علاج السكري بين الابتكار والاحتكار

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: ما جعل الله من داء إلا وجعل له دواء ، {عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء رواه البخاري} هذه هي القاعدة المقررة مع الأمراض ، رغم اختلاف شدتها وشأوها ، من الخفيفة إلى الموصوفة بالأوبئة إلى الموسومة بالملازمة ، لكن لأن العقل لا يعدم من اشتغال واكتشاف فقد شفي خلق كثير من أمراض استعصت على طائفة من الأطباء والباحثين وذرئت لها شفرة طردها من الأبدان.

من أخطرها ، داء السكري الذي ترقب له المرضى المنقذ من قبضة الحبوب والأنسولين أعواما كثيرة وأعمارا مديدة ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ولازالوا ينتظرون انتظارا.

الدكتور توفيق زعيبط وعلاج السكري 

انبرى له الدكتور توفيق زعيبط الذي سبق له ابتداع دواء للصدفية يعالج به المصابون بها منذ سنوات.

وبعد الاستقبال الرسمي من قبل السيد وزير الصحة ثم مرورالابتكار على بعض المخابر المعتمدة ومنه مخبر باستور المالك لأجهزة عالية الجودة ، حاز بعدها على ترخيص التسويق من قبل وزارتي الصحة والتجارة.

نجاح دواء الدكتور توفيق زعيبط على المرضى

بعد فترة لم تتجاوز الشهر على بدء تناول المرضى له بدأ شعورهم بالارتياح من أعراض المرض مع انخفاض نسبة السكر في الدم.
لكن ومع تهديد تسويقه لمصالح أكبر محتكري تجارة الأدوية ومنها الأنسولين الذي يدر أرباحا طائلة على المستوى الدولي والفردي دوّ ضده صرير الأقلام وضوضاء الأفلام وعويل الأصوات إلى حد افتعال إصابة بعض المعتلين بأعراض جانبية ، وإغماء الكثير الذين أودعوا لمستشفيات.

منع دواء الدكتور توفيق زعيبط من الأسواق

إلا أن مصادر وزارة الصحة فندت تلك الأنباء فاضحة تلك الأكذوبة. ومع ذلك منع الدواء من التسويق بضغط من أطراف مجهولة رغم المناظرات واللقاءات المتلفزة التي وضح من خلالها الدكتور زعيبط الأمر بجلاء.

سقط الإحباط على المرضى سقوط الفاجعة.

وبعد: يمكن لنا القول إن منشىء الدواء لم يكن في مستوى ذكاء التعامل مع الملف ، خاصة إن كان يعلم الظروف التجارية والمالية في العالم الثالث ، أين يتم استحواذ مختلف المنتوجات من قبل مجموعات قليلة مسيطرة ، لا أظن الدكتور زعيبط يجهل التهديد الذي سيلحقه إنتاجه بمصالح هذه الفئة، ولذا أرى أنه غفل إلى هذه الدرجة عن الاحتماء بأحد الأقوياء في مختلف الأجنحة ولو ببيع بعض أسهم الأرباح.

أخال أنه سهى عن الأساليب الحديثة في رعاية منتوجه ، وإحاطته بكل أنواع الأمان ، إذ كانت الفرصة مواتية بمثل ما سبق لي ذكره ، وبحالات اشتراك مع مخابر ، ومتنفذين بشرط تداول وتبادل أو تقاسم الأسهم.

كان يمكن له تجنب الأيادي الخفية التي عملت بالليل قبل النهار للذود عن مصالحها من الأفول بكل الوسائل طارقة كل الأبواب الغليظة ومستقوية بكل اللوبيات الكبيرة.

وخلاصة ذلك يمكن لنا الانطباع أن الكفة قد انقلبت في وجه ترياقه وقلبت عليه الطاولة حامدين الله على نجاته بجسده ، لأن مثل هذه التهديدات المصلحية لا ترحم.

المريض هو الضحية

لكن يبقى الضحية هو المريض الذي انقشع في وجهه بصيص شعاع للإنقاذ ثم انطفأ بغفلة مغيث ، ودهاء رعاة مصالح ضيقة مبيدة لا يجل لهم شفاء الناس كما تعظم في أخلادهم أموالهم.

فهل يسخر الله في طرفة من الزمن مخلصين يقيضهم لإطلاق سراح علاج طالما تصبر له المصابون إيمانا بقاعدة لا علة إلا ولها بلسم؟
لا يجوز لنا تيئيس الخلق من رحمة ربهم حيث يعطي الله الحق لكل طالب.

أضف تعليقك هنا

سعد الدين شراير

الأستاذ سعد الدين شراير