من نحن ؟ – مقارنة طريقة ونتائج تطبيق الديمقراطية في الدول الغربية والدول العربية

منذ ان صرح ترامب تصريحه الاول اثناء اطلاق حملته الانتخابية بدات التوجسات والهواجس لدينا في المنطقة وبدا المحللون والمهللون والمبالغون والمطبلون يسعون في الارض كلاما وبلاغة وتحذيرا وتنظيرا فصار همنا وشغلنا الشاغل ماذا سيحدث ومع من نقف في تجل واضح لعقدة النقص التي ارخها وتحدث عنها ابن خلدون في مقدمته الشهيرة.

نسخة من الديمقراطية المستوردة والمشوهة  

هل صدر الينا الغرب الديمقراطية فعلا ؟ ان الاستقراء التاريخي يقول ان الغرب انما نقل الينا صورة مبتسرة للديمقراطية تكون فيه منقوصة مجزوءة على مقاس الغرب وحلفائه لا ما يناسبنا نحن وتقسم بلادنا حسب ما يفيد الغرب واتباعه من اذنابه الحاكمة.

ألا ترى الى قولهم عن سوريا المقبلة “سوريا المفيدة” فأنت وأنا وكل الشعوب لسنا إلا كماليات على عرض الدمقرطة الذي يمثل جزرة الاوهام المربوطة بعصا الاستعمار في كل الجوانب فكل طاغية يريد استمرار حكمه وسطوته يخطب ود الغرب ويغريه بإطلاق بعض الحريات الوهمية لبعض المطبلين ومن ثم ينخدع البعض بأننا نحيا في ظل ديمقراطية وارفة الحريات ودانية الثمار وعليه فان هناك شك في منتج الديمقراطي الغربي من ناحية الوجود من عدمه ومن ناحية الفاعلية والتطبيق من جهة اخرى.

مقارنة طريقة ونتائج تطبيق الديمقراطية في الدول الغربية والدول العربية ترامب وكلينتون تنافسا لخدمة الكل الامريكي، أما عندنا فالفائز يأخذ كل شيء والمهزوم مصيره السجن في الديمقراطية

متنافسان في الديمقراطية الغربية

اما من ناحية الوجود فان الذي بين ايدينا من اساليب الحكم والتعبير عن الرأي لا يجاوز نوعا من المعارك المحتدمة والهدف منها ليس الاقناع بل الاقصاء والإلغاء في حين اننا نتحدث عن تأثير فوز ترامب على منتجات الديمقراطية الغربية فانه من الجدير ذكره ان ترامب وكلينتون انما كانا يتنافسان لخدمة الكل الامريكي والفكرة الاستعمارية الامريكية على انها القوة المتنورة المتحررة الوحيدة في العلم وكل ما رأيناه من سباب وشتم وفضائح يذوي بعد فوز احد الخصمين وربما قبل المهزوم ان يكون ترسا في الة حكم الفائز دون أي تورع او تكبر او حتى شروط.

عدوان في الانتخابات العربية

في حين ان الامر عندنا جد مختلف فالأمر في الانتخابات امر حياة او موت والأخر شيطان حتى وان كان نبيا او ملكا كريما والهدف الانجازات الشخصية للمتنافس لا مصلحة الشعب ولا حتى الدائرة الضيقة الحزبية للمتنافس والمتمكن كالمقامر المتغول يأخذ كل شيء يأخذ الوطن والمواطن والمقدرات والانجازات والكواكب المجاورة والمنافس المهزوم هذا مظنة الالغاء والإقصاء والتهم جاهزة بدءا من الارهاب وانتهاء بخدمة الاجنبي والعمالة للواق واق.

فاعلية تطبيق الديمقراطية في العالم العربي

تدمير نتائج الديمقراطية في الجزائر

وأما من ناحية الفاعلية والتطبيق فالواقع يقول ان الديمقراطية مطبقة بين من يروجون لها فقط وبالقدر اليسير الذي يوافق مزاج طغاة الحكم في وطننا العربي والإسلامي، فمثلا هناك عدة تجارب تقول ان صندوق الاقتراع عندنا ليس إلا خلسة تاريخية لا يمكن ان تتكرر إلا في قصائد تمجيد الزعيم المنقلب بدءا من الجزائر في نهاية القرن المنصرم وكيف تدخلت ام الديمقراطية والمبادئ الثورية الليبرالية فرنسا لإلغاء نتائج الانتخابات.

تدمير نتائج الديمقراطية في فلسطين

ومن بعد كيف لعبت دورا قميئا في اشعال حرب اهلية شرسة والمنكر مكابر ونثني بتجربة الانتخابات البرلمانية التي جرت في فلسطين المحتلة قبل عقد من الزمان حيث قامت عرابة الدمقرطة في المنطقة امريكا وبالتعاون مع متخلفي الاعتدال العربي والرباعية الدولية بوضع شروط سياسية وأمدت فريقا ما بالعتاد والسلاح لإلغاء الحركة التي فازت عن الوجود لا من نتائج الانتخابات ونثلث بالتجربة المصرية الانتخابية الحرة الاولى منذ فرعون وهامان حيث قام الغرب كاملا بمنح الغبي المنقلب كل الغطاء ووضع الشروط حتى لكيفية الانتخابات القادمة وذهبت كل الصيحات والتضحيات مذهب الريح وكل السابق عن التدخل السافر للغرب في صياغة كيانات ديمقراطية توافق هواه في المنطقة وعندما حاول بعض العرب انقاذ اليمن وقدم مبادرة قبل عام تقريبا كانت الشروط تعطي المنقلب فرصة وكيانا وحكما وتحجم وتقلص دور جهة ما لان الاعراب لا يردونها في المنطقة فماذا يمكن القول عن النتيجة العربية عن استهلاك المنتج المشوه الغربي ؟

ان المتابع للصورة الكاملة يرى انه ليس هناك في المنطقة أي صورة من صور الديمقراطية فالأصل في المسالة كلها ان نتوقف عن ترويج التبعية للغرب فلو نالت قضايانا الخاصة اهتماما كما ترامب وانتخابات امريكا لكنا الان ربما في نهاية ترسيخ الحلول الشريفة المنصفة للناس والشعوب حتى الاعلام الذي كنا وما زلنا على مضض نأمل به خيرا اذهب وقت الامة هدرا في متابعة من يفوز ومن يحكم لدى الغرب في حين يقوم الاعلام نفسه بتكريس حكم الطغاة في المنطقة وهذا لعمرك في القياس بديع.

وعليه لن تتأثر المنطقة سواء حكم ترامب او جدته او عمة ابيه لأننا الى وان بصورة نسبية امة تابعة والحر فيها مطارد طريد ومن يروج لخزعبلات الواقع المرير يقول ان متابعة امور امريكا نوع من السياسة والكياسة والفطنة وتتمثل هذه الفطنة في تصريحات العرب المناهضة والمحذرة من ترامب قبل فوزه ومن ثم التهليل والتطبيل والمباركات والتهاني بعد فوزه بثانية فعليه سيكون هناك جواب لسؤالكم عندما يكون لدينا ديمقراطية تليق بنا دون فرض او اجتزاء او شروط.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

مروان محمد ابو فارة

مهتم بالحالة الفكرية للأمة
أبلغ من العمر 35 عاما
أمضيت في سجون المحتل الصهيوني عشرة أعوام
أحمل شهادة البكالوريوس في المهن الصحية تخصص تمريض
من فلسطين المحتلة