الإخوانُ و الغطاءُ الفكريُ للصَهْيُونيةِ !(1)

مُنذُ فجرِ الجماعةِ الإرهابيةِ و هناك خطٌ واضحٌ تستطيعُ أنْ تلحظَهُ و تتبعَهُ، إما باستقراءِ تاريخِ الجماعةِ و إما باعترافاتِ الأفرادِ المنتمين لها أنفسِهم.

و نحن إذ نتتبعُ ذلك التاريخَ المشينَ ، لا يمكنُ لأعيننا أنْ تغفلَ عن ذلك الدعمِ المتواصلِ لكلِ المواقفِ و القضايا الصهيونيةِ ، بل لكلِ ما هو صهيونيٍ، على مستوى العالمِ عامةً و عالمِنا العربيِ و الإسلاميِ منه خاصةً منْ قِبَلِ تلك الجماعةِ الإرهابيةِ.

فكلما كانتْ الصهيونيةُ في حاجةٍ إلى تمريرِ فكرةٍ أو مشروعٍ كلما ظهرت الجماعةُ متطوعةً للبحثِ و التنقيبِ، و منْ ثّمَّ تقديمِ المشروعِ الصهيونيِ في صورةِ “فكر إسلامي”! – و حاشا للإسلامِ العظيمِ أنْ يكونَ كذلك – ، و ليس أكثرَ مِن الأمثلةِ على ذلك فيما سنسردُ بعضَه و نتركُ للباحثين المتخصصين المجالَ رحبًا ، و إنما نحنُ نشيرُ إلى ذلك إشارةً تفتحُ البابَ للكلامِ في المسكوتِ عنه و على الله قصدُ السبيلِ .

و لكن و قبلَ كلِّ شيءٍ لابُدَّ من الإشارةِ إلى أنَّ هذا الأمرَ لم يكنْ محضَ مصادفةٍ أو مواقفَ عفويةٍ و إنما كان أمرًا مقصودًا و منهجًا متبعًا منذُ اليومِ الأولِ ، أسسَ لذلك “حسن البنا” و تبعه عليه أتباعُه إلى يومِ الناسِ هذا .

يقولُ “عمرُ التلمساني” عن موقفِ “البنا” من الحلفاءِ في الحربِ العالميةِ الثانية: “لما قامتْ الحربُ العالميةُ الثانيةُ عام 1939، والإخوانُ على قوتِهم، كان من الممكنِ أن يسببوا الكثيرَ من المتاعبِ للحلفاءِ لكنَّ الإمامَ الشهيدَ! “حسن البنا” أصدرَ أوامره للشُعَبِ و المناطقِ أنْ تلتزمِ الهدوءَ و أنْ تتفرغَ لنشرِ الدعوةِ، وأنْ تعطيها كلَّ اهتمامِها وجهدِها بعيدًا عنْ الاستثارةِ، حتى انتصرَ الحلفاءُ وكان موقفُ هذه المنطقةِ -التي تعجُ بالإخوانِ المسلمين في كلِّ مكانٍ- سببًا من أسبابِ انتصارِهم، ولكنهم جازوا الإمامَ الشهيدَ! جزاءَ سنمار! ألا يستحقُ موقفُ الإمامِ الشهيدِ! من تلك الأحداثِ في ذلك الحينِ، أنْ يُسجلَ في صفحاتِ الخلودِ” ذكريات لامذكرات 253.

و بغضِ النظرِ عما في هذا الكلامِ منْ دسٍ للسُمِّ في الدَسَمِ و تزيينٍ للباطلِ و محاولةٍ فجةٍ لغطاءِ الباطلِ بلحاءِ الحقِ، فإنَّه يثبتُ بما لا يدعُ للشكِ مجالًا أنَّ موقفَ “البنا” من الصهيونيةِ و دعمِه لها عن طريقِ دعمِه للحلفاءِ و في مقدمتِهم بريطانيا و التي كانتْ تحتل مصرَ –وقتها- ، لم يكنْ موقفًا منفردًا أو شخصيًا أو استثنائيًا له ، بل كان – كما قررنا- منهجًا رسمَه هو ، و سارَ عليه أبناءُ تنظيمِه إلى يومِ الناسِ هذا و سيظلون ما وُجِدَ التنظيمُ .

و سنضربُ بعضَ الأمثلةِ من خلالِ السطورِ القلائلِ القادمةِ ، لنشيرَ بها بعضَ الإشارةِ فقط إلى أصلِ الداءِ الذي دأبَ التنظيمُ الإرهابيُ الخائنُ على السيرِ عليه منذُ تأسيسِه في عشرينياتِ القرنِ الماضي منْ تقديمِ غطاءٍ فكريٍ بلْ و إسلاميٍ لكلِّ مشروعٍ تريدُ الصهيونيةُ تنفيذَه في بلادِ العربِ و المسلمين ، ليبدو في ظاهرِ الأمرِ أمرًا في صالحِ العربِ و المسلمين ، إلا أنَّه في الأخيرِ و في حقيقةِ الأمرِ لا يصبُّ إلا في نهرِ الصهاينةِ ومخططاتِهم، و نتركُ بعد ذلك التفصيلَ لمكانِه و لأهلِه ، و نكتفي هنا بالإشارةِ التي تغني اللبيبَ، و التي تدلُّ على أنَّ وراءَ الأكمةِ ما ورائِها.
و دونكَ أخي القارئَ المكرمَ – في المقالاتِ القادمةِ إنْ شاءَ اللهُ – بعضَ الأمثلةِ على تقديمِ هذا التنظيمِ السرطانيِ كلَّ الدعمِ لمخططاتِ الصهاينةِ عبر تاريخِهم المليءِ بالخيانةِ للهِ و للدينِ و للوطنِ .

وفي المقال القادمِ … للحديثِ بقية … إنْ شاءَ ربُّ البرية .

أضف تعليقك هنا