العرب وخيار الردع النووي – قرار الحصول على القنبلة النووية

لم ادرك يومها ما يحدث ولم أكن اعرف لماذا حاول صدام حسين وسعى جاهدا لامتلاك أسلحة دمار شامل ولم افهم السر في منع العراق يومها من إكمال برنامجها النووي وضرب المشروع في مهده ولماذا تصدت اسرائيل لتدمير البرنامج العربي العراقي وهل فعلا كان صدام يسعى لامتلاك سلاح الردع النووي .

ربما كان صدام حسين على حق في مساعيه المشروعة فالعالم المتقلب المزاج يوم معك وأيام عليك حسب المصلحة ادرك صدام منذ وقت مبكّر لقيام الجمهورية الإيرانية مطامع هذه الدولة في المنطقة فدخل حربا ضروسا معاها لثمان سنوات ولولا المؤامرة الدولية ما دخل العراق في دهاليز مغامرات بلهاء ساذجة اوصلت العرب الى ما هم عليه من دمار وخراب وحروب هنا وهناك يكاد الشعب العربي ينعى حظه لما وصلت الى أحاوله .

هي مغامرة وكانت السبب الرئيسي للوضع العربي الحالي الكل يلعب ويتدخل اصبح الوطن العربي ساحة مفتوحة لتصفية حسابات دولية ضحيتها في الاول والأخير الشعب العربي راحت العراق بعد سقوط صدام ٢٠٠٧م بإعدامه وكانت رسالة واضحة جدا من طهران انه لن يمضي عقد الا بسقوط عدة عواصم عربية في فلك الادارة الإيرانية سقطت بغداد كاملا ووقعت دمشق بنسبة 90% في أيديهم ولا زالت صنعاء تكافح لعدم السقوط في براثنهم المد اصبح واضح .

ولكن ما على البقية من الدول العربية فعله لوقف هذا الزحف فميزان القوة حسابيا لصالح الحلف الإيراني حتى الان?

هذا السؤال لا اجابه له الا بدراسة التاريخ المعاصر لما يسمى بالدول الكبرى التي ادركت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ان الردع هو الخيار الأساسي لحماية أمنها وشعبها من اي تدخل لزعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي.

قرار الحصول على القنبلة النووية

وربما الكل يدرك ماذا فعل السوفييت (روسيا) عندما علموا بالقنبلة النووية الامريكية استثاروا غضبا وسعوا بكل ما يملكوا من إمكانيات لإنتاج قنبلتهم وفي وقت قياسي نجحوا بتفجير قنبلتهم1949 وكانت رسالة واضحة للامريكان لن نترك الساحة الدولية لكم ولن نسمح لكم بالتدخل في شأن الشعب الروسي وأمنه وحياته.

وما هي الا ثلاث سنوات حتى ادركت بريطانيا الاتجاه الجديد للمنظومة العالمية التي ستعتمد سلاح الردع لحماية شعوبها وامنهم ففجرت قنبلتها 1952م ، ودخلت فرنسا نفس النادي لضمان أمنها وأمن الشعب الفرنسي من اي مخاطر تهدد مستقبله فسعت جاهدة حتى فجرتها 1960.

ولم ترضخ الحكومة الصينية حينها بالوقوف موقف المتفرج للمتغيرات الدولية ولم يعجبهم ذلك وهم اكبر شعوب الارض وأكثر عرضة للتهديد من جاراتها ومن حليفهم الامريكي فبذلوا جهدا وسعيا جاهدا لإدراك القطار النووي قبل ان يفوتهم ففجروها 1964م وكان هاجسهم الامن وحماية الشعب والأرض فامتلكوا القوة ومن ثم امتلكوا الاقتصاد بنجاح باهر لتصبح قوة عالمية بالفعل.

فلم يعجب ذلك الهند التي انتفضت عن بكرة ابيها ووضعت كافة الإمكانيات لتصبح كجارتها وعدوها اللدود الصين وعلى حين غفلة فجرت قنبلتها 1976م.

فثار الباكستانيون وأدركوا خطورة التفوق الهندي عليهم ولابد من امتلاك سلاح ردع موازي فجدوا وثابروا سنين طويلة وبالاعتماد على النفس حتى فجرت باكستان اول قنبلة إسلامية 1998م وكانت الضمان الحقيقي والوحيد لردع الهند وكل من يحاول وسيحاول النيل من أمن الشعب الباكستاني.

وحتى اسرائيل ادركت ان لا أمن لها في الشرق الأوسط الا بامتلاك سلاح الردع النووي ومنذ وقت مبكّر جدا أنتجت قنبلتها النووية 1966م على حين غرة وغفلة عربية .

اما ما يحير احيانا هي كوريا الشمالية، فرغم انها تمثل الحديقة الخلفية للصين وهو ما كان يضمن لها عدم تعرضها للأذى من جاراتها كوريا الجنوبية واليابان، الا انها لم تكترث لأحد ولم تنبطح لأي تهديدات وعقوبات دوليك وأعلنتها صراحة للعالم اجمع انها أصبحت قوة نووية مستفزة بذلك الأمريكان والغرب اجمع وقالتها بكل وضوح لاأحد يقدر على احتكار اي سلاح امام الشعب الكوري بالارادة والعزيمة وبالاعتماد على الذات والنفس تمكنا وقادرين على اي مستحيل.

متى يدرك العرب أهمية قرار الحصول على القنبلة النووية

فهل يدرك ما تبقى من أنظمة عربية ضرورة سلاح الردع النووي وهل سيسعوا له كما سعت له دول لحماية أمن شعبها وأرضها من التدخلات الخارجية وأي تدخل حاصل اليوم في منطقتنا التي أصبحت مرتع لكل من هب ودب يلعب بشعوبنا يخرب ويدمر ويشرد الملايين من العرب تاركين ارضهم عنوة عن سبق اصرار وترصد تدخل دولي كبير سياسيا واقتصاديا واليوم عسكريا ومليشيا .

لابد على البقية الباقية من العرب العمل والسعي بكل جهد ومثابرة لامتلاك هذا السلاح الرادع الذي لايفهم الغرب ولا الشرق الا غيره من اجل حماية امننا واستقرارنا.

أضف تعليقك هنا