ليلة فتحت لي باب الليالي

ليالي الهوى لاتنساها الليالي ونهار قلبي سحرُ ظلامها. رأيت الكواكب والنجوم، والشُّهب لمستها بيدي. احتفت فينا الليالي وإبصار الفجر منا اعتذر.

في صريح الهوى تكون الليلة كألف عام وجغرافيتها بلاحدود، في ليلةٍ واحدة تنتهي الأمنيات ويتوقف فيما سواها التفكير وحدود الأمل تتلخص في عدم البزوغ. أحببتها في النهار تعارفنا في الظهيرة ومعها عرفت معنى الليالي. في صغري كان الليل نومي وأضغاث أحلام، وعندما كبرت قليلا سهرات الأصدقاء، ثم معها صار الليل أن تعيش وتنسى سابق الليالي، أن ترى الأمان في جبروت خوفك وتمسك بحنان الدنيا في لحظة عابرة، أن تتغير بنظرة منها. الرجل الحقيقي يتغير من أجل نظرةٍ صادقة الشجون.

الأشياء الراسخة لاتتحولُ إلا لأمور عظام أو اقتناع راسخٍ جديد ولذلك لم أتحول مع غيرها. كانت كرة القدم هي عالمي الأول والأخير ولكن ماالذي حدث؟

ماحدث باختصار كالتالي: في ليلة اللقاء الأولى أيقنت أن بؤبؤها هو العالم ولونه المختلف كان يعني جمالاً مختلفا عن لون الكرة الباهت. بالمناسبة، هو لم يكن باهتا إلا حين قارنته بها وبما شاهدته تلك الليلة، تلك الليلة التي فتحت باب الليالي. ليس سهلا أن تعيش تفاصيلَ الهيام الصغيرة في مدينة محافظة ورغم ذلك تفي بكل المتطلبات الغرامية، لايجوز هذا إلا لحبٍ عظيم يستحقُ المخاطرة. تلك الليلة هي التي فتحت لي باب الليالي.

الحب الحب ليس شهوانيا ولا مصلحة دنيوية متبادلة، الحب ليس مانراه في الأسواق

الحب ليس لهوا شهوانيا ولا مصلحة دنيوية متبادلة، الحب ليس مانراه هنا ولا في الأسواق من ابتذال مكرر وممل. العشق ليس كلماتٍ تبثها أينما أردت وحينما يروق مزاجك!. إذن ماهو الحب؟ ليس للحب تعريف واحد فهو من ذلك أعظم وأدق، لكل محب تعريفه الخاص ولكل عاشقة حروفها الرقيقة في وصفه. أما تعريفي للحب فالحبُّ في عينها وإنها في بقية التعاريف لتتحكم، فالجمال رؤيتها والحنين ذكراها واحتضانها موطن الأحرار. قلبها صدق العهود شفتاها عذوبة الدنيا وكلامها دستور الأغاني. يالعفوية الجمال فيها وياللاكتمال..

كنا نعود لبعضنا مرارا مهما كانت الأسباب، ليس فقط من أجل الحب فالحب هنا ثاني الأسباب!، بعدها لايغريني طبعُ البشر وبعدي لاترى محبين. أحيانا تكون العودةُ أرقى وأجود وألذُّ من البداية لأنها الرسوخ الأكيد وتعظيم تلك الدقائق التي مضت، عودتنا ثقة عمياء في مستحقٍ للثقة عودتنا استسلامٌ لأحضان السعادة، عودتنا لكي لاننتهي وجمال دنيانا لئلا يخون. كنا نعود لبعضنا وكنت أخبرها دوما بأنها “هي الليالي”.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا