لا تكن حكيماً

هناك أشياء لا يمكن إدراكها بشكل سلس بمجرد الحديث عنها، وخصوصا كل ما يتعلق بالعلاقات الإنسانية، والمشاعر الوجدانية، التي تضيق الكلمات الملفوظة والتعابير الجسدية بها، كل العلاقات المركبة (زواج – طلاق – حب – كره – اعجاب – تحيز – نفور ) لا يمكن أن تحدد أسبابها بالمنطق العقلي فقط، لأن العقل ليس هو المحرك الوحيد للقرار، في واقع الأمر؛ المنطق العقلاني هو جزء بسيط من عشرات الأجزاء المؤثرة، وغالب الاحيان لا يمكنك أن تحصل على نتيجة مرضية تماماً ما لم يكن لها بذرة رضا، أو موافقة في الحس الوجداني المتصل بالقلب.

هناك أشياء لا يمكن إدراكها بشكل سلس بمجرد الحديث عنها، منها ...

حكمة العلاقات الإنسانية

إننا نكذب غالب الاحيان حين نسرد عشرات الاسباب المبررة لتصرف ما نبرر بها تلك الشرارة الصغيرة الموجودة في القلب، بل وربما نسعى باحثين وراء أسباب -غير موجوده – منطقية لكي نسير وراء قلوبنا في نهاية الأمر.

ومن أكثر الأمور البيّنة الظلم في موضوع الحكم على الاخرين، هو الحكم على العلاقات الإنسانية وردات فعل الأطراف من خلال الظاهر فقط، وما يتماشى مع وجهة نظر العقل والمجتمع، متناسين أن كل انسان هو قاعدة بحد ذاته ، اسثناء ، لا يُقاس به أو يقاس عليه!، حالة متفردة من آلاف الامور المتراكبة التي تؤدي لفعل وردة فعل.

لا يمكننا ان نعامل البشر بمنطق الآلات ،إما التشابه. . او العدم!

حكمة الحكم على الآخرين

إننا نكذب غالب الأحيان حين نسرد عشرات الأسباب، لنبرر بها تلك الشرارة الصغيرة الموجودة في القلب.

ولعل في سبيل محاولة أن نكون عادلين في اسقاطاتنا على الآخرين، هو استخدام منطق إحلال الذات مكان الآخر في محاولة لتخيل كل شيء، شعوره، كلامه، ردة فعله، ما يستوعبه من الواقع، والظروف المحيطة به. نفعل هذا ونحن ندرك أنه مهما تلبسناه لن نوقن بالصواب، لا يحكم على الحال الا صاحب الحال!

لهذا ندرك جلياً أن معظم معتقدات مجتمعنا في التعميم، والقواعد التي يسير عليها الأفراد مغيبين ليست من المنطق في شيء، بوسع المرء تخيل أشكال من الفظاعات، ولكنه سيشعر بأن التدخل في شؤونه ومحاولة فرض خيارات لا تعنيه عليه فظاعة لا يمكن تخيلها، نعلم كلنا هذا يقيناً ، ومع هذ ا ننصب أنفسنا قضاة وجلادين حين لا يعنينا الأمر!

أحيانًا يعالج الموقف الخوف، أحيانًا يعالجه الحزن، وأحيانًا أكثر غرابة يعالج الموقف الغباء، ليست الحكمة دائماً هي الحل، وبالمثل فمن الصعب أن تقيس كل شيء بناءً على صواباتك لتوجيه أصابع الادانة، يكون عدم الحكمة هو الحكمة كثيراً ..!
كلنا قاعدة، كلنا الاستثناء .. تذكر هذا جيداً!

أضف تعليقك هنا

نورهان عزت

تابعني على شبكات التواصل الإجتماعي