المادة الخام للتطرف! (2)

صار مما لا شك فيه أن تلك القنوات ، و التي كانت –و لا زالت- تسمى كذبًا و زورًا بــ “الإسلامية” ، و الإسلام منها براء ، كانت أيضًا –و لا زالت- تمهد تمهيدًا كبيرًا للإرهاب و التطرف باعتباره “جهادًا في سبيل الله”! ، أو باعتباره “مقاومة مشروعة للأنظمة الفاسدة و المستبدة”! ، و هي التي مهدت لحكم الإخوان في مصر ، و استطاعت بالتكامل مع أعداء الوطن ، من إجراء أكبر عملية لغسيل الأدمغة عرفتها البشرية في تاريخها كله ،حيث قاموا بغسيل دماغ شعب بأكمله ، بل و شعوبًا بكليتها! ، فغشوا المصريين و خدعوهم حتى صدق المصريون كذبهم ، و راج عليهم خداعهم ، و الذي كان نتيجته أن تعرضت مصر لسنةٍ كبيسةٍ ، كادت أن تعصف بها ، لولا رحمة ربها الرحيم ، فأزاح عنها ذلك الهم و الغم الذي كان يدعى : حكم جماعة الإخوان الإرهابية ، و التي كانت تسعى سعيًا حثيثًا ، بل و كادت أن تنجح في مسعاها و الذي يتلخص في تسيلم

هذا الوطن الأمين لأعدائه !
و ما كان هؤلاء المجرمون ليصلوا إلى حكم مصر أبدًا لولا هؤلاء الشيوخ الذين يمثلون “المادة الخام للتطرف” و فضائياتهم ، و بثهم لسمومهم في أهل مصر !

و ما يزال ما تبقى من تلك القنوات إلى الآن ، يحرض على الإرهاب في مصر ، و في سوريا و العراق و ليبيا و غيرهم ، من دون رادع أو رقيب ، أو حتى متعظ و معتبر من هذا الخطر الذي يتفشى في أجساد الأمم كما السرطان ، و هي لا تشعر به ، حتى إذا ما تنبهت إليه ، كان قد تمكن منها و فتك بها و قضى عليها ! و ذلك على الطريقة الصهيونية التي ابتدعها “المحافظون الجدد” والتي تقول :”أن يستيقظ عدوك ميتًا” ، بمعني أنه حين ينتبه لما أصابه ، و ما أوقع نفسه فيه ، يجد أنه قد فات الأوان ، و لا سبيل أن يرجع ما كان إلى ما عليه كان!

المادة الخام للتطرف

و الخلاصة أن هؤلاء الناس ممن يسميهم أتباعهم و المخدوعين فيهم بالمشايخ و المشائخ و الشيخة و الشيوخ ، هم بلا ذرة واحدة من الشك أو التردد :”المادة الخام للتطرف” ، و التي يستخلص منها كل أنواع التطرف و الإرهاب و العنف ، و إن كانوا في أنفسهم لا يمارسون العنف و الإرهاب بأيديهم ، و إنما يمارسونه بعقولهم و ألسنتهم !

و هم كذلك يعدون معامل لتفريخ الإرهابيين، يدخل الشاب إليها ، خالي الذهن تمامًا من كل شر، فارغ العقل مطلقًا من كل سوء ، و يظن-والظن هاهنا كله إثم!- أنه سوف يتعلم الدين من منابعه و من معينه الصافي ، و من منبعه الرقراق ، فإذا به يخرج و قد تم تطعيمه ، بكل أنواع الفيروسات الإرهابية و التي تحوله بعد وقت ليس ببعيد ، إلى وحش من أشد وحوش العالم قسوة و ضراوة و فتكًا ، و لكنه وحش آدمي ، متجسد في صورة إنسان ، متعطش لشرب الدم و أكل لحوم البشر بمنتهى النشوة!

و لعلنا يمكنا أن ندلل على صدق هذا الكلام – و الذي لا نشك لحظة في صدقه- بمثال حي (و ما أكثر الأمثلة!) لشخص كان يظن في أول الأمر –كما الكثيرون من المغفلين مثله- أنه سوف يتعلم الدين و العلوم الشرعية ليعود إلى بلده فيبث ذلك الخير الذي تعلمه في أهله و ناسه ، ليجد نفسه ، في الحقيقة و ذات الأمر قد تعلم كيف يقتل قومه و بني جلدته و يسفك دمائهم و ينتهك أعراضهم و ينهش لحومهم و بلا رحمة أو شفقة أو لحظةٍ من الشعور بالذنب أو الندم على فعله أو جرمه في حق نفسه و دينه و وطنه !

