علمني القنفذ؟ – ما بين أشواك البشر وبرودة العزلة

هل تعرف حيوان القنفذ؟

القنفذ كما نعرف حيوان تغطى الأشواك جسده وعندما يأتي الشتاء البارد تحاول القنافذ أن تتقارب لطلب الدفء ولكن أشواكها تجعلها مصدراً للألم فتبتعد فتشعر ببرودة الجو.

هكذا حياتنا سيكون التقارب الزائد نوع من التطفل الذي قد لا يرضاه الكثيرون وكذلك فإن الإبتعاد واعتزال الناس ليس هو الحل وإنما الحل هو تعلم مهارة (التقارب عن بعد) وهذه المهارة ببساطة نستطيع من خلالها الحفاظ على استقلالية الأخر بدون أن نفقد الارتباط معهم.

إننا بالفعل نستطيع أن نقترب بمن حولنا ولكن بشرط ألا نصل لمرحلة التطفل واحتلال أرض الإستقلالية التي يعيش عليها الأخر ولا يرغب أن يشاركهم فيها أحد، لأن الاقتراب غير المدروس قد يكون سبباً في نفور الناس من حولنا.

قال الشافعي رحمه الله:

الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة, والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء, فكن بين المنقبض والمنبسط.

فالمتطفل نظراته غير أمينة ومنتشرة في كل إتجاه ولسانه لا يعرف سوى الأسئلة المتلاحقة لتجميع المعلومات ومسامعه أطلقها لتسجيل أىي حوار بين أي شخصين

تجده فى قلب أى حوار يبدى رأيه بلا أى إستئذان .

يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: { من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه } رواه الترمذي وصححه الألباني

ويقال أن أصل كلمة متطفل أن رجلاٌ من أَهل الكوفة يدعى طُفَيْل الأَعراس،من بني عبد الله بن غَطَفان كان يأْتي الولائم دون أَن يدْعى إِليها،، وكان يقول: ودِدت أَن الكوفة كلَّها بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فلا يَخفى عليَّ منها شيء.

رسالة لكل أب ولكل أم: علمني القنفد (مابين أشواك البشر وبرودة العزلة). الكاتب د. محمد عبد السلام عبد الوهاب

حافظوا على مساحة من الاستقلالية يستطيع الابن أن يتحرك فيها بدون قيود لا تتدخلوا فى كل شئون حياته الصغيرة قبل الكبيرة فيأتي يوم يشعر الابن وكأنه وراء قضبان حديدية وإن كان طليقاً خارج المنزل. فالوالدين من فرط حبهم للأبناء فى بعض الأحيان يفرضون عليهم ولا يتركون لهم فرصة الاختيار وإن كان هذا الشىء لون حقيبة المدرسة أو الحلوى بمذاق معين .

وهذه الطريقة سوف تسلب الإبن حقه فى أن تكون له رؤيته الخاصة به ومن شأنها أيضا القضاء على بذرة الشخصية المستقلة التي تتخذ القرار

والمتطفل يمر بمراحل حتى يصبح على حالته التى تؤذى الآخرين:

1- المعرفة : وهذا أمر عاديا أن تعرف الأمور الهامة عن المحيطين بك.

2- الفضول: وهو أن يزيد الرغبة بداخلك لمعرفة ما يدور حولك دون أن تضر بإستقلاليتهم

3- التطفل : وهو الرغبة القوية لمعرفة كل شىء عن أى شىء من حولك دون مراعاة استقلالية الأخر.

كيف نتعامل مع الشخص المتطفل:

كيف نتعامل مع الشخص المتطفل:

1- إذا بدأ المتطفل سؤالك بطريقته السخيفة المعتادة حاول أن تغير الموضوع بذكاء .

2- إذا كان السؤال يتعلق بأشياء مثل ماهو المبلغ الذي تتحصل عليه من عملك الجديد فعليك أن تتحول من التخصيص إلى التعميم وأن ترد عليه قائلاً: مرتبى مثل مرتب كل من معي بالإدارة في الشركة .

3- ولو سألك عن تكاليف تجديد المنزل فقل له لن تزيد كثيرا عن تكاليف تجديد المنزل لصديقنا فلان

4- حاول ألا تظهر أي إنطباع على وجهك سواء كان بالسرور أو الضيق بل حاول أن تركز فى عينيه ليفقد التركيز ويحتار فى معرفة ما يدور بداخلك.

5- حاول أن تضع حدوداً لعلاقتك مع المتطفلين بقدر الإمكان حتى لا يكون الأمر مصدر قلق.

الاعتزال

وإذا تحدثنا عن الطرف الأخر للمعادله وهو الاعتزال وترك التعامل مع الناس لأننا تألمنا كثيراً من وخز الأشواك من المحيطين بنا فلا نجد أمامنا إلا أن نتحمل برد العزلة وهذا بطبيعة الحال ليس حلاً.

فإذا تعرضت لإهانة من صديق أو تخلى عنك قريب فلن يكون إعتزال الحياة الإجتماعيه حلاً للمشكله بل هو هروب ستكون عواقبه أسوأ وقد قيل (إصحب الناس كما تصاحب النار خد منفعتك منها وإحذر أن تحرقك)

يقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- “الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يتحمل أذاهم”

حاول ألا تلوم على الناس دائماً فى كل شىء وتقول أن البشر لا أمان لهم وأننا نعيش فى غابه بل حاول أن تصلح من نفسك قليلاً وتمتلكك المرونه الكافيه للتعامل مع كل الناس بإختلاف طبائعهم .

من كتاب(حياتك تستحق التغيير)

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا