الحب في القانون

قد أكثر أهل الفلسفة وأهل الأدب وأهل العلم في تعريف معنى الحب فقيل هو نزعة روحية تحدث آثار من الميل للمحبوب، وقال بعضهم : جاذبة عاطفية وقال الفلاسفة : الحب الذي ليس فيه أي تبادل للمصالح أو الفوائد هو الحب الحقيقي وهو ما يسمى بالحب الافلاطوني، وقيل : الحب هو الحب ولا يعبر عنه سوى هذه الكلمة كما قال الطنطاوي رحمه الله.

أنواع الحب 

ومن أنواع الحب ما يلي :

أولاً: الحب في الله

وهو أرقى أنواع الحب وانقاها إذ لا يقوم على أي نوع من المصالح وإنما أساسه النوايا الحسنة وتمني الخير للآخرين وبه يحصل الإنسان على الأجر والمثوبة، فيحب من يحب الله ويحب المؤمنين الصادقين وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ إِيَّاهُ ) رواه الترمذي وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

ثانياً : الحب الشهواني

يلوث هذا النوع مفهوم الحب العظيم فتجد أن هذا النوع يقوم على تحقيق الرغبات المادية والجسدية بعيدا عن المشاعر والاحاسيس هو الحب الاناني هو الحب بلا حب هو المصلحة.

ثالثاً: الحب الرومانسي

يقوم على المشاعر والاحاسيس المرهفة يجد المحب متعته في راحة وابتسامة الحبيب وإن لم يجدها يضحي من أجلها هو الحب غير المشروط هو نوع من التواصل والتآلف والإخاء والاندماج، و قد سطر لنا التاريخ من غلاء في الحب واخرجه عن مساره الصحيح ، وسواء صحت هذه الحكاية أم لا فلا مانع من ذكرها يقول الأصمعي : بينما أنا أسير في البادية مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:

أيا معشر العشاق بالله خبرو إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع

قال فكتبت تحته البيت التالي :

يداري هواه ثم يكتم سره ويخشع في كل الأمور ويخضع

يقول ثم عدت في اليوم التالي فوجدته قد كتب:

وكيف يداري والهوى قاتل الفتى وفي كل يوم قلبه يتقطع

يقول فكتبت :

إذا لم يجد صدراً لكتمان سره فليس له شيء سوى الموت ينفع

يقول : فعدت في يوم آخر فوجدت شابا ملقا تحت ذلك الحجر ميتا ومكتوب فوقه بيتان وهما:

سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا كلامي إلى من كان بالوصل يمنع
هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم وللعاشق المسكين ما يتجرع

أيا كان ما سطره لنا التاريخ فلم أجد تعريف للحب في القوانين لأن الحب لا يُعَرف في نظري فهو كلمة عظيمة يندرج تحتها معاني كثيرة ويختلف مفهومه من شخص لآخر إلا أن الحب في الحياة الزوجية الرحمة والاحترام والتقدير وعدم تملك المحبوب ولكل كلمة من هذه الجمل معنى إلا أن الحب يجمعهما ,والحب في القانون في نظري عدم الظلم.
جعلنا الله ممن يُحب و يحب

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

المحامي د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني

د.عبد الكريم العريني - محامي وقاضي سابق
قاضي سابق، محامي، محكم دولي.
مستشار شرعي وقانوني ومحكم دولي.
مستشار دولي في الذكاءات المتعددة معتمد من المعهد الأمريكي للتعلم والتنمية البشرية
زميل اتحاد التحكيم الدولي

خبير في تفسير العقود التجارية أكاديمية ليدز إنجلترا

الموقع الإلكتروني لمكتب د.عبد الكريم العريني هو aolaw.com.sa