“ترامب” كلنا من ادم..وآدم من “تراب”

بِسْم الله الرحمن الرحيم

تحية طيبة وبعد…

ترامب والبالون الكبير الذي سينفجر:

هي الحقيقة التي يتخوف منها المجتمع الدولي اجمع فالرجل متهور بعض الشئ وسيدهور أمريكا في أتون صراع داخلي مع الأقليات والعرقيات وستدخل الولايات لمتحدة في مشاكل داخلية قانونية ومحاكمات قضائية اضافة لبعض المشاكل التي سيجرها ترامب على ادارته من بعض التصرفات الرعناء و ربما يدخل الولايات المتحدة حربا مع الدول المارقة ايران وكورياش وربما روسيا وهذا ما يجعلنا نفهم بان ترامب ليس في محل ثقة بعض الأمريكيين ولا ثقة المجتمع الدولي سيحول أمريكا الى تراب بفضل مغامرته التي لن تكون محسوبة فطاقمه وجهان لعملة واحدة الكراهية للاقليات ولشعوب بعض الدول عنصرية من الدرجة الاولى وهي التي ستقضي على بلاد العم سام التي ترهلت طوال السنين الماضية وتضخم الفيل وكبر واصبح غير قادر على القتال والحرب كما كان في عز شبابه وعنفوانه أمريكا اشبه ببالون ظل طوال السنين الماضية ينتفخ وينتفخ الى وصل للحد الأقصى من حجمه ولابد ان ينفجر هذا البالون مهما كانت قوته وقوة المادة المصنعة منه هذا البالون.

ترامب والشرق الأوسط:

المتابع لتصريحات ترامب المستفزة للعرب والمسلمين وحديثه بنقل السفارة الامريكية للقدس يذكرنا بجيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا قبل قرن من الزمان والوعد الذي وعده في عام 1917 بقيام الدولة الصهيونية وهو مايعطي العرب جرعة أمل كبيرة وتحذير والاستعداد العربي بأن لا مجال لأحلام اليهود في المنطقة مهما كانت المعطيات والوعود فالعالم اليوم على دراية كاملة بالحق الفلسطيني بأرضه ووطنه قرن يمر والمنطقة في لهيب مستعر من أزمة لازمة ومن حرب لحرب لم تهدأ أبدا لم يمضي عقد من الزمن الا وهنالك أزمة وحرب منذ وعد بلفور المشوؤم عام 1917 حيث لم يمضي عقد الا وكان هنالك زلازل مدمر 1927 ولم يمضي عقد إخرا الا وهنالك الثورة العربية الكبرى 1936 وهكذا دواليك 1947 مشروع تقسيم وقيام الدولة الصهيونية وعقد اخر 1956 يأتينا بالعدوان الثلاثي على مصر ولا يمر عقد الا وتأتي نكسة حزيران 1967 وهكذا أزمات وحروب حتى 1978 اتفاقية كامل ديفيد وتحييد مصر عن عمقها العربي و1988 وضع حد للحرب العراقية الإيرانية التي انهكت دول المنطقة ثم جأءت الازمة المالية العالمية 1998 وتلتها متوالية سريعة من سقوط بغداد 2003 الى أزمات وصراعات في عدة بلدان عربية لتسقط أنظمة فيما سمي بثورة الربيعزالعربي الذي اكل الأخضر واليابس في أماكن عديدة من وطننا العربي الكبير وهو ما يمهد لخارطة طريق مسدودة من كل الجوانب وسيستمر هذا السيناريو الذي لا يريد مخرجه الفاشل إنهاءه الا بعد حدوث ما يريدوا من تقسيم وتقزيم واضعاف لدول المنطقة اكثر مما هي فيه الان من ضعف وعجز كلي عن مسمى دولة مستقلة .

ترامب والأقليات :

منذ الوهلة الاولى ومن وقت مبكّر للحملة الانتخابية ظل دونالد ترامب يَصْب جام غضبه على الأقليات والعرقيات مهددا تارة بطردهم من أميركا وتارة بمنع دخولهم عبر الحدود ويتناسى ترامب الرجل الاعمال ان سبب هجرة الملايين من كافة العالم هو الفقر والجوع والمعيشة الضنكة في بلدانهم والتي ((الولايات المتحدة احد اهم اسبابها بسبب سياساتها الداعمة والراعية للفسدة والمفسدين في معظم حكومات دول العالم ))التي تضطهد شعوبها وتنهبها وتسرق ثروات شعوبها وتودع هذه الأموال في بنوك الغرب تحت حماية أمريكا والغرب .
حكومات يشوبها الفساد تقع في ظل حماية القوانين الغربية يسمح لها بإيداع المليارات من ثروات شعوب هذه الاقليات العرقية (اللاتينية والهندية والصينية والايرانية والعربية )التي لجأت للولايات المتحدة طلبا للقمة العيش بكرامة وحرية وامان .

