كثيراً ما تسعى لتحقيق أمنيات بطولية تحلم بها، ترضيك وترضي رغباتك، إنه شيء جميل .. لكن المعضلة كلها تكمن حين تقرر أن على الجميع القيام بما تسعى إليه، وانشغال الأمة البشرية به، وإلا كانوا جهلاء وأنت فقط العاقل والمدرك لِما تقوم به.
نوع آخر من الجور، أن تُشعر غيرك أنك المثقف العالم، لمجرد أنه لا يقوم بما تقوم به.. أو تضطره لتبجيلك ومدحك لتجعل من نفسك إنسان صنم. وبهذا تكون قد شوهت صورة الإنسان وكانت كارثة هذا الكوكب، ولو لا اختيار البعض الآخر لمسارات أخرى لما كُتبت لك الحياة.
إننا في حاجة لأن يقف كل منا أمام دوره ويتمّهُ على أكمل وجه، وأن لا نكون سعداء فقط بهذا الدور، بل الإبداع والتطوير فيه، وأن نحترم أدوار الآخرين فلا نبخس حق أحد ولا نستهن بعمل أحد.
أثناء كتابتي هذه الكلمات.. أنطفأ نور الغرفة، ولم يكن موعد انقطاع الكهرباء في منطقتنا.. صرخت في البيت.. هممت بتمزيق ما كتبت من الغيظ..
دهشت وتوجهت نحو فيشة الكهرباء.. تحسست الحائط.. لم أجد الكشاف.. وكان مكانه المعتاد للشحن.. خُيّل إليّ أني أحلم.. (انقطاع الكهرباء في غير موعدها، اختفاء الكشاف من مكانه الذي أعتاد عليه منذ سنوات.!) أين ذهب الكشاف؟! أين ذهب الكشاف؟! فهو لم يبرح مكانه.. ولم تتغير وظيفته في الإنارة التي يقوم بها يومياً ..
ليس سلوكك هو المعيار الذي يجب أن تسير عليه الإنسانية، وأن اهتماماتك هي التي يجب أن ينشغل بها الجنس البشري قط!!