يعربد في المنطقة ؟ فما نسبة النصيرية في سوريا الى عدد باقي الشعب ؟ وما نسبة الشيعة في العراق مقابل الباقي؟

قتل وتهجير الأكثرية

اليست الاسلحة التي يحملها الحشد الشعبي والمليشيات التي على شاكلته في المنطقة موجهة فقط لصدور اهل السنة، وهنا اتحدث عن السني المواطن الذي من المفروض ان يكون امنا واياك والتلويح بالتدعدش او التمسلف الجهادي الصرف؟ ان الاقليات التي حملت او ستحمل السلاح هي خدمة مشروع الشرق الاوسط الجديد المفيد والا فما دور البيشمركة في تحرير الموصل؟ هل دورها ان تبيد وتنهي قرى بكاملها عن الوجود وتقوم بالترانسفير على الطريقة الصهيونية وتدعي حقا تاريخيا عبر انهاء الباطل؟ وكذلك ينسحب القول على الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق وغيرهما من المليشيات الطائفية التي تستقدم عبر اللطميات الى سوريا كما استقدمت للعراق قبلا لحماية المراقد اليس من الاولى بالأفغاني وغيره ان يعمروا بلادهم بدلا من تخريب بلاد غيرهم وقتل المخالف لهم في المذهب ومن ثم جعلهم شهداء وابطال واستقدام غيرهم لان عمامة فاسدة قررت ان تشعل المنطقة ليقوم قائم الزمان ؟ طبعا والحديث منسحب الضرورة على كل مليشيا في المنطقة تخدم غير بلدها على حساب بلدها وعلى راس هذه المليشيات حزب الله اللبناني ولكن له حديث يفرد به لا نه حزب من التناقضات والشعارات الجوفاء.

وعليه فان من اراد ان ينعتني بالطائفية او اثارة النعرات في المنطقة عليه ان ينظر بعين الناقد المتجرد لا المنحاز المتهالك فان ما هنا كلمات قريبة الى التوصيف وهناك اسلحة فريقه تعيث فسادا وتقوم بتغيير ديموغرافي وتهجر الالاف والملايين والا فليبق على عماه.

محاربي الطائفية والعصبية

والمحور الثالث في هذه المعادلة هو محور الدول التي تسابقت في التسلح لمحاربة اصحاب المحورين السابقين وما ادراك ما الدول؟ ثم ما ادراك ما الدول ؟ فقد شهدت المنطقة بعد ما عرف بالربيع العربي اصطفافا في معسكرات عدة كانت الدول التي تمتلك المال والنفط فيه في معسكر الدول العميقة وكانت البداية بالدعم المالي فقط ثم دخل السلاح كدعم بديل ثم تشكل حلف للعرب لاستخدام السلاح مباشرة وخذ مثلا اليمن فبعد ما يقارب العامين من تدخل التحالف العربي المغامر والمقامر والمغتلم سياسيا تجد النتيجة كالاتي بلد مدمر بالكلية وبنيته التحتية بحاجة الى اعوام عدة للإعمار والشعب نفسه على حافة الموت جوعا والقصف بصورة يومية والغريب ان المنقلب الطائفي الجاهل ما زال ينعم بالأمن والامان ويقوم بالزيارات الدبلوماسية والاتفاقات مع الام امريكا وهذا يقول اما ان العرب حديثو عهد بأسلحة فلا يجيدون استخدامها وتحديدا لنصرة القضايا العادلة او ان العرب لديهم اجندة لتدمير البلاد ذات الحضارات القديمة وهذا لا يمكن ان يكون الا اذا بقي سبب التحرك العربي الا وهو الطائفي البغيض المنقلب وتذهب الانفس والاموال والبلاد هدرا ليقال ان هذا الملك حكيم او ان ذاك الامير لديه انسانية او هذا الشيخ لديه كاريزما سياسية ممتازة تضمن دخول المساعدات الغذائية مرة كل شهر وهكذا دواليك في كوميديا سوداء مخزية لا يحتملها من في قلبه بقايا حبة خردل من انسانية او كرامة.

وختاما ليس كل من حمل السلاح بحجة نصرة المظلوم يعتبر صادقا او صديقا او حتى فوق النقد والمراجعة وكم من مظلوم حمل السلاح باسمه ليقتل به هو نفسه ومن اراد دليلا فليجل بصره على ركام المنطقة ولير من يبقى ومن يرحل والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

أضف تعليقك هنا

مروان محمد ابو فارة

مهتم بالحالة الفكرية للأمة
أبلغ من العمر 35 عاما
أمضيت في سجون المحتل الصهيوني عشرة أعوام
أحمل شهادة البكالوريوس في المهن الصحية تخصص تمريض
من فلسطين المحتلة