ما بعد حلب لماذا وكيف؟

خروج الثوار من حلب "لأن العالم لم يعرف ماذا حصل في ثورة الثمانينات"، إجتهد السوريون لنقل صور جرائم النظام الطائفي الحالية للعالم، فهل استفادوا؟

خروج الثوار من حلب وضع العقل العربي والمسلم أمام تساؤل هام “كيف لنا أن نتحرر والعائق أمام هذا الهدف كل قوى العالم؟” ، لقد تجاوز العقل المسلم سؤال “لماذا يمنعوننا؟” فسؤال “لماذا؟” طرحته الثورة السورية في الثمانينات وتم تداوله بعد مأساة حماة، وكان إجابة السؤال: لأن العالم لم يعرف ماذا حصل، لذلك ولتجاوز إشكالية ثورة الثمانينات جهد السوريون لنقل جرائم النظام الطائفي للعالم أجمع، ولكن بعد أن رأينا ان العالم لم تؤثر فيه كل صور الجرائم التي نقلها الثوار بل ودعم النظام الطائفي بمزيد من المليشيات الطائفية وساهم بتدريبها وتسليحها ووفر له ولها الغطاء السياسي ليزيد من فظاعة الجرائم وشاركه مباشرة في ارتكابها، هنا صار السؤال الذي ساد العقل السوري والمسلم بشكل عام “كيف؟”

عندما يبدأ العقل المسلم البحث عن اجابة عن هذا التساؤل يكون قد بدأ مرحلة النضوج وبدأ يخطو خطواته الأولى لتحقيق هذا الهدف. لذلك ينبغي ان تبدأ مراكز التفكير وكذلك جهود المفكرين تنصب على دراسة هذا التساؤل الهام وينبغي أن يسود الخطاب المسلم البحث عن اجابة هذا التساؤل بشكل عملي وواقعي بعيدا عن آليات الخطاب التحفيزي وآليات الخطاب الديني الذي يحيد سنن الله في الكون ويزرع في الناس قوانين تعتمد الحتميات الغيبية كما فهمتها عقولهم القاصرة.

لن ننتصر أبدا ونحن مشرذمون  

لا يمكن للمسلمين أن يخوضوا هذه المعركة الدولية الكبرى وهم مشتتون مشرذمون على المستوى الفكري وعلى المستوى التنظيمي تتلاطمهم أمواج المشاعر بين صعود وهبوط واندفاع وإحباط تتحكم بإندفاعاتهم قوى تكرههم وتوظف مشاعرهم في تحقيق مصالحها وتدميرهم.
علينا أن ندرك أن معركة تحررنا هي جزء من معركة تاريخية كبرى طويلة الأمد بدأت منذ أن خلق الله الإنسان هي معركة بين الخير والشر، وآلت بعد ختم النبوات بين المسلمين وأتباع الشيطان، والمعارك الطويلة الامد بحاجة إلى صبر ومطاولة ومراحل متعددة وتخطيط دقيق وعدم استباق الخطوات، فنحن كمسلمين بحاجة إلى خطة منظمة ودقيقة تطبق بهدوء وعبر زمن طويل تستمر عبر الأجيال، هذا النوع من الخطط الذي سيواجه النظام العالمي بحاجة الى دولة قائدة تنظم جهود الامة المسلمة.

قيادة الأمة

الدولة الوحيدة المرشحة لتستلم زمام قيادة الأمة هي الدولة التركية ، لذلك على جموع الأمة ونخبها ان تلتف حول الدولة التركية وتحاول ان توجد قنوات للتفاهم معها ومع مراحل تقدمها الزمنية بعيدا عن الخطب التحفيزية والمشاعر الدافقة التي تتمنى تحقيق الأهداف المرحلية خلال فترة زمنية آنية، هذه الاليات التحفيزية التي تدمر كل قنوات التنسيق وتفرز مشاعر الكراهية والتخوين للدولة التي تمثل أمل الأمة ومحور تحقيق هدفها في التحرر والتي تملك مفتاح الإجابة على تساؤل “كيف لنا أن نتحرر والعائق أمام هذا الهدف كل قوى العالم؟”.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

فيصل عثمان آغا

كاتب سوري مهتم بالشؤون السياسية والفكرية