الدعاء حجة العاجز أم سلاح ناجز

ماذا سنقول لو وجدنا رجلاً واقفاً في وسط الطريق وقد سد هذا الطريق حجر يؤذى الماره وجدناه يدعو الله بتضرع بصدق قائلاً ( اللهم أزح هذا الحجر من طريق المسلمين, اللهم عليك بمن وضعه في طريق المسلمين اللهم إنتقم منه ) وتجمع الناس من حوله قائلين في صوت واحد امين، امين. وبعضهم بالفعل بكى طمعا في إستجابة الدعاء وبعد قليل إنصرف الناس وتركوا الحجر في مكانه؟

بالتأكيد ستشعر أنه مشهد عبثي لأنه لم يفضى إلى أي حل وأنصرف الجميع وظلت مشكلة الحجر.

الدعاء حجة العاجز أم سلاح ناجز طالما كان الدعاء ألفاظا تخرج من ألسنتنا بلا تحرك حقيقى بباقى جوارحنا لن يتغير شيء

وطالما كان الدعاء ألفاظا تخرج من ألسنتنا بلا تحرك حقيقى بباقى جوارحنا لن يتغير شيء ستظل الأحجار تتراكم حتى تبنى سدا لا نستطيع إختراقه بعد ذلك ونحن على مر التاريخ كأمة إسلاميه بنينا بأيدينا سدوداً عظيمه نعاني منها الآن: فلسطين والعراق وسوريا والجهل والبطاله والفقر وتدنى مستوى التعليم.

واعتقد بعض المتواكلين المستظلين بظل شجرة التواكل أن الدعاء هو الحل بلا عمل ولكن سنن الله الكونيه لا تتبدل و الدعاء بلاعمل لا شيء. ندعو الله في أقدس الليالى (ليلة القدر) وأقدس البقاع (الحرم وبيت الله الحرام) ولايستجاب لأننا غفلنا العمل والأخذ بالأسباب فوقعنا في فخ التواكل ونحن لا نشعر.

الدعاء والعمل

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الدعاء والعمل شريكان لا يفترقان في سيرته العطره ومن منا لا يعرف يوم الأحزاب حيث دعا النبى قائلاً (اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب) ولكنه في نفس الوقت حفر الحندق التي كانت فكرة حربيه مبتكره قبلها رسول الله من الصحابى الجليل سلمان الفارسى.

وللحقيقه فإن هناك تفاوت في كل شخص وما عليه فعله واعلم جيدا أن الكثير لا يملكون إلا الدعاء ولكن أعرف أن الكثيرين أيضا يملكون مايفعلونه ولكن ظل شجرة الإتكال ماتزال أكثر إغراءاً من حر الكفاح والعمل والإجتهاد.

مدرسة الأنبياء أخرجت لنا أعظم الأمثله التي تدل على أن العمل والأخذ بالأسباب مع الدعاء لا يفترقان وتجلى هذا المشهد في قصه إبراهيم علية السلام الذى ترك زوجته وولده في صحراء لا طعام فيها ولا شراب طاعة لأمر الله ولكنه دعا قائلاَ (( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) وكان جانب العمل على زوجته هاجر عليها السلام التي لم تستسلم وتحدثها نفسها أن خليل الله دعا ربه فمن المؤكد سيرزقها الله من الثمرات ولكن سعت فخلد الله هذا الفعل إلى يوم الدين (السعي بين الصفا والمروه)

الدعاء سلاح ناجز

لقد هرولت السيده هاجر بين جبلين بحثا عن طعام لوليدها هل كان هذا الأمر مره أو إثنتين؟ لا بل كان سبع مرات لأن ثقتها بالله لا تنقطع لتحدث المعجزه وينفجر بئر زمزم. ليتأكد لنا أن المعجزات قد تحدث ولكن بعد العمل والإجتهاد وليظل هذا الإعتقاد راسخا داخل وجدان كل موحد عندما يأتي لأداء السعي بين الصفا والمروه فيتذكر مافعلته هاجر عليها السلام.

عفواً نحن لسنا في زمن الدراويش، الذين يجلسون ليل نهار في ذكر ودعاء بلاعمل لإعمار الأرض ولنصرة الأمه وأيضاً نحن لسنا في زمن المهابيش الذين يعتمدون على الهبش من الدنيا والبيزنس و إستغنوا عن دعاء الله والتقرب إليه. إننا في زمن نحتاج فيه التوازن بين الدعاء في محراب الصلاه والعمل في محراب الحياه إلى صوت مأذنة المسجد كرمز للدعاء ورائحه مدخنة المصنع كرمز للعمل .

والخلاصه الدعاء سلاح ناجز للأمه الإسلاميه والعربيه إذا ربطناه بالعمل وسيظل للأسف حجة العاجز إذا تكاسلنا عن التحرك وسيصبح مبرراَ للسكون على الدوام.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا