إرهاب الشوارع وغياب التوعية – حوادث المرور في السعودية

إن مجرد الخروج اليوم في جولة قصيرة في أحد شوارعنا المكتظة بالسيارات يعكس لنا مدى حجم الإرهاب الحقيقي الذي نعيشه صباح مساء ، اليوم نعيش إرهاب شوارع حقيقي لا يقل فتكاً – بل ويتجاوز – حوادث الإرهاب المسلح وضحايا الحروب، وإن مجرد النظر في بعض الارقام والإحصائيات يعكس لنا مدى حجم الكارثة التي نعيشها دون أي تحرك جاد للحد منها.

إحصائيات عدد حوادث السيارات في السعودية

ففي العام 2015 بلغ عدد الحوادث في منطقة الرياض وحدها 147,568 حادثاً أسفرت عن 2,803 حالات إصابة و 858 وفاة ، اما منطقة مكة المكرمة فقد بلغ عدد الحوادث بها 126,537 حادث نتج عنها 12,237 إصابة و 2,149 حالة وفاة !!

وفي منطقة المدينة المنورة بلغ عدد الحوادث 19,058 حادث تسببت في 4,177 إصابة و 716 وفاة .

بقية المناطق لا تقل فاجعتها عن المناطق سابقة الذكر وإجمالي حوادث العام 2015 في عموم المناطق ككل بلغ 518795 حادث اسفرت عن 36302 إصابة و 8063 حالة وفاة ؟! (مصدر الارقام السابقة هو موقع الهيئة العامة للإحصاء )

8063 اب وام وابن واخ وزوجه وقريب وصديق فقدناهم خلال العام 2015 بسبب إرهاب الشوارع ، الاف الاسر فجعت خلال العام 2015 والاف الاصابات والاعاقات والسبب إرهاب الشوارع .

مقارنة عدد ضحايا حوادث السير مع عدد ضحايا حوادث الإرهاب في المنطقة

في الوقت الذي فقدنا فيه اكثر من 8000 نفس بشرية بسبب حوادث السير فإن ضحايا الإرهاب المسلح في العراق خلال العام 2014 ( وهو يعد البلد الذي سجل اعلى عدد من ضحايا الارهاب في العالم خلال العام 2014 ) بلغ 9,929 قتيل ! ( المصدر شبكة SKY NEWS عربية ).

اما ضحايا حرب اليمن منذ اندلاع الصراع في اليمن وحتى تاريخ 29 سبتمبر 2015 فقد بلغ 5،248 قتيل و 26،191 مصاب وذلك بحسب مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية .

أرقام لا تقارن مع ما يحصده ارهاب الشوارع لدينا !

كيف نحارب إرهاب الشوارع (حوادث السير)؟

إن الأمر اليوم خطير وفي حين انه يحتاج الى تحرك مجتمعي واعي على جميع الاتجاهات إلا أن هنالك العديد من الجهات الرسمية التي يجب ان تقوم بدورها بشكل اكثر جدية ومهنية ، فالشعوب والمجتمعات تثقف ولا تتثقف ، الامر اليوم يمس كل بيت وكل جهة وكل فرد ويحتاج الى تحرك كافة مؤسسات المجتمع المدني على جميع الاتجاهات لوضع الحلول والخطط العاجلة جنباً الى جنب مع خطط طويلة الامد من شأنها ان تخرج اجيال اكثر وعياً ورشداً بمخاطر هذا الإرهاب الذي يحيط بنا .

دور التعليم

فالتعليم يجدر به ان يتبنى تدريس مفاهيم الآداب العامة، ومن ضمنها آداب حق الطريق والنظام في الاماكن العامة بداية من المرحلة الابتدائية مروراً بجميع المراحل التعليمة .

دور إدارات المرور

أما إدارات المرور فاين دورها من الحملات التوعوية الجادة في المدارس والجامعات بل وحتى في الوزارات والشركات والدوائر الحكومية ( الحملات الجادة لا الزيارات الإعلامية ) ثم لماذا لا يتم استحداث قاعات تثقيفه توعوية في إدارات المرور في المناطق ( عوضاً عن غرف التوقيف التي يخرج منها الموقوف اكثر غضباً على النظام مما كان قبل دخولها ) .

فلو تم استحداث قاعة للتوعية بإضرار تجاوز الاشارة الحمراء واخرى خاصة بالسرعة وثالثة للتفحيط … الخ ، بحيث تحتوي هذي الغرف على عرض فلمي قصير وبعض الصور واللقاءات مع بعض مصابي الحوادث وذويهم يتم تصنيفها بحسب نوع القاعة والغرض منها ، وعوضاً عن حشر الموقوفين في غرف لا فائدة من مكوثهم فيها سوى الرغبة في شعورهم بالعقاب يتم توعيتهم بطريقة علمية ومنهجية تصل بهم للهدف المنشود من العقوبة وهو التوعية لا العقاب بحد ذاته .

دور البلديات وأمانات المناطق

آما البلديات وامانات المناطق فإنها تحتاج إلى إعادة نظر جادة وحقيقية في هندسة الشوارع والطرق ، نحتاج ان نرى خطط ومشاريع تستوعب كثفتنا السكانية وحركتنا المرورية اليومية ، نحتاج لأن تكون شوارعنا اكثر تنظيماً واكثر انسيابية ، إن مجرد الحاجة إلى رجل مرور يغلق بعض المداخل والمخارج في اوقات الذروة يعكس كم ان هذا المخرج او ذاك المدخل لم يصمم من الاساس بطريقة تضمن انسيابية الحركة ومرونتها وإلا لما الحاجة لإغلاقه .

ختاماً إلا كل قائد مركبة كن انت القدوة ولا تنجرف خلف تهور المندفعين ولا حمق المستهترين إبداء بنفسك واترك الاخرين لأنفسهم ..
سلمنا الله وإياكم من كل شر .

فيديو إرهاب الشوارع وحوادث السير

أضف تعليقك هنا