الولايات المتحدة تحارب الاٍرهاب في كل مكان ولكن لماذا لاتريد ان تفهم ، ما هو سبب الاٍرهاب انه الفقر والجوع والبطالة وما أسباب الفقر انه الفساد ونهب المسؤلين لثروات شعوبهم في معظم الدول النامية .

وإذا كان ترامب جادا في سياساته اتجاه الاقليات فأنه لابد من مساعدة هذه الأقليات في العودة لبلدان اكثر ديمقراطية وحرية وأمن وامان وحياة معيشية خالية من الفسدة والمفسدين والذي يجب على الولايات السعي لاستصدار قانون دولي لإنشاء هيئة دولية لمكافحة الفساد في العالم بحيث تتم متابعة ارصدة كافة السياسيين والعابثين في ثروات شعوبهم حينها سيترك ملايين الوافدين غربتهم في الولايات المتحدة
نشر السلام ووقف النزاعات والحروب حينها سيتخلى مالا يقل عن 10 مليون وافد عن أميركا ليعود لوطنه الام
حينها نستطيع احترام الرئيس ترامب ونرفع له القبعة والتصفيق له .

ترامب والعداء التاريخي الامريكي الروسي :

حال الروس عنوانه المثل الروسي الشهير تصادق مع الذئاب على ان بكون سيفك مستعدا

فالروس لم ينسوا يوما ان الولايات المتحدة هي السبب الرئيس في انهيار الاتحاد السوفيتي وان الأمريكان لا يعرفوا شيئا اسمه صديق بقدر المصلحة أساس علاقتها مع كافة دول العالم.

وما مغازلة بوتين المتكررة لترامب الا دليل على رغبة في تقليص دور أوروبا عالميا يعتقد الروس والامريكان اليوم ان ما فشل به الألمان إبان الحرب العالمية الثانية بقوتها وترسانتها العسكرية الضخمة من احتلال أوروبا استطاعت ألمانيا اليوم وبقوتها الاقتصادية ان تحققه بتوحيد أوروبا وجعل ألمانيا مركزا لهذا الثقل الأوربي والذي يزعج روسيا باستمرار وهو ما ازعج الولايات المتحدة التي بدأت تتخوف من هذا الاتحاد الذي اضحى اكبر منافس للولايات المتحدة ومهددا تفوق ألأمريكان اقتصاديا تكنولوجيا وصناعيا وتقنيا

وما تهديد بوتين المبطن لرئيس فرنسا لساركوزي بالتوقف عن معاداة روسيا والوقوف حجر عثرة امام روسيا في الملف السوري الا دليل على هذا الصراع الخفي.

ترامب وأوروبا :

والادهى اليوم الخلاف الفرنسي الامريكي بسبب الملف الفلسطيني ورغبة ترامب بنقل السفارة للقدس جعل الأمريكان يمتعضون من الدور الفرنسي والاوروبي عامة وحتى ألمانيا. سجلت موقف قوي جدا ضد بعض قرارات ترامب المتهورة ضد الاقلياتر وهو دليل على شرخ في العلاقات بين الأقطاب الثلاثة روسيا من جهة ودغدغتها للامريكان للوقوف الى جانب بعض في الكثير من القضايا الدولية والتحالف ضد سياسات أوروبا المخالفة لرغبات القطبين الروسي والأمريكي خصوصا في ملفات الشرق الأوسط بالمقابل تضغط روسيا على جارتها الصين لوقف دعمها لكورياش وابتزازها بملف الصين الوطنية(تايبيه) والتي استفز بها الرئيس الامريكي ترامب الحكومة الصينية عندما بعث برقية تهنئة لرئيس تايوان.

ترامب والاقتصاد المديون على الدوام من عقود:

رغم أن الاقتصاد الأميركي هو الأكبر عالميا من حيث حجم الناتج المحلي الاجمالي والأكثر تقدما تكنولوجيا إلا أنه فقد في عام 2014 صدارته لقائمة أكبر اقتصادات العالم تبعا للقدرة الشرائية لفائدة الصين .

.ويمثل الاقتصاد الأميركي اليوم 17% من إجمالي حجم الاقتصاد العالمي،بعدما كان يمثل 45% في السبعينيات وتراجع ليصبح 25%فترة التسعينيات الى ان وصل اليوم 17%. ويهيمن الدولار على سوق المعاملات الدولية ويشكل الجزء الأكبر من الاحتياطيات النقدية لدول العالم، كما أن بعض الدول تتخذ من الدولار عملة احتياط..

