فن المحاماة والذكاء العاطفي جـ2

ومما يدخل في ذلك من المهارات وفق نموذج بارـ أون المتكامل الذي أشرت له في مقالي السابق (فن المحاماة والذكاء العاطفي) :

تتوزع مهارات الذكاء الانفعالي وفق نموذج “بارـ أون” المتكامل على خمس مهارات، ذكرت مهارة “مهارة الكفاءة الشخصية” وتاليا المهارات الأربع المتبقية:

يطلق على الذكاء العاطفي أيضاً الذكاء الوجداني, والذكاء الانفعالي, وذكاء المشاعر. يعد الذكاء الانفعالي مفهوم له جذوره التاريخية الراسخة, وإن كان من أحدث أنواع الذكاءات التي ظهرت في مجال علم النفس مع بداية التسعينات, نظراً للتطور الذي يحدث للعصر الذي نعيش فيه, والذي يتطلب رؤية غير تقليدية لمفهوم الذكاء، وما يتطلبه الفرد من قدرات عقلية ومهارات انفعالية لحل المشكلات التي تواجهه، والتأثير على الأفراد الآخرين. حيث يشير مايير وسالوفي إلى أن أصول الذكاء الانفعالي ترجع إلى القرن الثامن عشر, حيث قسم العلماء العقل إلى ثلاثة أقسام متباينة.

2ـ مهارة الكفاءات الاجتماعية :

أ ـ مهارة التعاطف :

هي مهارة وعي وفهم مشاعر الآخرين وتقديرها ومراعاتهم والاهتمام بهم والاندفاع لمساعدتهم.

ب ـ مهارة العلاقات الاجتماعية :

هي مهارة إقامة علاقات تفاعلية ،مرضية ، والحفاظ عليها مع الآخرين مضافا إليها مشاعر الطمأنينة والراحة والتوقعات الموجبة في السلوك الاجتماعي.

ج ـمهارة المسؤولية الاجتماعية :

مهارة الفرد في أن يكون متعاونا ،ومشاركا ،وعضوا بناء في جماعته الاجتماعية .وتتضمن هذه المهارة التصرف بأسلوب مسئول ،ووعى اجتماعي واهتمام بالآخرين ،والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع ككل.وترتبط المسؤولية الاجتماعية بتقبل الآخرين ،والتصرف تبعا لما يمليه ضمير الفرد والقواعد الاجتماعية .فالفرد الذي يفقد لهذه المهارة يظهر اتجاهات غير اجتماعية ، ويصعب عليه العمل ضمن فريق عمل .

3 ـ مهارة إدارة الضغوط :

أ ـ تحمل الضغوط :

وهى مهارة تحمل الأحداث غير الملائمة ،والمواقف الضاغطة دون تراجع ،والتعامل معها بإيجابية وفاعلية دون الاستغراق فيها .

ب ـمهارة ضبط الاندفاع :

وهى مهارة مقاومة الحافز الانفعالي للسلوك والتصرف الاندفاعي . يتميز الفرد الذي يملك هذه المهارة بتقبله للاندفاعات العدوانية ،والهدوء والسيطرة على السلوك العدواني .بينما الفرد الذي يفتقد هذه المهارة أقل تحملا للإصابات ،وأكثر اندفاعية ،وسلوكه الانفعالي سلبي .

4 ـ مهارة التكيف :

أ -وإدراك الواقع :

مهارة الفرد في تقدير مدى التطابق بين خبراته الانفعالية مع ما هو موجود موضوعيا ،مع الابتعاد عن المغالاة في الخيالات والأوهام .
وهذه المهارة ترتبط بدرجة الوضوح الإدراكي في التعامل مع المواقف وتقديرها .وتفحص الأساليب المستخدمة لذلك .

ب ـ المرونة :

مهارة الفرد في تكيف انفعالاته وأفكاره وسلوكه مع المواقف والشروط المتغيرة.

ج ـ حل المشكلات :

هي مهارة الفرد في تحديد المشكلة ، وتوليد الحلول الفعالة ، وتنفيذ هذه المهارة التي تتطلب من الفرد أن يكون منضبطا منهجيا ومنظم التفكير، و دؤوباً على معالجة المشكلات ،ولديه الرغبة في مواجهة المشكلات بدلا من تجنبها .

5 ـ مهارة كفاءة المزاج العام :

أ ـ مهارة التفاؤل :

هي رؤية الجانب النير في الحياة . والأخذ بالاتجاه الموجب نحوها حتى عند مواجهة الظروف غير الملائمة .

ب ـ مهارة ممارسة السعادة :

هي الرضا عن الذات والاستمتاع بمجريات الحياة .وترتبط السعادة بالرضا العام عن الذات .

فمما سبق فإن إحاطة المحامي ، والمحامية بذلك وتطبيقه يعتبر سر من أسرار النجاح .

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

المحامي د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني

د.عبد الكريم العريني - محامي وقاضي سابق
قاضي سابق، محامي، محكم دولي.
مستشار شرعي وقانوني ومحكم دولي.
مستشار دولي في الذكاءات المتعددة معتمد من المعهد الأمريكي للتعلم والتنمية البشرية
زميل اتحاد التحكيم الدولي

خبير في تفسير العقود التجارية أكاديمية ليدز إنجلترا

الموقع الإلكتروني لمكتب د.عبد الكريم العريني هو aolaw.com.sa