سد النهضة و حرب الحضارات (4-5)

إنه من الاعتقاداتِ الراسخةِ عند اليهودِ و التي يعملون على تحقيقها في أرضِ الواقعِ بكل ما أوتوا من طاقةٍ و وسعٍ ويسخرون لها كل ما يمتلكون من امكانياتٍ و طاقةٍ، عقيدةُ “الألفية السعيدة” و التي تنصُ علىأن المسيحَ – و هم يعتقدون أن المسيح ابن مريم – عليه السلام – مسيحٌ كذابٌ – حاشاه – و أن الذي بشر به موسى – عليه السلام – لم يأتِ بعدُ فهم ينتظرونه – لن يأتي إلى الدنيا إلا عند حلولِ ” الألفيةِ السعيدة” و التي لن تبدأ إلا بعد أن يحققَ اليهودُ حلمَهم بالعودةِ إلى ” أرضِ الميعادِ” ثم يحكمون العالم من مملكتِهم الجديدةِ الممتدةِ من النيلِ إلى الفراتِ – ،وسيناءُ بالطبعِ جزءٌ أساسٌ منها – و تكون عاصمتُهم و عاصمةُ العالمِ الأولى– حينها- هي “القدسُ الشريفُ”، و تكون فترة حكمه و بقاءه في الأرضِ ألف سنة سعيدة و من هنا جاءت التسمية بـــ “الألفية السعيدة”.

و قد نصتْ لهم أحبارُهم الكذبةُ في التوراةِ التي حرفوها لهم ، على طريقةِ تحقيقِ هذا الحُلمَ و أنه لا يكون إلا بخرابِ أرضِ مصرَ و ذهابِ أهلِها في حربٍ أهليةٍ تأكلُهم جميعًا بحيث لا يتبقى إلا القليلُ الذي لا قيمة له و لا خطر منه و إلا بجفافِ نهرِ النيلِ و انتهائه !
فيقولُ سفرُ اشعياء ، كما في الإصحاحِ 19 منه و ذلك كله من العهد القديم ما نصه :

2- و أهيّجُ مصريين على مصريين ، فيحاربون كلُ واحدٍ أخاه و كلُ واحدٍ صاحبَه ، مدينةً مدينةً ، و مملكةً مملكةً .

4-و أغلقُ على المصريين في يدِ مولىً قاسٍ ، فيتسلطُ عليهم ملكٌ عزيزٌ .

5-و تُنَشَّفُ المياهُ من البحرِ – أي النيل – ، و يجفُ النهرُ و ييبسُ .

6- و تنتنُ الأنهارُ و تضعفُ و تجفُ سواقي مصرَ و يتلفُ القصبُ و الأسَلُ7- و الرياضُ على النيلِ ، على حافةِ النيلِ و كل مزرعةٍ على النيلِ تيبسُ و تتبددُ و لا تكونُ .

8-و الصيادون يئنون و كل الذين يلقون شِصًا – أي سنارة- في النيلِ ينوحون و الذين يبسطون شبكةً على وجه المياه يحزنون!!!
فهذه خطتُهم الخبيثة لخرابِ مصرَ و قتلَ أهلَها و جفافِ نيلِها ، و تلاحظُ أنَّ الوسيلةَ لذلك هي الحربُ الأهليةُ التي يسعى الإخوانُ و أتباعهم الآن لإشعالها – بتهييج أهلِ مصرَ بعضُهم على بعضِ ، و خذ أحداثَ النوبةِ و الخصوصِ مثلًا – بالتزامنِ مع العملِ على تجفيفِ النيلِ من منابعه و هو أيضًا ما يشارك في تنفيذه الإخوانُ كما سنبين .

و حين بدأ اليهودُ في العبثِ في منابعِ النيلِ لتحقيقِ النبوءةِ في التوراةِ بتجفيفِ النيلِ و بدأوا في العملِ على بناءِ سدٍ ليمنعَ الماءَ عنّا تم تسمية السدِ أول الأمرِ بــ “سدِ الألفيةِ” تيمنًا بالألفيةِ السعيدةِو يقينًا منهم أن تجفيف منابع النيل يحققها !

تسمية سد النهضة على اسم مشروع الإخوان

و لكنه و من دونِ مقدماتٍ و لا إبداءِ أسبابٍ ، تم تغييرُ اسمِ السدِ فجأةً ! بعد وصولِ الإخوانِ للحكمِ في مصرَ ، و جاءوا بما أسموه “مشروعَ النهضةِ” ليصبح “سدُ النهضةِ” بدلًا عن “سدِ الألفية” في إشارةٍ واضحةٍ لكلِ من يبصرُ أو يعي أن مشروعَ النهضةِ الإخواني يحققُ بلا شكٍ حلمَ اليهودِ بالألفيةِ السعيدةِ بل و أكثرُ مما يريدُ اليهودُ أنفسُهم !

أضف تعليقك هنا