مَنْ يقرأ تاريخ الامويين يرى العجب العجاب

عندما نتطرق إلى دراسة التاريخ الاموي تحقيقاً أو تدقيقاً بصفته السجل الحافل لكل شاردة و واردة دونتها الاقلام المعاصرة لهذه الحكومات ؛ لأنها تُعد أحد أهم الحقب التي امسكت بزمام الامور و لفترات ليست بالقليلة فإننا لابد و أن نلتزم جانب الحيادية البعيدة عن التعصب الطائفي و الانحياز القبلي فضلاً عن التجرد العاطفي والتي تؤثر سلباً على مجريات البحث و التدقيق و تخرجه تماماً من روح المصداقية و المهنية في التعامل مع حقيقة هؤلاء الامراء لكي لا يصبح كلام لا فائدة منه ، فحكم الامويين كان يتفرد عن بقية الحقب الاخرى ؛ لأنه أتخذ منحاً آخراً يختلف كثيراً عن ما دونه التاريخ من حيث الاحداث و الوقائع التي مرت بها الامة الاسلامية لما اتصف به من بُعدهِ عن ما اجمع عليه المسلمون ، و كذلك ظروف الحياة القاسية التي عاشها المسلمون ابان حكم تلك الدولة التي ترى في نفسها صاحبة السيادة المطلقة وبذلك منحت رموزها الحصانة المطلقة أمام كل الاعراف و القوانين السماوية من جهة ، و إلى علو كعبها على سلطة القانون الوضعي و العرف الاجتماعي من جهة أخرى وهذا ما جعل كل شيء مباح لهم فكان سجلهم الاجرامي حافل بالأحداث المأساوية التي ذاقت الامة من ويلاتها أعتى الويلات و تجرعت أشد المعاناة بالاضافة إلى انتهاكها الصارخ لحدود شرع السماء وبكل ما تعنيه الكلمة لمدى انغماسها في ملذات الدنيا و الاغترار بزخارف زينتها الفانية وهذا ما سطرته الدواوين و الاثار العريقة للسلف الصالح و المعتد بتراثهم الثر فكانت بمثابة الحجة لكل مَنْ يقرأ تاريخ الحكام الامويين فإنه حتماً سيرى العجب العُجاب وهنا نتذكر دعوة المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني و التي اطلقها لعموم العقلاء بضرورة تحكيم العقل عند التعامل مع مصادرهم الاسلامية لما فيها من تناقضات في نقل الروايات و الاحاديث المخالفة للعقل و المنطق فلا قداسة مطلقة إلا لكتاب الله ( عز و جل ) إذ يقول الصرخي : ((أقول: يجب التسليم لحكم العقل والعقلاء، فلا مناص من الخروج من فتنة وشبهة الانتحار المزعومة إلا باتباع حكم العقل وبعدم وجود صحة وقدسية مطلقة إلا لكتاب الله العزيز الحكيم، أما باقي الكتب فهي قابلة للدراسة والتقييم، والنقاش والطعن والتضعيف وهذه خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح نحو فكر منطقي وسلوك عقلائي واقعي منصف أمين يحترم الإنسان دينه وعقله )) مقتبس من المحاضرة (17) من بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) في 22/10/2016
فكل ما طرحناه من حقائق جلية لا تقبل الشك او التأويل انما هي من مكامن الحيادية في التحليل و المهنية في حقيقة القراءة الموضوعية لتاريخ الامويين حكاماً لا شعباً ولعلها من المقدمات الضرورية و الواجب توفرها عند القراءة و التحليل .

بقلم // احمد الخالدي

أضف تعليقك هنا