الفريق الوطني الجزائري بين الحقائق الميدانية والأحلام الجماهيرية – منتخب الجزائر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
انتهت مغامرة الفريق الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 بالخروج المبكر من الدور الأول أضيق أبوابها إثر تعادلين حصد بهما نقطتين من أصل تسع ، تباينت آراء الأقلام والصحف والقنوات التلفزية حول هذا الإقصاء ككل مرة رغم الإمكانات الكبيرة الموفرة والأرمادة من اللاعبين المحترفين في أوربا على الخصوص.

وتحطمت آمال الجماهير الجزائرية العريضة في تعليق نجمة إفريقية ثانية ، رغم تحديها مالك حقوق البث التلفزي والخروج إلى الشوارع لمشاهدة مبارياته على شاشات عملاقة منصبة ، وسفر ثلة منهم إلى الغابون للمناصرة عن قرب ، ليبقى باذل الثمن الوحيد هو المناصر بالضغط النفسي والانهيار المعنوي ، على عكس القائمين على شؤون الكرة الذين اعتبروه مجرد إخفاق عادي مالم يخرم رواتبهم في اعتلائهم مناصب الإشراف عليها ، وكذا اللاعبين المتقاضين المقابل المالي لانضمامهم إلى الفريق.

إن الأماني التي تعلقت بها الجماهير تبخرت بحقائق لا يعلمها الكثير. لو تعلم الحشود ببعد واقع الفريق الوطني عن المعاني الرياضية لما ساندته يوما لأنه:

واقع منتخب الجزائر لكرة القدم

  • فريق يشترط لاعبوه المقابل المالي للانضمام مع ترقب كبير يبديه كثير منهم قبله ، حتى يخيل للمراقب الرياضي وكأننا سنتعاقد مع ملك الكرة.
  • فريق لا يبدي لاعبوه استعدادا بدنيا ذا بال.
  • فريق لا يتدرب لاعبوه بجدية كبيرة بسبب غياب الانضباط.
  • فريق لا يملك كثير من لاعبيه منافسات ذات مراس في الأرجل ثم يستدعون لتمثيل الراية الوطنية رياضيا.
  • فريق لا ينتـقى لاعبوه في الميدان بضوابط رياضية تامة ويرفض مدربوه المغامرة بالمواهب الموجودة مثل اللاعب حني وبن ناصر.
  • فريق عاش انتصارات على منتخبات ضعيفة بنتائج عريضة فتوهمت فيه الدهماء أسدا سيهزم المنتخبات القوية.
  • فريق يصرح لاعبوه ومدربوه لوسائل الإعلام مفتخرين بعد الانتصارات ويتلكؤون بعد الانتكاسات.
  • فريق لم ينشأ من زمن بعيد ودون انسجام فوق المستطيل الأخضر.
  • فريق لا يملك قاعدة فنية مبدئية وتكتيكية واضحة ولا نظام لعب جلي.
  • فريق يخضع لكواليس لا نعلم كنهها إن من الاتحاد الإفريقي أومن الاتحاد المحلي ، وما تأثيرها في إقصاء النصف النهائي أمام مصر في سنة 2010 منا ببعيد.
  • فريق لا يمتلك مدربين عالميين كبارا على أعلى مستوى من التقنية اللهم إلا مرور السيد حاليلوزتش.
  • فريق يتأثر لاعبوه ومدربوه بالصحافة كثيرا.

جماهير الجزائر

جماهير مسكينة لا تعلم كل هذه الحقائق أوعلى الأقل الكثير منها ثم يعلق الرجاء الواهم عليه ، مبتغيا رؤية منتخب فوق الجميع بسبب إخفاء هذه الحقائق عليه من قبل مسؤوليه ، لكنه لم يره كما تمناه.

على الجماهير أن تكون أكثر واقعية في تعلقها به ومناصرتها له كي لا يكون بيننا مجموعات أوأفراد معرضون لضغوط نفسية أوأمراض معنوية أوصدمات قلبية.

إن ما يتمناه العوام المساندون لهذا الفريق لن يتأتى إلا بجلسات جادة تبحث عن عوامل ووسائل وأساليب بناء منتخب قوي ، يعتمد على مدربين محليين يمرنون لأجل ذلك من كل النواحي {وهم قادرون عليه} ، ولاعبين مخلصين للوطن محبين لبلدهم وتمثيله بقوة مع حرارة في الميادين وحنكة فنية ومتعة كروية وثقافة تكتيكية.

كما يكمن في بناء فريق محلي يُسهر على تكوينه وتدريبه بطراز عال جدا من كل النواحي ليساير الوتيرة العالمية فيتخذ هذا النهج سنة جارية في الأجيال القادمة ، مع التطعيم بمحترفين ينطلقون من هنا يراعى فيهم حرارة الوطنية ، والروح القتالية.
فأين المسؤول الذي يجمع بين واقع ميداني متين لمنتخب قوي أمين ، وتطلعات عاطفية جماهيرية حقيقية ؟

أضف تعليقك هنا

سعد الدين شراير

الأستاذ سعد الدين شراير