صناعة الرئيس

صناعة الرئيس والمصلحة العليا الولايات المتحدة الامريكية

بلا شك أن الولايات المتحدة الامريكية دولة مؤسسات وما الرئيس المنتخب الإ جزء من هذه المؤسسات الحاكمة فلو نظرنا الى الخريطة الانتخابية وتوزيع الولايات لوجدناها مقسمة فعلياً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بنسبه ٤٠٪‏ لكل منهما وال ٢٠٪‏ هي الي تحسم النتيجه بناءا على المصلحة العليا للبلاد وتفاهم المرشح مع المؤسسات المسيطره على البلاد .

الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش الاب وكلنتون وبوش الابن الولايات مقسمة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بنسبه 40٪‏ لكل منهما والـ 20٪‏ هي التي تحسم النتيجه بناء على المصلحة العليا للبلاد وتفاهم المرشح مع المؤسسات

الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش الاب لم يستطع الفوز في انتخابات نوفمبر ١٩٩٢ الولاية الثانية امام المرشح الديمقراطي بيل كلينتون رٌغم ان الاول استطاع تفكيك الاتحاد السوفيتي وحسم الحرب البارده والخروج منتصراً في حرب الخليج الثانية تحرير الكويت وغيرها من المكاسب الكبيره التي حققها سواء في وجوده كنائب للرئيس ريجان في الثمانينات او كرئيس بعدها لكن ارتأت المؤسسه في هذه المرحلة أنها بحاجه لرئيس ذو وجه ناعم لكي يكمل المهمه وكان لها ذلك فدعمت وبقوه المرشح كلينتون و اوصلته الى كرسي الرئاسة وبدأت مرحلة جديدة بقيادته الحرب في يوغسلافيا و تشكيل الاتحاد الاوروبي كقوى متحده جديده تحت الجناح الامريكي ،لكن بعد انتهاء ولايته احتاجت امريكا لشخصية مختلفة تماماً رجل قوي يستطيع تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد وتم ايصال المرشح جورج بوش الابن للكرسي رغم ان منافسة السيد آل غور كان شخصية قوية لكن اهتماماته كانت منصبه في التغيير المناخي والاحتباس الحراري فلم يقنع المؤسسة واصبح جورج بوش الابن رجل الحرب الذي قاد المخطط وقاد حرب افغانستان واحتلال العراق.

الملف السوري على طاولة الرئيس الأمريكي

فالمؤسسات الامريكيه تعي جيداً من هو رئيس المرحله والخطه ولايمكن لاي رئيس منتخب ان يعمل دون تفاهمات من قبلها، فالبنتاغون و وكالة الاستخبارات المركزية و وول ستريت كلها تعلم وبوضوح ما هو المستقبل المرسوم للدولة ، فبعد فشل مرحلة الرئيس بوش الابن الذي لم ينجح في افغانستان و العراق ولا في تطويق سوريا قلب العالم القديم ، كان حريا بالمؤسسة ان تغيير مسارها وتساند رئيساً دبلوماسياً وخطيباً مفوهاً واكاديمي مثل باراك اوباما الذي بدأ مرحلة حكمه بالربيع العربي والحرب على سوريا ( حجر الأساس في اللعبة الدولية ) فلو راجعنا ثمان سنوات حكمه لم نجد غير الملف السوري على طاولته والذي ظل في اخذ وجذب من خطوطه الحمراء وصولاً الى معركة حلب والتفاهمات مع الدب الروسي وكانت نتائجها تمزيق سوريا وارجاعها ٥٠ سنه للوراء.

رئيس خارج المألوف

بعد المضي في كل هذه المراحل وجدت المؤسسات الحاكمة أنها بحاجه الى رئيس خارج المألوف وخارج الطبقة السياسية التقليدية لشخص رأسمالي من طراز الكوبوي الحقيقي الامريكي في انقلاب فعلي على الرأسماليين القدماء ، وكان لها ذلك فرغم ان السيده كلينتون سياسيه مخضرمة ولها خبره لايستاهن بها و سوق لها الاعلام بالكامل في اصطفاف لأول مره يحدث بالتاريخ الامريكي ان يقف الاعلام مع مرشح واحد ضد الآخر لدرجه ان ترامب نفسه صرح بعد العشاء الذي دعي اليه مع كلينتون في البيت الابيض قبل بدايه الانتخابات وتحدثت فيه السيده ميشال اوباما خطاباً عظيما انشغلت فيه الصحافه ودوائر الاعلام بالمدح والثناء عليه حينها طلب ترامب نسخه من خطابها وطلب من زوجته إلقاء نفس الخطاب في مناسبة أخرى ولم يكترث لها احد !

رغم هذا كله استطاع دونالد ترامب الفوز وبفارق كبير ٢٧٩ صوت مقابل ٢٢٨ بالمجمع الانتخابي وحصولة على كرسي المكتب البيضاوي ،
أمريكا اليوم ترى أنها بحاجه الى رئيس متهور صاحب صوت عالي يوضح وجه امريكا الحقيقي فترامب اول مرشح جمهوري ينتقد اسلافه السابقين بشده ويصرح في كل حدب وصوب ( يضرب بالمليان ) لكن المؤسسات الحاكمة فعلياً ترى فيه رئيس هذه المرحله مرحله اعاده الهيكلة والتموضع الامريكي العالمي واعاده الهيمنه الامريكيه وقياده مرحله التفاهمات والتي بدأت بزياره الوزير كيري الى سلطنه عمان واعلانه ايقاف اطلاق النار ، الرئيس دونالد ترامب في رأيي سيكون خياراً موفقاً للمرحلة فهو رجل الاعمال والاقتصاد القادم من نيويورك و صاحب الخطه الاقتصاديه الجديده فهل سينجح بقياده الامبراطورية الامريكية العظيمه على حد قوله ام ان المؤسسات الحاكمه أخطأت في اختياره؟

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

محمد أحمد العمراني

كاتب مهتم بالشأن العام