ليكن التفاؤل بقدر الإمكانات في الدول العربية

أحمد الله وأستعين به،،،
التفاؤل نعمة جميلة، وأن نكون متفائلين فإننا ننعم بالسعادة والراحة والهناء. التفاؤل مهم لكل من لديه طموح في الوصول للقمة، وجميل لمن أراد أن يخفي آلامه. التفاؤل يوجد لك الخير، (تفاءلوا بالخير تجدوه).

التفاؤل والأمل

والأمل هو ما نعيش به، فنأمل من الله المغفرة والرحمة والرزق وكل خير ونسأله سبحانه ذلك ليل نهار، ونأمل أن تكون خاتمتنا في الدنيا حسنة، ونأمل السعادة لأنفسنا ومن حولنا، ونأمل لمن حولنا بكل خير، نأمل أن تكون أفعاله حسنة، وصداقته حسنه، وقرابته حسنة، وتعامله مع الناس بالحسنى.

ولكننا كثيراً ما نطغى بآمالنا وتفاؤلنا فوق الإمكانات والقدرات، فالأشخاص لديهم صفات قد لا تساعدهم فيما نرغب فيه، وقد تكون الإمكانات لديهم غير متوفرة، وقد تكون القدرات ضعيفة، وهكذا الناس والمجتمعات والدول.

التفاؤل بالأشخاص

هناك من يتفاءل في شخص معين ويعلق الآمال بعد الله عليه في أمرٍ ما ثم لا يكون منه ما يحقق ذلك الأمل، فإذا تحققنا في ذلك الشخص وجدنا أن الأمل المعقود فيه لا يتفق وصفاته الشخصية أو أن ذلك الأمر فوق قدراته وإمكاناته.

التفاؤل بدول معينة

وكذا في الدول، فمما يجري من أحداث وهجمات شرسة على بلداننا العربية والشعوب الإسلامية، تجد كثيراً من المسلمين من عقد آماله في بلدانٍ معينة لحل مشاكل وقضايا البلاد العربية والإسلامية، إما لأنه أخذ في اعتباره القوة الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية.

ولكن هل فعلاً الإمكانات بقدر الآمال والتوقعات؟!.

صحيح أن بعض الدول العربية تملك اقتصاداً قوياً مقارنة بكثيرٍ من الدول الأخرى، ولكن لا تجد دولة عربية متنوعة في اقتصادها ووصلت للمستوى المأمول، والقوة العسكرية للدول العربية لا يؤهلها لمصاف الدول الكبرى والقدرة لاتخاذ قرارات لمواجهة أو صد عدوان تلك الدول أو هجماتها ، أما التأثير السياسي فهو بيد صاحب القوة العسكرية أولاً والقوة الاقتصادية ثانياً، وهذا ما ليس لدى دولنا العربية.

نحن لم نتوحد في شيء يحدونا للتفاؤل 

وقد يقول قائل: لو تحالفت الدول العربية أو بعضها لشكلت قوةً ضد المخاطر والتهديدات والهجمات والمؤامرات التي تحاك ضد الدول العربية، فأقول له نعم، ولكن الدول العربية لم تتقدم بخطى جديرة كتصنيع السلاح وتنوع الاقتصاد والاهتمام بالطاقة النووية مثلاً. كما أنها لم تتفق على مصالح اقتصادية فيما بينها كي تتفق في تعاونها العسكري أو علاقاتها الخارجية بالدول الأخرى. فكل دولة ترى أصدقاءها وأعداءها بمنظورها ومصالحها لا بمنظور إسلامي موحد ولا بمنظور عربي مشترك منذ نشأة جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي على الرغم من أن الدين واحد والمذهب واحد واللغة واحدة والعادات العربية واحدة، إلا أننا لم نتوحد في شيء يحدونا للتفاؤل بمستقبلٍ باهرٍ يربطنا ويقوينا.

التحالف العربي

وقد يتضح ذلك إذا نظرنا لما قام به خادم الحرمين الشريفين من تحالفٍ إسلامي ضد الإرهاب، ومن تحالف عربي في عاصفة الحزم، وكيف أن التوقعات لم تكن حسب الآمال، فهناك من شارك ودعم، وهناك من حايد أو اعتذر، وهناك من تخلف وخالف.

الوضع السوري

وكذا في الوضع السوري، حيث اختلف رأي بعض الدول بشأن النظام السوري فهناك من دعم طاغيته ولم يولي لما قامت به السعودية أية أهمية في جهودها لتوحيد صفوف المعارضة ودعمهم مالياً وسياسياً وعسكرياً، وكذلك اختلاف الرأي بشأن ليبيا والعراق ولبنان، فكيف إذا علمنا بأن التوجهات العربية غير واحدة، والعدو غير واحد بالنسبة لهم؟!.

لذلك فلتكن توقعاتنا وآمالنا سواءً في الأشخاص أو المجتمعات أو الدول وفق الإمكانات والقدرات، فترتاح أنفسنا ونصيب في حكمنا ونعدل في أمرنا وأمر غيرنا.

فيديو ليكن التفاؤل بقدر الإمكانات الموجودة في الدول العربية

أضف تعليقك هنا

علي سعيد آل عامر

متخصص في إدارة الموارد البشرية