الحب في المجتمعات المتعددة

الحب هو ذاكَ الشعور النقي ، الجميل المعبر عن عواطف الأنسان  و المتبادل بين شخص و/ او اخر . ان اساس الحب هو الوفاء لمن نحب و قد نقول اننا نحب فلان و نجهل لماذا اخترنا هذا الشخص من دون بقية الأشخاص ؟ هل يُعقل ان القلب من اختاره ؟ لذلك لابد ان نسأل ماهو دور العقل و القلب في الحب ؟

للعقل الدور الأكبر في الحب واختيار من نحب و قد تتفاجىء بهذا الكلام لاننا دائما نسمع بأن القلب هو من يختار، فكيف للعقل ان يلعب هذا الدور !! ببساطة لكل شخص منا صفات يتمنى ان يجدها في غيره او انه يحتاج الى شخص يكمل شخصيته فيزرع الفكرة في عقله بأن محبوبه يكون بصفات معينة كالاخلاق ، والدين والجمال و غيرها . عندما يجد هذه الصفات المثبتة في العقل سيشعر بأن قلبه يرفرف فرحاً و السبب لان السعادة المفاجئة هي من تسببت بذلك الخفقان الجميل و الذي نُسبَ اليه بأن القلب من يحب.

اما القلب فهو رمز للحب، لانه يمثل الحياة، ستشعر به عند الخفقان للسعادة و للحبيب ولا تنسى ان الحب الحقيقي يبدأ عندما يرغب العقل  و يخفق القلب لشخص معين في لحظة واحدة.

على الرغم من إن الحب واحد في كل مكان و زمان ، لكن هناك مفاهيم مختلفة حسب اختلاف المجتمع و عاداتهِ  كالأتي :

ماهو الحب؟

¤ مفهوم الحب في المجتمع الشرقي و الجاهلي لكل شخص صفات يتمنى أن يجدها في شخص يكمل شخصيته، فيزرع الفكرة بعقله أن محبوبه يكون بصفات معينة

حينما نقول كلمة ” حب ” يعني ان هناك المرأة – تلك الكائن الرقيق – ففي المجتمع الجاهلي سابقاً كانت المرأة هي العار ، هي اليأس في الحياة فلم تعرف معنى الحب سوى انها ستقتل عند ولادتها بلا ذنب خوفاً من العار الذي لم يحصل اصلاً ، بلا لوم للرجل الذي في نظرهم انه الملاك الطيب والمقدس .

عند نهاية المجتمع الجاهلي وتقالديه  ظهر المجتمع الشرقي الذي لا يفرق كثيراً عن المجتمع الجاهلي حيث ان المرأة مقيدة وليس لها اهمية سوى في الفراش كأنها الة خلقت للجنس  ، فالمرأة الشرقية حرمتْ من الحب ، حرمت من اظهار مشاعرها فالرجال في هكذا المجتمعات سوى بشر مرضى ، اليست المرأة انسان ؟ أ ليس لها الحق ان تحب من تراه مناسبا لها . لم تحاسب على كل شيء طالما ضمن الحدود ولا يحاسب الرجل ؟ هل الله يغفر الذنوب للرجال فقط ؟ الحديث طويل جدا ولكن قد ابدع الشاعر نزار قباني في وصف المرأة والحب داخل المجتمع الشرقي بقصيدته ( يوميات امرأة ) يمكنكم الاطلاع عليها .

¤ مفهوم الحب في المجتمع الغربي

الحب المحور الأهم في المجتمع الغربي و منه ما يعد صحيحا والاخر خاطئاً ، ولكن الحب في الغرب اصبح تجارة اكثر من مشاعر وقد وقد لاحظ ذلك الطبيب الانجليزي ترومان – ل – بريل ( مدير مستشفى لندن النفسي ) فقال : ” لعل أغرب تجارة كسب منها التجار الألوف من الملايين تجارة الحب وصناعة السينما ونحوها – لقد ساعدوا في إفساد عواطف هذا الجيل من الشباب الذي ولد بعد الحرب ، وقالوا له إن الحب جميل وساحر ، وأصبحت كلمة الحب صورة خيالية لا يستطيع الإنسان أن يصل إليها ، فيعجز عن ممارسة الحب وعن الرضا العاطفي ، وذلك يختلف عن أفكاره لأن الواقع يصدمها ” .

¤ الإسلام والحب

قال الله تعالى 《 وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) 》 صدق الله العظيم.

اجمل انواع الحب ما يكون تحت القانون الأسلامي ، حيث بأنك عندما تتزوج سيجعل الله بينكم الحب ينمو كما ينمو الطفل في بطن امهِ ، كون الحب لفترة طويلة قبل الزواج غالبا ما يقود للمشاكل، الذنوب، وتعب للنفس .. فالحب موجود في الأسلام ويرافق الزواج كأثبات بأنك تريد العيش مع من تحب وتقضي العمر معه الى الأبد.

في الختام اقول لكم بأن الحب جميل اذا كان بشكله الصحيح بغض النظر عن المجتمع و تقالديه وان يكون الحب لأجل العاطفة وليس للتجارة او اللهو  حيث انتشرت المثيرات الخارجية التي تخصصت في ذلك ، مثل بيوت الأزياء العالمية ، والمجلات الجنسية ، والأفلام التي دمرت القيم والحياة ، ووضعت العقبات أمام الشباب في الزواج المبكر ، ووجد الفراغ الفكري والعقلي ، وضعفت الأسرة.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

امجد عدنان خضير

امجد عدنان خضير

من العراق - بغداد

الكلية التقنية الطبية- بغداد / قسم التخدير