حب صدّام أثار الصدام – ٩ نقاط مهمة في نقد وتقدير صدام حسين

حفظ الفضل لأهله

أحمد الله وأستعين به،
من الحسنى أن لا ننسى فضائل حاكمٍ أو عالمٍ أفاد الأمة أو جزء منها، وهذه صفة عربية أصيلة، وفضيلة دينية، فلسنا بأمةٍ تجحد الفضائل أو تنكر المعروف أو تذم جميل الخصال.

لا زالت بعض الشخصيات العربية التي افتقدناها في ذاكرة الكثير منا، من حكام وعلماء ودعاة وأدباء وتنعم سيرتهم بالحسنى لدى محبيهم، ويستشهد بهم في الأحاديث ويضرب بهم الأمثال، ويروى عنهم مقولاتهم وأفعالهم، وقد نخترع روايات تمجيدية لم تحدث منهم أو لهم.

من هذه الشخصيات، التي تحظى بكثير من الشهرة والمحبة والتمجيد، الرئيس العراقي “صدام حسين” ولم تكن محبته مقتصرة على أهل بلاده، بل في غالب البلدان العربية.

وكما أن هذه الشخصية قد حظيت بالمحبة من الكثير، فهناك العكس ممن يجرمه ويذمه ويكرهه ويحقد عليه، سواءً من أهل بلاده أو من باقي الشعوب العربية.

تسع نقاط مهمة عن صدام حسين لستُ بذاك المحب لصدام حسين ولا بالكاره له، وتاليا ٩ نقاط مهمة في تقييمه

ولستُ هنا لأسرد سيرته وأكتب تاريخه، بل لأنقد وأنصح وأنوه، وقد جعلتها كنقاط، فلستُ بذاك المحب له ولا بالكاره، ولكني أسأل الله أن أكون محقاً بلغ كلمة حق، وأسأله المغفرة إن أخطأت، وهي كالتالي:

١- خاتمة صدام حسين

كان الرئيس صدام حسين “رحمه الله” وهنا أترحم عليه لأنه اتضح للناس أن خاتمته كانت “لا إله إلا الله” وهناك من الأحاديث النبوية لرسولنا صلى الله عليه وسلم ما تدل على أنها خاتمة حسنة لمن قالها. فنسأل الله له الرحمة والمغفرة ولو اختلفنا في محبته أو نتائج أفعاله.

٢- توجهات صدام حسين

كان الرئيس صدام قومياً عربياً لا يهتم لأمر الدين ولا للأمة الإسلامية، بل للعروبة مهما اختلفت أديانهم ومذاهبهم، وهنا يختلف معه الكثير، وتلك القومية فيه لم تفد الإسلام شيئاً، ولم تدفع البلاء عن الأمة أو ترفعه عنها

٣- المظاهر الدينية

كان الرئيس صدام ضد المظاهر الدينية في بلاده، فكان أهل السنة يعاني كما يعاني الروافض، وكان ضد الأعراق الأخرى كالكرد والتركمان، لأنه وضع جل همه القومية وحزبه البعثي وحكمه الثوري.

٤- الفرس وصدام حسين

كان الرئيس صدام بقوميته العربية يكره “الفرس” ويعلم مآربهم ويحذر أفعالهم، وبادرهم في أطماعهم بحربٍ شرسة لسنواتٍ عدة، ودعمه دول الخليج العربي مالياً وسياسياً، وقد أفاد الأمة الإسلامية رغم أن هدفه القومية العربية، فأصبح السور المنيع للشرق العربي من أطماع الفرس، وهنا زادت محبته وتغنى الكثير من العرب بأفعاله وبدأ المدح والتمجيد له.

٥- العرب وصدام حسين

تلك القومية في الرئيس صدام أنتجت عدلاً جزئياً وبسيطاً بين شعبه، فأحبه القوميون العرب، وأحبه كل من كان يهمه الأمر العربي بغض النظر عن الشأن الإسلامي في البلدان العربية، وكانت تعقد عليه الآمال بتحرير فلسطين ليس كدولة إسلامية إنما لأنها بلدٌ عربي محتل، ولأنه قوى جيشه حتى أصبح في المراتب الأولى عالمياً في القوة البرية.

٦- العظمة والطمع عند صدام حسين

وهنا أخطأ الرئيس صدام، فبعد حربه مع الفرس وانتصاره كما ذكر، أخذته العظمة والطمع فقرر بلا تخطيط وبموافقة ومباركة بعض الدول ظاهرياً وباطنياً لغزو الكويت والاستيلاء عليها، وعلى موارد النفط في الجهة الشرقية من الجزيرة العربية. فكانت تلك الفكرة بداية سقوطه.

٧- ثأر إيران

وهنا بدأت إيران بالثأر وساعدها عملاءها من الروافض في العراق للاحتلال الأمريكي لأقوى بلد عربي، ولم يكن للعراق في ذلك عوين من إخوانه العرب، فسقط العراق منذ ذلك الحين بأيدي الروافض وبدأ التنكيل بأهل السنة.

٨- شجاعة صدام حسين

اتصف الرئيس صدام بالشجاعة وحبه للعرب، ولأننا نحب الأصالة العربية ونحب صفة الشجاعة، فقد أصبح الكثير من العرب يتغنى به ويمجده، كما أنه لأخطائه في غزو الكويت وعدم إقامة الشريعة في بلاده وعدم اهتمامه بالدين وأهله وإلجامه للعلماء والدعاة، فتجد الكثير منهم من كرهه وحقد عليه وأساء لكل محب له.

٩- بالإجمال عن صدام حسين

لو عدلنا لقلنا بأن الرئيس صدام رجل شجاع عربي أصيل، ولن ننسى بأنه ثوري قومي مستبد طامع، وهنا سيكون الحكم عليه أقرب للصحة وأوضح للرؤية، وقد يتفق معي البعض ويختلف معي البعض الآخر

لتكن محبتنا بصدق، وليكن حكمنا صحيح، قولوا لكل من أحسن أحسنت، ولمن أساء أسأت، ولا تمجدوا من طغى، ولا تجحدوا فضلاً قد مضى، (ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).

فيديو مقال صدام حسين

أضف تعليقك هنا

علي سعيد آل عامر

متخصص في إدارة الموارد البشرية