ومن الصعب التخيل أن إجمالى الدين العام الأمريكى تقريباً هو ( 19 تريليون دولار ) مع العلم أن إجمالى الناتج المحلى الأمريكى لمدة عام هو ( 19.400 تريليون دولار فقط ) أى أن كل ما تنتجه الولايات المتحدة من سلع و خدمات خلال عام كامل بالكاد يكفى لسداد ديونها .

((…واليوم بكل تأكيد اصبحت الولايات المتحدة تمثل مشكلة بالنسبة للعالم، بعد أن كان العالم يرى انها تقدم الحل لمشاكله، وتضمن الحرية السياسية والنظام الاقتصادي خلال نصف قرن مضى، ليتغير الحال فقد بدأت تظهر كعامل فوضى تستفز دولاً كالصين وروسيا وإيران وتفرض على العالم الاعتراف بأن هناك دولاً تمثل محوراً للشر، وتضع حلفاءها باستمرار في موقف حرج باستهدافها الدول المجاورة لهم التي لهم فيها مصالح حيوية كاليابانيين والأوربيين وحتى الخليجيين.‏..))، فما الذي يجري للاقتصاد الامريكي؟ وهل يمكن لاقتصاد اكبر دولة في مواردها وأمكاناتها أن تجد نفسها في لحظات تعيش كارثة اقتصادية؟ وما هو السبب الغير معلن في أستنزاف الاقتصاد الامريكي.

ويبقى السؤال كيف يجب ان تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع اشكالية الدين .

أغلب حكومات العالم مديونة لشعوبها وأغلب هذه الدول الغير منتجة لا تجد ما تنفقه على شعوبها و بالتالى فهى تقترض من الشعب للإنفاق عليه

والدول المقرضة احيانا لا تقرض من فائض بل تقرض من أساس رأس مالها بمعنى أنه مبلغ مستثمر و أن فوائد هذا القرض يتم إنفاقه على الشعب واحتياجاته فدولة كالصين ( بمفردها تدين أمريكا باكثر من تريليون وربع دولار ) و تهدد أمريكا باستمرار كل لحظة و تهدد بإسترداد أموالها لديها كلما تكلمت عن تقييم الصين لعملتها ” اليوان ” بأقل من قيمتها مما يمكنها من التصدير لأغلب دول العالم و على رأسهم أمريكا

وهنا يتضح لنا جليا بعض ملامح الضعف في الإقتصاد الأمريكى و أنه بالون كبير أوشك على الانفجار بالون صنعه مقرضينه و على رأسهم الصين و اليابان وألمانيا و…الخ

لذا رأينا ترامب منذ الوهلة الاولى لحملاته الانتخابية يتحدث بإسهاب عن ضرورة ان يدفع. حلفاءها وأصدقاءها في العالم مقابل الحماية جزء من ثرواتهم ودخلهم السنوي سواء حلفاءها الغربيين كألمانيا وإيرلندا وتركيا وحتى بريطانيا وحلفاءها في شرق اسيا اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وربما دول الخليج والعراق ليسوابعيدين عن ضرورة دفع جزء من دخلهم السنوي للامريكان مقابل الامن والحماية الامريكية.

ترامب والمخزون الاستراتيجي من أسلحة الدمار:

وهذه لفته خارج سياق الموضوع لكن اعتقد انها لابد من تسليط الضوء عليها ولو بالإشارة فقط:

فامريكا تقع على مخزون هائل وضخم من الأسلحة الانشطارية والنووية والذرية كفيلة لوحدها بجعل العالم يعود للعصور الحجري فكيف بالولايات المتحدة التي تحتفظ بمثل هذه الأسلحة في مخابئ سرية تحت الارضمنتشرة في معظم الولايات الامريكية ومهما كانت هذه المخابئ آمنة وعلى درجة عالية من الأمان والسرية والاستعداد وان الحكومة الامريكية مستندة ومتخذي كافة الاحتياطات الا ان هذا لا يمنع من اي نوع من الاختراق والقرصنة في ظل هذا التطور العلمي والتقني في العالم والابداع وما قضية اختراق الروس وقرصنتهم الا خير دليل على ذلك
كما تحيط بالولايات المتحدة الكثير من الحزم والمدارات الطبيعية والاعاصير والزلازل والبراكين.

فالإنهيار الامريكي امر طبيعي وهو قادم بلا شك فقد انهارت إمبراطوريات ودوّل كانت عظمى على مدى التاريخ ومرت بضعف ثم قوة ثم ضعف وانهيار واليوم في الدرك الأسفل و لكن يبقى الإختلاف فى الفترة الزمنية فقط هى قاعدة الهية و دوام الحال من المحال و الولايات المتحدة دولة كما باقي الدول مرت بمرحلة قوة ولابد ان تعرف مرحلة الضعف والانهيار .

 

أضف تعليقك هنا