سيمفونية الرياض

سيمفونية الرياض ….(وصف الصورة )

كم اهتز القلب بالخفقان .

كاد القلب ينخلع ثم ينفلت طيرانا لكى يذوب فى كل انحاء تلك الرياض

يذوب فى براعمها وازهارها واشجارها واوكار عصافيرها وخرير مائها .

والعينان تحدقان تقذفها الروح نحو هذا الجمال كله فلا تبصر الا سواها.

مات الكون كله فى عينى وقلبى وذابت السماء كلها الا ما تلقى من ظلال على ماء الرياض وتقلصت الارض وانطوت على اخرها الا ما حملت من تلك الرياض.

سافر كل الناس عبر تاريخ القبور ومدافنها وبقيت وحدى حيا احيا بين هذا الجمال العبقرى السرمدى الفتان .

تنامت كل النشوات وازبدت وتجسدت لترسم نفحة من نفحات جنة الخلد فى لوحة كانها تنزلت من الفردوس الاعلى فى ارض الرحمان….

اذن الفجر واشرقت الارض بنور ربها .

شدت البلابل فوق اغصانها لتغنى اعظم سيمفونية ( سيمفونية الرياض )

تتلو فيها لذة الروائح الذكية وجمال الخضرة النضرة وخرير الماء الجارى

والاشجار الباسقة العلية .

فمن ذا الذى يحزنك ايتها البلابل الندية ؟

من يجرؤ ان يعكر صوف سيمفونيتك العلية ؟

من يجرؤ ان يدنس قدسية تلك الرياض فيهدر دمك ايتها البلابل الصادحة المطمئنة الوفية ؟؟

يا ويلتاه .

ثعبان يتسلل عبر ترانيم البلابل .

قلبى يتعرى من لباس يري فيها الامن والبراءة ليلبس يري فيه الخوف والخيانة .

احذر ايها البلبل المسكين .

تحتك ثعبان يتسمع شدوك لينقض عليك يا برئ.

قلبى يتمزق من اجلك فحاذر يا امين .

تسلل وتسلل ثم انقض وتلوى والتف حوله وانين المسكين يعلو ويعلو حتى كف عن الصراخ والانين .

رياض امنه اقتحمها من سفك الدم وافسد .

اقتحمها من غدر وقتل وتجبر.

سالت الدماء على الازهار والاشجار والماء.

سالت دمائك ايها الملاك المغرد المقتول .

كم كان طلعكم ايها البشر من رؤوس الثعابين ؟.

كم انقضضتم بشروركم على كل غال طيب ودين ؟

لماذا سفكتم الدماء ؟

واكلتم الربا وافترستم الضعفاء ؟

الا ترون ؟

الا تشعرون ؟

الا تفكرون ؟

كم وهب لنا هذا الماء المدنس بالدماء من حياة ؟

كم شدتنا تلك البلابل المقتولة من لحن وغناء؟

كم طيبت الرياحين والازهار التى اتخذتموها ستارا واستخفاءا فامتلئت انوفنا وارواحنا منها عبقا وطيبا وسناء؟

كم ارتوت قلوبنا من خضرة الاشجار ؟

كم اهتزت القلوب حياة وفرحا من هزيز الاغصان ؟

اذهبتم كل هذا وهذه وتلك ولطختم من صنابير

مطامعكم كل هذا الجمال بالدماء .

الا نترك حياة الغاب ؟

الا نترك انفسنا لحظة ونختلى بهم لنتمتع بالجمال ؟

الا نعيش حياة الاوفياء؟

دعوا الحب يتقلد صاحبه.

دعوا الامومة تفرز حنانها .

دعوا الطهر يذوب فى اجسادنا .

دعوا الخير يمضى فى مرماه .

لا تعترضوا البلبل الشادى ليروي بشدوه سيمفونية الرياض.

دعوا الدنيا كما كانت من قبل تعيش فيها الملائكة الاطهار.

كونوا كالبلابل ولا تكونوا كالافاعى ..

كونوا فى طهركم كما كنتم من قبل يوم ولدتكم امهاتكم .

اضعتم لذتى فى النظر الى تلك الرياض واخلفتم عهدكم .

سامحكم الله . سامحكم الله . سامحكم الله

المؤلف والواصف .. ابراهيم امين

أضف تعليقك هنا

إبراهيم أمين مؤمن

ابراهيم امين مؤمن
مصري
مواليد ابريل 1969.
اجيد فن الرواية بجميع انواعها والشعر بجميع بحوره ,. كما اني الجأ احيانا كثيرة الى التحرر من بحور الشعر واكتب الشعر الحر.
انشر فى العديد من المجلات والمواقع والصحف العربية منطلقا من نوفمبر لسنة 2016 وكانت اول قصيدة لى من الشعر الحر نُشرت فى اليوم السابع فى شهر نوفمبر لسنة 2016 واسمها اعيدينى الى ذاتى.
فى خلال خمس شهور فقط نشرت اكثر من اربعين منشورا ما بين قصة قصيرة وشعر عامودى وحر فى اكثر من ثلاثين صحيفة عربية.
واود ان اقدم رواية تمثل فخر الامة العربية مستقبلا , وتكون مرآة لنا نحن الادباء العرب امام ادباء الغرب الذين للاسف سبقونا حتى فى لغتنا؛ اللغة العربية .