مسؤولية حلب – من المسؤول عن المعاناة في مدينة حلب؟

حلب الحضارة

نعم إننا لمحزونون لمصير حلب السنة ، حلب العلم ، حلب العلماء ، حلب الخلافة ، وندعو كل الأحياء في العالم الإسلامي السني إلى الجد في إنقاذها خاصة الحكام كي لا أدعو أعداءنا الشيعة الذين أثبت التاريخ عداوتهم رغم غفلة بعض سادتنا العلماء عن كيدهم ردحا من الزمن والغرب والروس ، الحقيقة أننا أصبحنا لا نطيق رؤية صور الغدر بالنازحين والفارين والمهاجرين من المقاومين المسلحين ، وصورالجثث الملقاة على أرض البراءة.

لقد غابت الزعامات الإسلامية التي طالما تاجرت بالقضايا الإنسانية للمحافظة على المكانة الاجتماعية والسياسية؟
اختفت النخوة المزعومة التي صدع بها رؤوسنا كل من يتقدم لمناسبة أواستحقاق ؟
يفترض أن يمسح رعاتنا العار على وجوهنا ووجوههم بلفتة تجنب إخواننا الإبادة والموت البطيء؟

لكن كما قلتها البارحة في مجمع من بعض الأحباب ،، والذي حدث حدث وقدر الله وماشاء فعل : أحمل كامل التبعة الشرعية والتاريخية لمن عجلوا الانفجار في سوريا وأوهمو الشعب السوري الأبي أنه بإمكانه إسقاط النظام في لمحة شهر أو شهرين في خضم الربيع العربي المفشل، والله لقد تخوفت كثيرا يوم انفجر السوريون ضد نظامهم مطالبين بالحرية مع هتافاتهم الكثيرة بعد أن اشتد عليهم الخناق ومنها التي حركت فرائصنا “ياألله ياألله ما لنا غيرك يا ألله”.

موقف الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي

يومها كنت معاكسا تماما لمن شدق فاه في وجه العلامة الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله الذي كان له سباحات ضد التيار، كنت أراه حكيما يرى مآلات المسائل ومقاصد الأحكام، كيف لا وهو صاحب المؤلفات الأصولية التي منها كتابه “ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية”.

إن سوريا كانت بلد السنة بالأغلبية ولو أن حاكمها شيعي نصيري ، كانت بلد العلم ومجالس العلماء. لقد كان من الحكمة حساب المنافع والمفاسد في هذه الخرجة الخاسرة لحد الآن ، لقد كان من المنفعة استشارة علماء سوريا وهم كثر حينها ولله الحمد .

الفتنة

لا أفتخر حين أقول إن تخوفي من مصير السوريين استبق الزمن ، وأستحضر الآن مقالة “إن الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عاقل وإذا أدبرت عرفها كل جاهل”.

قليل من يدرك صورة الفتنة حين إقبالها، وكثيرمن يفطن لها وقد أدبرت بتركها الحطام. أحمل كامل المسؤولية لكل عالم استغفل ، أودولة استغفلت ، أودولة دفعت .

والآن أحملهم مسؤولية إيقاف النزيف والالتفاف حول الأزمة لإنقاذ إخواننا السوريين السنة الذين يذوقون مرارة الذبح وحدهم . سوف لن يرحمهم التاريخ والبعث على فعلتهم البارحة وتقاعسهم اليوم.

أضف تعليقك هنا

سعد الدين شراير

الأستاذ سعد الدين شراير