بقدر أفعالك يكون العتب

أحمد الله وأستعين به،،،

رد صنيع المعروف بإحسان

الكرم والعطاء وقضاء الحوائج من أجمل الصفات عند البعض، وأثرها جميلٌ عند الناس، وبالتالي فمنهم من يرد صنيع المعروف بإحسان، ومنهم من يذكر ذلك الفاعل بالخير، ومنهم من يدعو له في الخفاء ومنهم من يتمنى رد الفعل له بالأفضل فإما لعدم القدرة أو ينتظر الحين المناسب للرد.

ولكن النية لها دور كبير في الفعل والرد، فمن أعطى وأكرم وقضى حوائج الناس يبتغي بذلك الأجر من الله لا من الناس، فإن الله سبحانه وتعالى يقضي له الحوائج ويكرمه ويعطيه ويدفع عنه الشر والبلاء. أما من ابتغى السمعة، وراءى في عمله، فإنه ولو اكتسب شيئاَ من السمعة، فإنه غالباً ما ينتظر ردود أفعاله، وغالباً ما تكون بعكس ما يتمناه. لأن الرياء نتائجه وخيمة، ولا يمكن أن يكون للرياء نتائج حسنة.

وفي وقتنا الحالي، نستمع لأحدهم وهو ينتقد الناس ويغضب منهم ويسيء لهم، ويسرد أفعاله الخيرة تجاههم وبأنهم تجاهلوه أو لم يردوا أفعاله الطيبة بمثلها.

كما أننا نسمع عن آخر، وهو يلوم الغير ابتداء بأقاربه وأصدقائه ومروراً بكل معارفه، بأنهم لم يدعموه ولم يشاركوه في فرح أو حزن وشدة، وعندما نتبين ونستفسر عن هذا الأمر، نجد أنه لم يقدم شيئاً من المعروف لمن غضب منهم، وينتقدهم لعدم مبادرتهم بالمعروف له.

الرياء والسمعةالبعض يرد صنيع المعروف بإحسان، ومنهم من يذكر ذلك الفاعل بالخير، ومنهم من يدعو له بالخفاء ومنهم من لا يملك القدرة للرد.

لماذا هذه الأفعال؟! فبقدر أفعالك يكون العتب، فأنت يا من فعلت معروفاً تبتغي الرد من الناس وفعلت ليقال أنك فعلت، وأردت بذلك الرياء والسمعة، فإن الله يجازيك بنيتك فلا تشعر بالسعادة والرضا سواءً ردوا لك المعروف أم لا، وأنت يا من لم يقدم شيئاً للناس ويرى أن الواجب عليهم، ويمناك لم تعتد على العطاء وفي المثل: (يمناك وما قدمت)، فلا تعتب على الناس إلا بحسب ما قدمت لهم. وتذكر أن من عمل الخير لأحد بغية الرد ليس كمن فعل الخير وهو (لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا). فذلك على حق، وسيكرمه الله سبحانه.

ليكن الغضب على من جحد فعلك وأنكر فضلك وأساء لك، وعلى من فعلت الخير له ولم يقف معك بلا عذرٍ يمنعه ولا عتبٍ يسبقه، وليكن ذلك العتب دليل محبةٍ ومودة، وأنك لم تكن تنتظر منه ردوداً وتعتقد أنه الواجب عليه.

لا تجعل عتبك على قريبٍ لم تقدم له شيئاً، أو على قريبٍ قدمت له وكان واجباً عليك لا عليه.

لا تجعل العتب ملازماً لك

لا تجعل العتب ملازماً لك، فخير من يفعل الخير هو من لا يريد الجزاء والشكر على أفعاله، ولتجعل أعمالك لله فيجازيك بها الله بأفضل خيرٍ في الدنيا والآخرة.

هذه الظاهرة تسيء لك، فعندما يرون منك عتباً وراء عتب، فإنهم من حولك يتنافرون، ثم لا تجد من يقبل أفعالك خوفاً من عتابك.

كن من أهل الخير، واصبر ولو رأيت تخاذلاً أو جحوداً، فلربما عوضك الله بخير، ولربما كان من ستعتب عليه يمر بضائقةٍ فلا ينسى إذا أفرجها الله عليه صنيع فعلك وجميل خلقك وطول صبرك فيفعل لك أو يحسن ذكرك ويدعو لك.

فيديو

أضف تعليقك هنا

علي سعيد آل عامر

متخصص في إدارة الموارد البشرية