في حب “صديق الفلاح” – أبو منجل أو أبو قردان في سابحا في السماء

قد أكون الأول فى الكتابة فى حب هذا المخلوق، فقد تغنى الكثيرون بطيور وحيوانات أخرى، غير أن هذا الطائر صاحب القلب الأبيض كما هو لونه، شدنى وحرك مشاعرى ما جعلنى اكتب فى حبه هذه الكلمات ، وربما قد أكتشف فى المستقبل أننى واقع فى غرامه ، وأنه يبادلنى نفس الشعور! .

أبو منجل أو أبو قردان

هو ” أبو منجل ” أو ” أبو قِردان” كما يحلو للناس هنا في مصر أن يسموه، يقال أنه يمثل مقياسا لنقاء البيئة، حتى أن بعض الهيئات المهتمة بالحفاظ على البيئة ، تتخذ منه شعارا لها. إذ أنه يترك المناطق التى ترش بالمبيدات الحشرية.

يتواجد بكثرة فىي قريتي، يزين الحقول وقت أن يشاء، ويقف على أغصان الشجر وقت أن يشاء ، ويسبح فى سماء ربه متنقلا من مكان لاخر حسب رؤيته وتقديراته الذاتية ، ممثلا لوحة فنية بديعة ، بالغة الجمال من صنع الخالق القدير .

أبو منجل أو أبو قردان يزين السماء ويبحث عن الطعام

وما أن يلاحظ أن الماء قد روى عروق الأرض الظامئة، حتى يهبط من كل حدب وصوب، باحثا عن طعام قد يجده فى أحشاء هذه الأرض ووسط هذه الحقول ، لا يهم من أين أتى، المهم أنه غالبا قد أتى فى الوقت المناسب. فلعله أستشعر أن الأرض بحاجة لأن تلفظ ما بها من حشرات ، فقرر أن يكون فى العون قدر المستطاع ! وبكل أمل تجده يسعى للحصول على لقمة عيشه ضاربا بمنقاره الطويل فى جذور الأرض ، غير مهتم بضيق المساحة التى تجرى فيها المياه، بالمقارنة بعشرات الباحثين عن الطعام من بنى جنسه ، لعله أدرك ما لا يدركه الكثير من بني الإنسان، عليك أن تجتهد وتسعى نحو تحقيق الهدف دون القلق من المنافسين وكثرتهم ، فدائما هناك ما تتميز به ، ذلك الطائر الذى يساعد الفلاح فى التخلص من الحشرات والآفات التى تضر بالأرض ، أظنه حين يفعل ذلك يدرك انه بسعيه نحو تحقيق هدفه ، قد أسدى معروفا كبيرا للفلاح وللأرض معا. يزين الحقول ويسبح في سماء ربه متنقلا ممثلا لوحة فنية بديعة من صنع الخالق القدير

وعندما يصل إلى مبتاغه، يغادر مبتهجا راضيا بما قسمه الله له هذا اليوم، دون طمع أو حقد أو حسد، قنوع رغم أنه لم يقرأ يوما عن القناعة، ولا يعرف أنها ذلك الكنز الذي لا يفنى. صبور رغم أنه لم يعلق فى حياته لافتة كتب عليها ” الصبر مفتاح الفرج ” ! ولم ينل حظا واسعا ولا نصيبا من الدورات التي من شأنها تهذيب سلوكه وتنمية قدراته في التعامل مع الحياة !

صديقى الذكي ، القنوع ، الصبور، المتعاون ، حلق كما شئت ، وارسم لنا لوحات الجمال البديعة، أكمل مسيرتك، ولتكن كما أرادك الله، فلله آياته التي قد لا يدركها البشر !

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا