هنيئا للمرأة العربية المغربية بالتتويج الأدبي الأوروبي

بقلم الشاعر القيرواني: محمد الشابي

رواية أغنية هادئة

فازت الكاتبة المغربية ليلى سليماني بجائزة غونكور و هي أرقى وأعرق جائزة أدبية في فرنسا عن روايتها “أغنية هادئة” الصادرة عن دار النشر العريقة “غاليمار” بعد عملها الأول السردي “حديقة الغول” و هذا التتويج العربي يأتي بعد التتويج السابق للطاهر بن جلون” عن روايته ليلة القدر ” عام 1987 كما نالها الكاتب اللبناني أمين معلوف عام 1993 عن روايته صخرة طانيوس.

هنيئا للأدب العربي المعاصر بالكاتبة المغربية ليلى سليماني التي شرفت القلم و الأدب و المرأة العربية بتميز قل نظيره في هذا الزمن الردئ حيث انتحر الحرف العربي على صخور التكنولوجيا الحديثة. والعلم الإفتراضي و بات الأدب غريب في غربة التوحيد أكله كسير و فراشه حصير.

المرأة في القرآن

إن تألق الأدبية المغربية شرف الرسالة العظيمة برسالة التميّز وفدّمرت و فأزالت الأديبة الأنثى بهّتان القول لأهل الظلام و الظلامية و الرجعية القائل أن المرأة ناقصة في الدين بنظرة دونية مرفوضة من الأديان السماوية جميعها، بل الحقيقة أن القرآن حقق لها القيمة الرمزية بإفرادها سورة النساء في القرآن الكريم و مدح بالمدح التقديري نساء كثر أولهنّ بدون تعصب لديّن السيّدة الفاضلة أم المؤمنين و المؤمنات السيدة الفاضلة سيدتي خديجة و عائشة و أمهات المؤمنين كلهن سواء في التقدير و الاحترام و الإجلال و قــد سبقهن نساء لــــــهن التقديـــــر و التبجيل بالذكر الحسن كالسيدة مريم العذراء الصديقة البتول أم السيد المسيح ابن مريم البرئ من تطرف المسيحيين: و ما المسيح إلاّ روح الله وكلمته. قال تعالى في المقدس المنزل بروح القدس جبريل عليه السلام الموصول باللفظ و المعنى الرباني الى الرسوله صاحب البراق الذي اسرى به ليلة اللإسراء و المعراج إلى بيت المقدس فقدسنا المقدس الديني و تشّرفنا برسالة أحمد محمد خاتم الأديان جميعا محققا بذلك وحدة الأديان في دعوه الى الحب و التسامح و الاعتدال تحقيقا لأمر رباني “ابوكم إبراهيم الذي سماكم مسلمين من قبل.”

المرأة في القرآن والتوراة والإنجيل

كما لا يفوتني أن أذكر امرأة فرضت التقدير في التوراة و الإنجيل قبل التحريف السيدة آسيا مربية موسى و المؤمنة بالحقيقة. شكرا لله على ثنائه و فضله على الأمم. و لو إن كان الفقهاء قديما أجمعوا بدون إجماع على أن الجنة تحت أقدام الأمهات بحديث ضعيف حسب رأي المتواضع حاملا في معناه رمزية المعنى بدون تحديد للسياق الجوهري في قابلية نقد الموروث الديني في إطار قراءة جديدة للحديث النبوي و غربلته من الضعف و الشوائب فالشيخان البخاري و مسلم مع كامل التقدير للتحقيق و التدقيق و بذل الجهد المعرفي بآليات قديمة توفرت في مكان وزمان و ظروف خاصة معينة ما هما في الأخير إلا بشر بكل ما يحمله اللفظ من وهن طبيعي فلماذا لا تكون الجنة تحت أقدام المحارم وهي أشمل أخلاقيا؟

الحبيبة و الحبيبات

ولماذا لا تكون الجنة مثلا تحت إقدام الآباء و الأجداد ؟ و لما لا تكون الجنة بشمولية الأخلاق الجاهلية و الإسلام تحت أقدام الزوجات؟ و لمالا تكون الجنة في النهاية تحت أقدام الحبيبة و الحبيبات؟ ما دام الفقهاء يقّروا بالإقرار النص القرآني ظاهري بالنكاح الأربعة و هذا موضوع آخر للنقد مع خالص تقديري لكل امرأة عظيمة أعطت عظيما أديبا كان أو سياسي أو إعلاميا و رياضي مترحما على أمهات جنودنا البواسل، و أخرهم و لن يكون أخرهم من سقط قتيلا في القصرين المناضلة و في عقر داره.

