صندوق الذاكرة 1

في لحظه ما تشعر انك فى حاجه لنفض مظاهر حياتك الماديه عنك، تخلع بزتك المحمله باثقال الحياة ومسئوليات المعيشة الموضوعة على كاهلك ، لتعود الى لحظه طفوليه ساحره تنتقل بها الى حيز منسى فى ركن من اركان عقلك المملوء بالكثير من الخطط المعقده ، لتبدا رحلتى اللحظيه الممتعه اذا نفضت التراب عن هذا الصندوق الانيق، صندوق الذكريات.

محتويات صندوق الذاكرة

في لحظة ما تشعر أنك بحاجة لخلع بزتك المحمله باثقال الحياة ومسئوليات المعيشة الموضوعة على كاهلك

صندوق الذكريات يحوي بداخله حياه كامله وشخصيات اثرت فيها وتاثرت بها ، والآن حانت اللحظه لفتح هذا الصندوق ، بدأ الصندوق بجذب روحى اليه لأنتقل الى عالمه الساحر .. انا الآن فى غرفتى الصغيره فى بيتى القديم ، غرفه بسيطه تحوى سريرا صغيرا يستند على حائط ملئ بمجموعه من الملصقات التى تتنوع مابين ملصقات ابطال الديجيتال وسابق ولاحق وبعض الرسومات التى قمت برسمها لشخصيات الانمى الشهير يوغى يو.

بجانب السرير كومدينو صغير يحوى باقى رسوماتى الطفوليه التى كانت تشكل حياه افتراضيه كامله بالنسبه لى ، على هذه المنضده الصغيره كنت احرك تلك القصاصات المرسومه لاشكل بذلك مسلسلا صغيرا اؤنس به طفولتى التى غلبت عليها الوحد.

على الحائط المقابل لسريرى ارى صوره لطفل صغير يغلب الحزن على ملامحه البريئه ، مجموعه من مجلات علاء الدين وقصص الانبياء تطل من داخل مكتبه صغيره بالغرفه ومن وراء ضلفتها الزجاجيه تظهر صوره مرسومه لفتاه صغيره مفعمه بالحيويه وتشع ملامحها قدرا كبيرا من البراءه ، فتاه امتلكت هذا الطفل الصغير فى تلك الحقبه الزمنيه ، فتاه كان يظن واهما انها ستصعد معه درجات سلم الزمن ولكنها اختارت البقاء فى صندوق ذكرياته للابد ، ليصعد السلم وحيدا ، تركها فى هذه الصوره وبجانبها قلاده صغيره كان يريد ان يهديها اياها لتكون بمثابه رباط روحى بينهما ، لكن القلاده ظلت بجانب الصوره حزينه.

بدا الصندوق فى الاشعاع مجددا لاجد نفسى فى حيز اخر من عالمه الواسع ، انا الآن فى ساحه مدرستى القديمه ، مجموعه من الاطفال بينهم انا نلعب البلى وتتعالى ضحكاتنا الى ان اسكتتها عصا غليظه كانت بيد ذلك المدرس البغيض ، لينهانا بها عن هذه اللعبه الطفوليه البريئه وكانها لعبه من العاب الشيطان ، لم اكن افهم ، ما المنطق فى ذلك ، نحن مجرد اطفال صغيره تلهو فى صمت ، لكننى افهم الآن ، انه حب السيطره ولا شيئ غير ذلك.

كم من المتتع بالنسبه للبالغين ان يتحكموا فى حياه هذه الكائنات الصغيره الغير مدركه للحياه مثلهم ، التى لا تمتلك من الحكمه والخبره ما يمتلكون ، ولكن ما دخل كل هذا فى حبى لتلك الكرات الزجاجيه الملونه ارى انها مجرد تحكمات فارغه ناتجه عن احساس ذلك المدرس بالنقص بين مجتمعه من البالغين ، او انه يكرر موقفا مشابها حدث له فى طفولته ، باعتبار ان عقله الصغير فى ذلك الوقت ظن انه بتكرار ذات الموقف بعينه يثبت بذلك احقينه بان يكون بالغا ومرحب به فى مجتمع البالغين ، تعالى صوت الجرس المدرسى معلنا انتهاء الفسحه ، لتبدا هذه الكائنات الدقيقه فى الصعود للفصول فى ضيق وضجر ، كديدان صغيره تعود الى جحورها الضيقه القابعه فالظلام ، ليظهر الصندوق فجاه لياخذنى فى رحله اخرى من رحلاته الممتعه فى عالم الذكريات الواسع .
فيديو القصة


يتبع ….

 

أضف تعليقك هنا