فن المحاماة والذكاء العاطفي ج1

يطلق على الذكاء العاطفي أيضاً الذكاء الوجداني, والذكاء الانفعالي, وذكاء المشاعر. يعد الذكاء الانفعالي مفهوم له جذوره التاريخية الراسخة, وإن كان من أحدث أنواع الذكاءات التي ظهرت في مجال علم النفس مع بداية التسعينات, نظراً للتطور الذي يحدث للعصر الذي نعيش فيه, والذي يتطلب رؤية غير تقليدية لمفهوم الذكاء، وما يتطلبه الفرد من قدرات عقلية ومهارات انفعالية لحل المشكلات التي تواجهه، والتأثير على الأفراد الآخرين. حيث يشير مايير وسالوفي إلى أن أصول الذكاء الانفعالي ترجع إلى القرن الثامن عشر, حيث قسم العلماء العقل إلى ثلاثة أقسام متباينة.

أقسام العقل خلال القرن الثامن عشر:

القسم الأول للعقل: المعرفة

ويشمل العديد من الوظائف مثل الذاكرة والتفكير واتخاذ القرار ومختلف العمليات المعرفية وما ينبثق منها.

القسم الثاني للعقل: العاطفة %d9%81%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d8%a7%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%b7%d9%81%d9%8a%d9%a1

ويشمل الانفعالات والنواحي المزاجية والتقويم ومختلف المشاعر مثل الفرح والسرور والغضب والإحباط والخوف والقلق والتبرم وعدم التحمل, وأبسط شكل للانفعالات ما يسمى باللون الانفعالي للأحاسيس.
والذكاء الانفعالي مرتبط بكل من القسم الأول والثاني بطريقة أو أخرى, أي أنه متغير مستعرض بين المعرفة والعاطفة (الانفعال ) ويحدث تكامل بينهما.

القسم الثالث للعقل: الدافعية

ويشتمل على الدوافع البيولوجية أو المتعلمة أو الأهداف التي يسعى الفرد لتحقيقها.

تتوزع مهارات الذكاء الانفعالي وفق نموذج “بارـ أون” المتكامل على خمس مهارات هي:

1ـ مهارة الكفاءة الشخصية:

وتضم خمس مهارات هي:

   أـ فهم الذات الانفعالية: قدرة الفرد على فهم مشاعره وانفعالاته والتمييز بينها، لمعرفة أسبابها وخلفياتها.

   ب ـ التوكيدية: قدرة الفرد على التعبير عن مشاعره ومعتقداته وأفكاره والدفاع عن حقوقه بأسلوب بناء.

   ج ـ تقدير الذات: احترام وتقبل الذات كما هي، وتقبل الجوانب الموجبة والسلبية، وهذا مرتبط بالشعور بالأمن الداخلي، وقوة الذات والثقة بها فالشخص المقدر لذاته متقبل وراض عن نفسه.

   د ـ تحقيق الذات: مهارة الفرد في تحقيق إمكاناته الكامنة، وذلك بالسعي بأقصى جهد ممكن لتنمية إمكانات الفرد ومواهبه، ويرتبط تحقيق الذات بالمثابرة لتحسين الأداء والنشاط والدافعية القوية للإنجاز.وإن مهارة تحقيق الذات مرتبطة بالرضا عن الذات.

   هـ ـ مهارات الاستقلالية: هي القدرة على التوجه ذاتيا ، وتحكم الفرد ذاتيا بتصرفاته وتفكيره والابتعاد عن الاعتمادية في التخطيط واتخاذ القرارات الهامة وتقوم الاستقلالية على درجة ثقة الفرد بنفسه ،وإمكاناته الداخلية والرغبة في مواجهة وتحدي التوقعات والالتزامات.
وسأذكر لاحقا بقية المهارات المتعلقة بهذا النوع من الذكاء.

رابط فن المحاماة والذكاء العاطفي ج2

بقلم المحامي د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني

أضف تعليقك هنا

المحامي د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني

د.عبد الكريم العريني - محامي وقاضي سابق
قاضي سابق، محامي، محكم دولي.
مستشار شرعي وقانوني ومحكم دولي.
مستشار دولي في الذكاءات المتعددة معتمد من المعهد الأمريكي للتعلم والتنمية البشرية
زميل اتحاد التحكيم الدولي

خبير في تفسير العقود التجارية أكاديمية ليدز إنجلترا

الموقع الإلكتروني لمكتب د.عبد الكريم العريني هو aolaw.com.sa