والسؤال هنا أليس من الواجب تسليح الأمن خارج أوقات المسؤولية دفاعا عن الوطن و النفس راجيا التعليل لفكر شاعر له من الغرابة بمكان يجتهد بقدر الإمكان و إن لم يبعثني برسالة خطية إلى اليمن .
و آخر ما يختم به المقال بداية و نهاية الصلاة على الرسول الأنام المبعوث للسلم و السّلم و السّلام .و على آله و صحبه و آل بيته الأخيار و إلى من تبعه بإحسان إلى يوم .

قال تعالى:”مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ”

إنجازات النساء

إن مكانة المرأة في شعوري لا يحده الخيال في المخيال ألم تكن آلهة الحب عند الشعوب القديمة في بلاد الخصيب؟

عليسة قرطاج

ألم تحقّق عليسة قرطاج ما لم يحقّقه الرجال؟الم تنتّصر الكاهنة للوطنية التونسية أمام الغزاة بذكاء قل نظيره، و انتصرت لتونس المجد و الأمجاد؟ ألم تشيّد عزيزة عثمانة و إن ساعدتها بيئتها الخاصة مستشفيات و معونات للفئة الفقيرة يومئذ؟ ألم تكن من أوائل الاستقلال التونسية الطبّية.

فاطمة الفهرية

ألم تبنى بمال عظيم إمرأة تونسية قيروانية السيدة فاطمة الفهرية جامعة علمية هي التأسيس العلمي الأول بمدينة فاس المغربية ،فحققت كامرأة التقارب و التصاهر مع الشقيقة المغرب في حركة رمزية فربطت شعبين بوثاق الحب و المصالح المشتركة كدبلوماسية حديثة. و المربية الحقوقية و المناضلة بإخلاص كمثل الشاعرة زبيدة بشير و غيرهن كثيرات.

أروى القيروانية

ألم تكن للسيدة أروى القيروانية زوجة المنصور العباسي “الصداق القيرواني” بمثابة دستور للمرأة التونسية عنوانه منع تعدد الزوجات كشرط لقبول الزواج و إن فتحت شاهية الزوج الثانية سارعت “للخلع” بموجب الضرر المعنوي؟ أليست أروى أوّل إمرآة تونسية تفطنت لبند من بنود مجلة الأحوال الشخصية؟ ألا تستحق المرأة اليوم مزيدا من القوانين الردعية ضد العنف الرجولي ووقوف القضاء بفصول جديدة لحماية المرأة و بالتالي الأسرة و الرجل ككل .إن سعادة الرجل مع سعادة المرأة زوجة كانت أو أخت أو بنت أو حبيبة أو صديقة. و تعاستها آليا تعاسته و تعاسة الأسرة و المجتمع بكل أطيافه و نسيجه.

العنف

أليس القضاء على الإرهاب ينطلق من القضاء على العنف في البيت و المدرسة قضاء أبديا. إن التطرف و الإرهاب و الاستبداد و حتى السياسي يبدأ من العنف فالواجب قطع دابره بتربية و غرس قيم حضارية قديمة جديدة ثبت نفعها العام ألم يتواتر من الشعر الجاهلي لأمرؤ القيس:

وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي حتى يُواري جارتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها

كما لايفوتني أن أنوه بحكومة الشاب المحترم المتواضع بتواضع الأدباء الذي إكتشفت شخصيا فضائل و نبل أخلاقه لم أجدها في السلف و أهنئ بالمناسبة فيه اختيار و قرار حكومته لوزيرات عدة و هي رسالة طمأنة لتفعيل التناصف في المسؤوليات العلية للدولة في انتظار نهج هذا المنهج الجديد في الانتخابات البلدية القادمة و لعمري كيف لم يتفطن الزعيم بورقيبة لقيمة المرأة التونسية بالتسميات؟ و هو محرر المرأة و تفطن تلميذه المخلص الدستوري الوطني البرقيبي سيادة الرئيس دام عزه و عزّ شعبه و دولته.

قال تعالى في محكم التنزيل و بالحقّ نزل و هو العادل العدل الآمر بالعدل و إحسان و لن نعدل و مهما حاولنا “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”. صدق الله العظيم.

أليس التناصف في التعيينات العليا للدولة كمجلس النواب و الوزراء والولاة و المعتمدين جدير بتفعيل قانون التناصف وقد أثبتت المرأة التونسية قدرة عجيبة في تحمل المسؤوليات، وهي التي تخاف فضائح الرشوة و المجازفة؟ فما معنى واليا واحدا لولاية أريانة ( سلوى الخياري ) من أربع و عشرون ولاية هذا أمر عجاب و قسمة ضيزى.

بقلم الشاعر القيرواني: محمد الشابي

أضف تعليقك هنا