قصة قصيرة: الصهيل الغاضب

اكيد .. اكيد انك لاتعرفنى ..ولكنى قريب منك .. فى كل مكان حولك ..فى عقائدك ..فى لغتك … فى تفكيرك … فى كل ما تلبس او تأكل.

ولكنك عشت الان تتجاهلنى لاتدرك ما أنا فيه من ذل ومهانة ولعلك تدرك ولكنك ما عدت تعبأ بذلك .

فقد كنت يومآ ملك الخيول ..أوروبا وغيرها كانت تنظر لى اعجابآ بسرعتى وخفتى وبراعتى فى ميادين السباق .

الكل يقدم لى أفضل طعام ..الكل يسعى لارضائى

بأى شكل وبكل صورة وظللت حقبة من الزمن أعيش متوجآ وتملكنى الغرور اننى سأستمر هكذا ما بقى من العمر .

المنافسين من الاغراب وضعوا فى طعامى ماجعلنى اصاب بمرض … هذا المرض وصل اول ما وصل الى عقلى ولذا لم أعد كما كنت بالماضى.

لا انا قاهر السحاب ولا انا من يسابق الريح لان الهزل بدأ يدب فى اوصالى وباعنى من كان يفخر يومآ بأنه صاحبى

واشترانى رجل غربى فظ الملامح ليس بقلبه مكانآ للرحمة أصبح كل همه ان يستنزفنى فى اعمال

لاتلائمنى أى أعمال …المهم أن يستفيد منى

واذا قصرت اذاقنى الذل والهوان .

أصبح بداخلى صهيل … صهيل غاضب يريد أن ينطلق

ويختفى هذا الصهيل كلما رأيت الرجل بملامح القسوة الواضحة تكسو كل معالم وجهه…. وانت لاتريد أن تساعدنى !

أعود لاقبل الذل والهوان وتدور عجلة الزمن وأنا اكتفى بالنظر اليه واتركه يفعل ما يشاء… ماذا افعل وقد تركتنى وحدى اجابه مصيرى ؟

ليتنى …ليتنى ….استطيع أن أستجمع قواى أصرخ صهيل غاضب يقضى على هذا الرجل واهرب الى ميادين السباق من الحظيرة القذرة التى وضعنى فيها

اعود الى ميادين السباق لاستعيد أمجادى

كها أحلام تطوف بمخيلتى فى كل يوم وحتى الان مايزال الصهيل الغاضبمستغرقآ فى النوم بداخلى

فى نوم عميق …… عميق …. بداخلى فقط

” تمت “

أضف تعليقك هنا