قصيدة شعر حر: لن أكون قديسا في الحب

لن أتعلم الحب
ولن اعمل بوصاياه
وسأشاكس طريقه و وجهه ….
اكره عذابه
ونواحه
وأحلامه …..
لم تعد تغريني صوره ولا محتواه
ولم اعد مغرما..
ولا متيما ،
بشكله .. ولا بمضمونه
فلقد مللت وجهه
وبكل مراحله ..
ودرجاته المقرفة الموجعة للقلب وللعقل،
من الصبوة والهوى..
والشغف
و الوجد
و الكلف
والعشق
و النجوى
والشوق
والوصب
و الاستكانة
والود
و الخلة
و الغرام
والهيام …………
…….!
فكلها أوهام وخرافة
وظمئ
وعطش
وشوق
والآلام .. وعذاب …
……….!
ماذا ينفع الحب
لو قتلني ..
لو عذبي
لو سحلني في الطرقات
وأذاقني المرارة ليل نهار…….
………..!
لا ………..
لن ادفع ضرائب الحب ….
……..!
سأقامر …
سأغنى و ارقص …..
وامضي سافلا
أزاحم الرقص ..
والجنون،
على أبواب الملاهي
والخمرة ..
ونساء الليل ………
…….
وسأقضي أيامي شهور عسل …..
لا شهر عسل،
خلف أبواب الحب،
يحول شهور ما بعده،
عسل مر
……….!
إنا من تعذب بالحب،
بعذاب لم يذقه،
(قيس) ولا (جميل بثينه) ……
ولا كل عشاق الدنيا…..
……….!
نصف حياتي
تاهت بجداول الحب
والمواعيد الكاذبة ….
……!
ولذا قررت،
إن أقضي النصف الأخر،
جاهزا
للقلوع
مع كل نساء الليل،
كائن من كانت،
حضنا .. واختصار
شدا .. وجذبا .. واحتضانا…..
…….
وسأسافر معهن،
شمالا .. وجنوب ..
شرقا .. وغربا……… و دون أي اتجاه
سآتي وسأمضي كالريح .. والبحر .. والعصافير ..
……….
فكل تأشيرات السفر جاهزة،
لدخول مراقص الليل
لأقضي ليلتي الحمراء،
مع هذه .. وتلك ……
……….!
سافلا
ساخطا
متمردا
على الحب وتفاصيله …….
…………!
لن استسلم بعد اليوم للحب .. ولا لحبكِ،
ليقتلني
كما قتل (قيس) ..
وآلاف العشاق ……..
……….!
كنت لكِ
ولكن بعد اليوم لن أكون …..
………!
فكل تأشيرات السفر
جاهزة للقلوع
مع كل النساء،
إلا مع من تعلن الحب ……
وأولها أنتِ …………
…………..!
اكره جداول الحب
والمواعيد
والانتظار
ولغة (القيس)،
لأموت مثله في الحب ..والعشق..
او كما مات (استيفن) بعد انتحار (ماجدولين) …..
………….!
(قيس) ، راح ضحيته
وكما راح (جميل بثينه)
وآلاف العاشقين غيرهم…………
ولن أكون ضحية للحب،
ينتهي بعصرنا،
بعد اللحظة الأولى من ليلة العرس،
في سوق الخضار
لشراء الطماطم والخيار……
……….
فيته عنك الطريق
ولا تعرف راسك من قدميك
بمطالب لا تنتهي
ليل نهار
فلا تعرف أي ليل يأتي
وأي نهار يمضي……….
وكيف يأتي …
وكيف ينتهي …….
……….
وأي ضريبة،
ستكون ضرائبك في هذا الحب ……
……..!
اكره الحب
ومدرسته
ويكفني إن أتعلم،
بان كل التلاميذ فيه لدغوا .. ولذعوا
وتعذبوا ..
ولاقوا بوجده حتفهم …
……….
……..!
اكره مدرسته
ولن اذهب إليها
لأنها لن تمنح إلا شهادة الهلاك
والبكاء
والنواح
والعذاب
والقهر
والضياع
والشقاء ………..
………
تبا لشهادة البكاء
وألف تبا …. وتبا ….
…..!
يكفي ما ذقته
من نزيف القلب
واستبداده
وطغيانه ……
….!
فكثيرا ما قتلني ..
جرحني
أهلكني
دمرني
مزقني
فتتني اربا ..اربا…….
……. !
وقيل لي ،
بعد طول ألعذابي والنواحي ،
(أنها تبكي عليك)…..
…….!
تبا لبكاء
وإنا اصطلي بنار الجرح والعذاب
…….
ما نفع نواح على قبري
وانأ فاني
دون إحساس،
بمن يبكي………….
…….!
وإنا…. أيام كنت بقربه،
أضناني هجرا وعذابا ………
………
تبا لحب،
ادفع ضرائبه،
بحرائق القلب ..
و حرقة ألأعصاب ……..
………!
لن أكون قديسا في الحب
ولن أقدس الحب
مهما حاول ..
ومهما فعل ……!
لن تقنعني وصاياه العشرة …..
……….!
لأني أعرف ذاتِ،
لا تحب أذية للأخر،
كما لا أحب الأخر إن يؤذي ذاتي…………
………
….
سأمضي
سأمضي
سأمضي فما همني،
إن اغرز دبوسا
لتأشير
قبلة منك على خارطة خدي
لأتذكر محطتكِ
وإنا سأدفع الثمن .. بعد حين ..
ضرائب
تكلف عمري وقلبي ……
……….!
أبدا
لن أعود إليه
سأمضي قدما
لأغرز الدبوس
على كل خرائط العالم
مؤشرا عليها تأشيرات،
ألهو.. والعبث
والرقص .. والجنون
والشد .. والجذب
والاختصار على نهود أحلى النساء
في مدن الملاهي
سأدخلها
سافلا
لا أبالي
بما اترك خلف ظهري…..
……!
راقصا اغني …
غنيا بالعشق.. والنشوة .. و اللذة،
مع من تقاسمني،
الخمر .. والجنون لليلة .. ثم تمضي
كما إنا سأمضي،
إلى ليلة أخرى،
بأحضان امرأة أخرى،
لا تعرفني ولا اعرفها ……
………
نقاسم العشق والجنون
لهوا .. وعبثا
شدا .. وجذبا .. واختصارا…….
……….
وكما اتفقت
أتينا
أحيينا
ليلتنا بالطرب .. والشدو ..
نغنى ..
ونرقص …. ثم نمضي ……
……..

أضف تعليقك هنا

فواد الكنجي

كاتب عراقي