هذا الشخص كان قد جاء إلى مصر ليدرس الطب! في إحدى جامعاتها ،إي و الله، جاء إلى مصر ليتعلم فيها ، كيف يرحم الإنسان و يخفف عنه آلامه ، و كيف يداوي البشر ، فقاده قدره ، إلى من يعرفون بــ “مشايخ الإسكندرية” ، ظنًا منه أنه سيجد عندهم الخير فيغترف منه ، و لكنه –مع الأسف- لم يجد سوى الخراب و الدمار الدم ، ليخرج من عندهم بغير الوجه الذي دخل به ، بل بغير الإنسان الذي جاء به ! ، ليعود إلى وطنه و بدلًا عن أن يكون الطبيب المداوي للجراح و المخفف للآلام ، تحول على أيدي هؤلاء المجرمين من “المادة الخام للتطرف” ، إلى الشخص الذي ينكأ الجراح و يفجرها !

تلك هي قصة “عبد اللطيف موسى” ذلك الشاب الذي جاء من أرض فلسطين المحتلة ، و تحديدًا من قطاع غزة المنكوب بنكبة احتلال مزدوج! ليتعلم الطب في جامعة الإسكندرية العريقة، و لعله كان –ساعتها- يحمل طموحات و آمال لا حصر لها في مستقبل واعد ، حين يعود إلى بلده و هو يحمل شهادة عليا من جامعة عريقة ، في دولة عظيمة ، إلا أن هذه الأحلام جميعها قد تبخرت و دمرت و تلاشت، على صخرة خبيثة تدعى “الدعوة السلفية بالإسكندرية” (و التي هي في حقيقتها ليست إلا تنظيمًا إرهابيًا متطرفًا كداعش و أخواتها ، و ربما أشد ، تمثل كما غيرها من شبيهاتها مادة خامًا للتطرف و الإرهاب و خراب الديار و قتل العباد!) و التي استلمته شابًا واعدًا مقبلًا على الحياة ، فحولته إلى إرهابي مجرم ، عدوٍ للحياة ، يسعى إلى حتف نفسه و إلى قتل أهله و انتهاك حرماتهم و تدمير و تخريب بلده و تسليمها لقمة سائغة إلى عدوها و عدونا!
نعم ،، جاء “عبد اللطيف موسى” إلى مصر من فلسطين ، كي يتعلم و ينفع الناس بعلمه ، فأرجعه هؤلاء المشايخ و الذين يمثلون “المادة الخام للتطرف” و الذي درس على أيديهم ، من أمثال ” سعيد عبد العظيم” و “محمد إسماعيل المقدم” و “أحمد فريد” و غيرهم ، أرجعوه إلى بلده ، ليشكل تنظيمًا إرهابيًا أسماه “الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس”!

و تبعه على ذلك مجموعة من الأفراد ممن تشبعوا الفكر الإرهابي البغيض نفسه ، و ممن تعلموا الإرهاب على أيدي مشايخ “المادة الخام للتطرف” ، و لتقع بينهم و بين أختهم في التطرف و الإرهاب و الموسومة بــ حركة “حماس الإرهابية” معركة للسيطرة على الأرض و المُلك ( في بلدٍ محتلٍ يعاني من ويلات محتل غاصب قاتل و غاشم لا يعرف رحمة و لا شفقة ) لتنتهي تلك المعركة بقتله و قتل عدد ممن كانوا معه في واقعة شهيرة تعرف بأحداث مسجد ابن تيمية في غزة !

ليقتل هذا الشاب و تقتل معه ، أحلامه ، و ما كان ذنبه ، إلا أنه أحسن الظن في هؤلاء المشايخ و ظن فيهم خيرًا و غفل – كما غفل و يغفل الكثيرون غيره- عن كونهم ليسوا إلا “المادة الخام للتطرف”!

ليقتل “عبد اللطيف موسى” ، و مجموعة من أتباعه معه ، على يدي مجرمي حركة”حماس” الإرهابية ، ليحمل هؤلاء الشيوخ من ممثلي “المادة الخام للتطرف” كفلًا كبيرًا من دمه ، لأنهم هم أرغموه على سلوك هذا السبيل الموحش و المهلك ، ليلقى فيه حتفه على غير ما يرضي الله و على غير صراط الله المستقيم ، و إنما يموت ميتة جاهلية ! ، و ليحق و يصدق علي هؤلاء المشايخ من صناع الفتن دعاء الرسول الأكرم –صلى الله عليه وسلم- :”قتلوه … قتلهم الله …” !

فالله حسيبهم !

أضف تعليقك هنا