الإخوانُ و الغطاءُ الفكريُ للصَهْيُونيةِ !(2)

حسن البنا

لم يكنْ موقفُ “حسن البنا” من التعاونِ مع الإنجليزِ سواءً مع أجهزةِ استخباراتهم أو دعمهم في الحربِ العالميةِ الثانيةِ و التخذيلِ عنهم ، بل و حتى مساندةِ اليهودِ صراحةً في حربِ عام 1948 م و على العكسِ تمامًا من الخرافاتِ التي يُصِرُّ الإخوانُ منذُ زمنِ “البنا” على ترديدها و يزعمونَ كذبًا أنَّ للإخوانِ بطولاتٍ و بطولاتٍ في الحربِ في حين أنَّ الحقيقةَ التي هي مثل رائعةِ الضحى ، و التي يؤكدها الواقعُ و شهاداتُ الإخوانِ أنفسِهم و كتاباتِهم تؤكدُ بما لا يدعُ للشكِّ متنفسًا أنَّ تلكَ الرواياتِ ليستْ إلا محضَ أكذوبةٍ كبيرةٍ تَمَّ ترديدُها على طريقةِ “اكذبْ ثم اكذبْ حتى يصدقك الناسُ” و لكنَّ الطريفَ في هذه الكذبةِ أنَّ الإخوانَ الكاذبون – وعلى طريقةِ أشعبَ- قد صدقوا أنفسَهم و أصبحتْ تلك الرواياتُ و التي هي محضُ أكاذيبَ كأنَّها حقيقةً لا تناقش! ، و الحقيقةُ التي لا تقبلُ الشكَّ فعلًا أنَّ الإخوانَ شاركوا في المعركةِ بعددٍ قليلٍ جدًا ليس للمشاركةِ في الحربِ و إنما للمتاجرةِ بها و جمعِ التبرعاتِ و السلاحِ و مِنْ ثَمَّ تخزينُه في مخازنِ السلاحِ التابعةِ للجماعةِ ليستخدمَ بعدُ في قتلِ الشعوبِ العربيةِ و الشعبِ المصريِ منها خاصةً عند الحاجةِ لذلك .

و كلُّ مَنْ شاركَ مِنَ الإخوانِ في الحربِ لم يتجاوزْ الستمائة شخصٍ تحتِ إمرةِ قياديٍ إخوانيٍ يدعى الشيخَ “محمد فرغلي” و هو الذي شاركَ بعدَ ذلك في أولِ وزارةٍ شكلَها الرئيسُ “جمال عبد الناصر” .

الإخوان المسلمين في حرب فلسطين

و بِحَسْبِ شهادةِ الشيخِ “محمد فرغلي” –نفسِه- فإنَّ شبابَ الإخوانِ حينَ ذهبوا إلى أرضِ فلسطين اعتزلوا الجنودَ و لم يشاركوا في الحربِ و بأوامرَ مباشرةٍ منْ “حسن البنا” نفسِه ، و ذلك لأنَّ هؤلاءِ الشبابِ المتحمسين من الممكنِ أن يُلْحِقُوا الضررَ باليهودِ إذا حاربوا فمنعهم “البنا” من القتالِ و المشاركةِ في الحربِ .

كلُّ هذه المواقفِ و غيرِها مما لم أذكره و مما سأذكره بعدُ-إنْ شاءَ اللهُ- لم تكنْ مواقفَ فرديةً أو استثنائيةً و إنما هي منهاجٌ متبعٌ أسسه “حسن البنا” و أخذَ على تلامذتِه و أتباعِه العهدَ و الميثاقَ أنْ يسيروا عليه ،و لم يخيبْ التلاميذُ ظنَّ أستاذِهم و لا خالفوا طريقتَه بلْ هم علي العهدِ سائرون و على الميثاقِ محافظون ، و دونك أخي القارئُ المكرمُ بعضَ الأمثلةِ على توفيرِ الإخوانِ و أتباعِهم لــ “الغطاء الفكري للصهيونية” على مرِّ تاريخهم ، غيرَ مرتبةٍ على حَسْبِ الزمانِ أو المكانِ و إنما على حَسْبِ استدعاءِ الذاكرةِ للإحداثِ ، فمن ذلك :
-دعمُ حركاتِ التحررِ و الانفصالِ عن الاتحادِ السوفيتي في ثمانيناتِ القرنِ الماضي و هو ما نتجَ عنه في الأخيرِ انهيارُه و تفسخُه لصالحِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ .

و ذلك تحتَ حُجَجِ التحررِ الوطني و الاستقلالِ القومي- و التي لا يؤمنونَ بها بلا شكٍ- ، كما عملوا على الترويجِ لفكرةٍ خبيثةٍ كان مقصودًا بها خدمةُ الصهيونيةِ و تحقيقِ هدفِها بتفكيكِ الاتحادِ السوفيتيِ ليصيرَ العالمُ أحاديِ القطبِ تتحكمُ فيه أمريكا و التي يتحكمُ فيها اليهودُ لتكونَ الصهيونيةُ هي منْ تديرُ العالمَ و تحركُه ؛ كانتْ تلكّ الفكرةُ هي أنَّ ” الصهيونية هي الشيوعية” ، و عملوا على تجميعِ كلِّ المسلمين لمحاربةِ الاتحادِ السوفيتي و الذي كان دُبًًّا عجوزًا فانهارَ ، و تحققَ هدفُ الصهيونيةِ .

إلى غيرِ ذلكَ من الأمثلةِ الكثيرةِ على توفيرِ الإخوانِ لــ “الغِطَاِء الفِكْريِ للصَهْيُونِيةِ” و كيفَ كانوا يعملون على أنْ يغلفوا خُطَطِ الصهاينةِ بغلافٍ فكريٍ إسلاميٍ ليحققوا أهدافَها بينما يبدو الأمرُ و كأنَّه انتصارٌ للإسلامِ .
أمثلةٌ كثيرةٌ سأذكرُ بعضًا منها في المقالاتِ القادمةِ – إنْ شاءَ اللهُ- .

في الأُسْبُوعِ القادمِ … للحديثِ بقية … إنْ شاءَ ربُّ البرية .

أضف تعليقك هنا