-ملحمة جلجامش السُّومرية، وانتصار توفيق بن زغيبط الباهر

الباحث الجزائري الجهبذ توفيق بن زغيبط وملحمة ملمحة جلجامش

-ما يحدثُ اليوم للباحث الجزائري الجهبذ توفيق بن زغيبط، يجعلني أغوص في أعماق التَّاريخ السومري لأستحضر “ملمحة جلجامش” الشَّهيرة والتي محورها ملك أورك أو الوركاء، وذلك في النَّص الأثري الذي يتكون من 12 لوحة طينية صلصالية والتي اكتشفت بالصدُّفة سنة 1853 بأحدِ المواقع الأثرية وهذا النَّص الأصلي منها يتواجد بمتحف لندن،هذا البطل الأسطوري الذي حاول الخلود والتَّخلص بالتالي من طبيعته الإنسانية باعتبار أنَّ والده كان من البشر وأمه من الآلهة، وبعد رحلة بحث وعناء طويلين يصل إلى العُشبة السَّحرية التي ستمنحه الخلود بعدما التقى اوتانبابشتم وزوجته،ولكن تلك العُشبة السحرية التهمتها أفعى في نهاية القصة،ليعود خالي الوفاض يجر أذيالَ الخيبة والهزيمة ولكن عندما عاد إلى موطنه ورأى السُّور العظيم الذي قد اكتمل تَشّْييده حول مملكته الكبيرة،أيقن بأنه سيبقى خالداً وإلى الأبد،وهذا ما حدث فعلا إذ أنَّ مخطوطته التي تحكى قصته قد وجدت بالمكتبة الشخصية لملك “الأشوري آشوربانيبال” بالعراق.

منتج فرنسي ظهر الآن في الأسواق بدل المنتج الوطني

-نفس الصورة ربما نستطيع إسقاطها على الباحث توفيق بن زغيبط الذي وجهت له تهمٌ كثيرة واتَّهمه البعض من مسئولين ورؤساء أحزاب ومعظم إعلامنا الفاسد بأنه مجرَّد عشَّاب ولا علاقة له بالبحث العلمي أو الطب أو العلوم التجريبية المخبرية لا من قريب ولا من بعيد، ليتم إيقاف منتوجه الصِّحي من طرف وزارة الصحة وبعد أيام قليلةٍ فقط ظهر في الأسواق الصَّيدلانية الطبية الوطنية منتوجٌ هو طبق الأصل و مسروقٌ عن اختراع السيِّد “توفيق زغيبط ” ولكنه بماركة فرنسية، وسط صمت إعلامي ورسمي مطبق ليتأكد ما قلته في مقالي الذي كتبته منذ مدَّة مدافعاً عنه وعن غيره من أبناء الجزائر الأفذاذ في مجال الطبِّ والبحث العلمي والذين رفعوا اسم الجزائر عالمياً،فالمؤامرة التي حيكت بليل في عاصمة الجنِّ والملائكة باريس وتورط في نسج خيوطها نفرٌ بل رهط من أبناء جلدتنا للأسف الشَّديد،تم فضحها والحمد لله،وتمّ بالتالي فكُّ شفرة هذا الهجوم الإعلامي والرسمي الغير مسبوق ضدَّ أي سياسي أو شخصية أو حتى دولة معادية لجزائر، فما بالك بشابٍّ جزائري ذنبه الوحيد أنَّه عبقري بكل ما تحمله الكلمة من معنى أراد أنْ ينفع بلده ومرضاه في المقال الأول.

– وجديرٌ بالذكر بأن ننوه بأنَّ هذا الهجوم الجبان. قادته قنواتٌ معروف ارتباطها بالماسونية،وتحاول في كل مرة تنفيذ أجنداتهاَ الخفية عن طريق تدمير النُّخب الوطنية وتشويه سمعتها،وكذلك نوعية برامجها وضيوفها التي هدفها الوحيد هو تجهيل الشَّعب الجزائري،وضرب أمنه ووعيه الوطني والقومي.

توفيق بن زغيبط هو رمز ألهم ألاف الشَّباب الجزائري

-ولانَّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملا،وكما حدث لبطل “ملحمة جلجامش” وعندما ظنَّ أعداء النجاح والمتآمرون ضدَّه بأنهم نجحوا في تحطيمه، قيَّض الله له رجالاً أحراراَ في بلد العثمانيين ليعلنوا عن تبنىِّ اختراعه ويساندوه ويؤكدوا بأنَّ هناك في عالمنا الإسلامي من يعرف قيمة عقولنا وأبناءنا الذين هجَّرناهم عمداً بسبب سياسات السُّلطة العرجاء والتي ترى في هؤلاء العباقرة، مصدر خطرٍ عليها وعلى عصبٍ معينة داخلها، ورغم الحملة الكبيرة التي شنَّها أعداء الجزائر في المقام الأول على دوائه أو مكمله الغذائي، لإسقاطه ومنع تداوله في الأسواق الطِّبية وهذا ما حدث.

ولكنَّهم فشلوا في تدميره كرمز ألهم ألاف الشَّباب الجزائري الذين وضع بعضهم صورته على بروفيلاتهم على مواقع التَّواصل الاجتماعي المُختلفة،لتنطلق حملة وطنية من هذه المواقع الاجتماعية لمطالبة بإنصافه وإعادة الاعتبار له،فشِل جلجامش في أنْ يصل إلى الخُلود كما كان يريده بمعناه الباراسيكولوجي المادي ،رغم كل ما قام به من أجلِ أن يبلغهُ، ولكن فاز توفيق بن زغيبط في معركة الخلود الأبدي،إذ أنَّ اسمه وما قام به من أجلِ الجزائر سيبقى تاريخاً خالداً سَتتنا قلهُ الأجيال جيلا عبر جيل،وبإذن الله سيأتي يوم تعيد له دولته الاعتبار،هذا طبعاً بعد أنْ يتولى دفَّتها السِّياسية رجالٌ يعرفون قيمة الرِّجال بالتَّأكيد.

 

أضف تعليقك هنا

عميرة أيسر

كاتب جزائري