سلسلة ماذا لو لم يكن هناك (1)؟

ما هو إلا سُؤالٌ جال في خاطري وكان لا بد من طرحه , في ظل حالةٍ مأساوية يُرثى لها يعيشها الشعب الفلسطيني في شتى بقاع الذل والمهانة , بكل أصنافها وأنواعها من احتلالٍ بكل تبعاته من ناحية, وحصارٍ عربي صهيوني, ومحنة اللجوء واللاجئين وخصوصاً في بلاد الأخوة, والمطاردة والملاحقة حتى على لقمة العيش, والتغريب, والكثير الكثير من نواحٍ أخرى مما لا نهاية له من أرشيف العذاب الذي يحظى بزخم كبير لم يصل خط النهاية بعد.!

لذالك سأتطرق في سياق مقالتي الحالية المتواضعة ومقالاتي القادمة بالإجابة عن الأسئلة التالية:

“ماذا لو لم يكن هناك …؟ احتلال.؟, حصار.؟, لاجئين.؟ , ملاحقة لكل ما هو فلسطيني.؟

وسأبتدئ باسم الله، بأولها وأفسدها وأكثرها إجراماً وتأثيراً وفتكاً في عضد الشعب الفلسطيني, بالسؤال الأول وليس الأخير, بالسؤال الذي لطالما شغلني, وأثار شجوني, وحملني إلى عالمٍ غير هذا العالم, عالم اللا خوف, اللا ظلم, عالم الأحلام, بعيداً عن عالم الكذب والخداع, عالمٍ لا يعرف من الإنسانية إلا اسمها, عالمٍ لا يعترف بشريعةٍ غير الغاب شريعة, فماذا لو لم يكن هناك “احتلال”..؟

ماذا لو لم يكن هناك احتلال؟

ففي ظل حالة التركيز الموجهة من حشدٍ وتأليبٍ للرأي العام , وحالة كي الوعي التي يتعرض لها “المُبتلى الفلسطيني” لمحاولة نأيه وتحويل مسار البوصلة عن أصله وفصله ونسيانه ما قاساه من أنواع الألم والظلم والاستبداد على مر السنون الطوال, والضغط لتدعيم كل ما هو في صالح المحتل الصهيوني عبر قنواتٍ وأساليب أتبعت وتتبع لا تخفى على أحد, تحت غطاءٍ عربي ودولي وإقليمي و”فلسطيني.!” .

وبعد ما يربو على مِائة عامٍ تقريباً, على ضياع القضية الأم , قضية الأمة جمعاء, قضية فلسطين في أروقة قوى الظلام والإستبداد, ومازال هذا الشعب لم ولن يمل من المطالبة بحقه ” لا يضيع حق وراءه مطالب” .

وما يعبر عنه صاحب هذه الأرض التي نهبت أرضه, وصاحب العرض الذي أُنتهك وينتهك ليل نهار, من رد فعلٍ طبيعي ومتوقع وإن كان يُرى على أنه ضعيف كما يدعي البعض في وجه آلة الإجرام الصهيونية.. ولكن أؤكد جازماً أن الأيام ستخبرنا بما لم يتوقعه القريب قبل البعيد.
فلولا وجود هذا الطاغوت المتجبر “الإحتلال”, الذي كشف لنا الكثير وإن كان هو الشر والمحنة بعينها ولكن الله منحنا من بعده الخير والمنح الكثيرة, وذالك تصديقاً لقوله تعالى “وعسى تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم” وقد جنينى من خلفه الخير الكثير .

فبتقديره سبحانه قدِرنا على أن نُميز الخبيث من الطيب , والصالح من الطالح , والجيد من الردئ , فها هي الأيام العجاف تكشف لنا من سولت لهم أنفسهم أن يتاجروا بهذه القضية ويعرضونها في سوق النذالة والتآمر, ويلقوا بها مقابل دراهم معدودةٍ, وبثمنٍ بخس, وما زال يحرص أتباعهم وأزلامهم ممن تأبى النذالة فيهم أن تسكن وتهدأ إلّا أن يسيروا على خطى من كان قبلهم.

ولكن أصبحتُ لا يمر يومٌ إلا وأزداد قناعةً بأنهم إلى زوال هم من يتبعونهم من بني صهيون وأن الله يمهل ولا يهمل وأملنا بالله كبير.

أضف تعليقك هنا

عماد بخيت

كاتب وناشط إعلامي